الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 144 |  |  |
| | | from | 144 | | |
المستخلص
الإطار العام للدراسة
أولاً: المقدمة:
قد أدت التطورات السريعة والهائلة في مجال المعرفة وفي مجال تكنولوجيا المعلومات في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين إلى حدوث تغييرات جوهرية في بيئة الأعمال، فقد زاد اعتماد الشركات والمنظمات على الحاسبات الالية وقواعد البيانات وذلك لحفظ وتشغيل البيانات وتوصيل المعلومات والتقرير عنها بطرق وأساليب جديدة ومتطورة (محمد، 2016).
ولقد أدت هذه التطورات الهائلة في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى ظهور التجارة الالكترونية Electronic Commerce والتي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات من أجل اتمام العمليات التجارية بين الأطراف المختلفة. وتتضمن التجارة الإلكترونية كلا من التبادل الالكتروني للبيانات، التحويل الالكتروني للأموال والصراف الآلي، بالإضافة إلى الأعمال والصفقات التي تتم عبر شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) (الكنيدري، 2020).
حيث اعتمدت شركات كثيرة على التجارة الإلكترونية وذلك لمواكبة التطور في بيئة الأعمال والاستفادة مما توفره من فرص ومزايا كثيرة، مثل توفير النفقات وزيادة إمكانية الوصول إلى عدد كبير من العملاء. وقد أثرت كل هذه التغيرات على النظام المحاسبي وخصائصه وكيفية تشغيله للعمليات المالية وتوفيره للمعلومات المالية للمستخدمين. وبما أن هناك علاقة وثيقة بين المراجعة والبيئة التي تعمل فيها، فكان لابد وأن تؤثر كل هذة التغيرات والتطورات في النظام المحاسبي ومن ثم في عملية المراجعة بجميع خطواتها بدءا من قبول التكليف بالمراجعة مرورا بتخطيط عملية المراجعة وتنفيذ تلك الأعمال وانتهاء باصدار تقرير المراجعة (بوزيدي، 2020).
وقد حاولت معايير المراجعة المتعارف عليها بقدر الإمكان وضع قواعد لكيفية ممارسة هذه المهنة وتحديد مهامها، إلا أنها على الجانب الأخر قد أغفلت هذه التغيرات الجذرية والجوهرية التي فرضها التطور الطبيعي والتكنولوجي علي طبيعة ممارسة هذه المهنة، وكان التركيز الأساسي فيها على المراجعة التقليدية وكيفية ضبطها ورسم خطوط التخصص عريضة لأدائها، كيفية تجميع الأدلة، وتحديد نسب الخطر ، وتحديد طبيعة الرقابة المحاسبة الداخلية، وكيفية الحكم على العميل، مع العلم أن كل هذه المعايبر ظلت لفترة طويلة تتسم بالملائمة، لم يختلف أحد على ملاءمتها لبيئة المراجعة التقليدية ، إلا أن البيئة قد تغيرت وأصبحت أكثر سرعة وتقنية، وأقل تحكما ويدوية واستوجب معها التفكير بطريقة مختلفة للوصول إلى درجة الملائمة المطلوبة بين ما تقتضيه البيئة المهنية من جانب والضوابط والمعايير التي تحكم هذه البيئة من جانب أخر (الكنيدري، 2020).
تحظي مهنة التدقيق بدرجة عالية من الأهمية؛ لأنها بشكل أو بآخر تعد ضابطًا لا يستهان به علي النظام المحاسبي بشكل عام، ولذلك نجد في الآونة الأخيرة، أن هناك تركيزًا علي هذه المهنة لجعلها أكثر استقلالية وأكثر مهنية مما هي عليه، كان التدقيق ولفترة سابقة يعمل في ظل بيئة التجارة التقليدية، أي في بيئة محاسبية موثوقة مستنديًا، ولكن مع التقدم التكنولوجي أصبح إلزامًا على مهنة التدقيق أن تواكب هذا التقدم، حيث إنها تؤثر وتتأثر في البيئة المحيطة، وأن تعمل في ظل بيئة التجارة الإلكترونية، أي في بيئة محاسبية تفتقر في أغلب مراحلها إلي التوثيق المستندي الورقي التقليدي (Rose, 2017)
ثانيًا: مشكلة الدراسة:
أصبحت تقنية المعلومات قضية مسلما بها لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها حيث دخلت هذه التقنية في شتى مجالات الحياة واصبحت ثورة المعلومات تحاكي الثورة الصناعية ذلك بسبب اختلاف بيئة الأعمال حاليا عن سابقتها فبيئة الأعمال حاليا تتصف بالسرعة حيث أصبحت تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات هي السمات الحديثة في هذا المجتمع فمن استطاع استخدام هذه التكنولوجيا بنجاح استطاع المنافسة في الأسواق العالمية حيث يجب الانطلاق نحو ثورة المعلومات والثورة المعرفية او عصر الاقتصاد القائم على المعرفة. وقد اوجبت بيئة الأعمال الحديثة بعض التحديات امام المنشأت للاستمرار والتقدم حيث أصبح استمرار المنشأة في السوق ونجاحها وتقديمها أمام منافسيها مرتبط بمقدار التكيف والتعايش مع المتطلبات الجديدة البيئة الاعمال الحديثة ومن هذه المتطلبات شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) حيث فتحت هذه الشبكة افاقا واسعة في التعامل الالكتروني وتطبيق التجارة الالكترونية وبذلك استطاعت الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول النامية أن تستفيد من هذه التقنية المعاصرة في الدخول إلى عالم التجارة الالكترونية والمنافسة العالمية (بوزيدي، 2020).
فلم تعد طرق التسجيل التقليدي، أو القوائم المالية التقليدية هي أساس التسجيل المحاسبي في عصر تسارعت به وتيرة التطوير في طبيعة التشغيل الالكتروني للبيانات، حيث أن التكنولوجيا قد تغيرت وغيرت ما تعرفه عن طبيعة التسجيل وما تضيفه من قيمة الموضوع المستثمر، ولا يمكن إنكار ما صاحب هذه التغيرات من إيجابيات ومزايا من سرعة للتشغيل وأنية للمتابعة والرقابة، إلا أنه على الجانب الأخر لا يمكن كذلك إغفال ماسببته هذه المتغيرات من تهديد للمراجعة التقليدية، وما صاحبها من تغيير جذري لها سواء في طرق الفحص او الرقابة، أو في النطاق الزمني للمراجعة نفسها، وما أدت إليه من الكشف من أشكال جديدة للمراجعة لم تكن معروفة من قبل ولكنها تتناسب وطبيعة البيئة الحديثة للتشغيل ، ولعل أبرز أشكال المراجعة الجديدة كانت المراجعة المستمرة والتي ظهرت لتتناسب مع الطرق المستحدثة في التجارة الإلكترونية. وقد عرفت الهيئة المنظمة لمهنة المحاسبة والمراجعة AICPA المراجعة المستمرة علي أنها (هذا الشكل من المراجعة الذي يتيح للمراجع تقديم تأكيده المكتوب في نفس الوقت، أو بعد فترة قصيرة للغاية من حدوث الحدث الذي ينبغي تأكيده).
وبناءً على ماسبق سعت الكثير من الشركات إلى زيادة استثماراتها في التكنولوجيا وفي البنية التحتية المتصلة بها مما انعكس على حجم التجارة الإلكترونية التي تقوم بها الشركة.
وتعتبر عملية المراجعة من أهم الخطوات التي تأثرت بالتجارة الإلكترونية, من ناحية ومن أحد المشكلات التي نتجت عنها من ناحية أخرى. من هنا تتخلص مشكلة الدراسة في الأتي:
1. ماهي التحديات التي يواجهها المراجع الخارجي فى الحصول على الأدلة الإلكترونية؟
2. كيف سيقوم المراجع الخارجي بجمع الأدلة الإلكترونية والحكم على مدى سلامتها وكفايتها وإمكانية الاعتماد عليها؟ وكيف سيؤثر هذا على معايير المراجعة المتعارف عليها؟