Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسةٌ تنبؤيةٌ لسلوكِ المخاطرةِ من خلالِ ضغوطِ الأقرانِ
لدى طلابِ شعبةِ تكنولوجيا التعليمِ في كليةِ التربيةِ النوعيةِ /
المؤلف
مصطى، أمينةَ عبدِ الفتاحِ مُحمّد.
هيئة الاعداد
مشرف / محمد أحمد إبراهيم سعفان محمد أحمد إبراهيم سعفان
مشرف / إكرام عبد الستار دياب
مشرف / إكرام عبد الستار دياب
مشرف / إكرام عبد الستار دياب
الموضوع
السلوك المخاطر
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
115ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كلية التربية النوعية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 139

from 139

المستخلص

تُعدُّ مرحلةُ الجامعةِ إحدى المراحلِ المُهمةِ في حياةِ الإنسانِ، حيثُ يتشكّلُ فيها مَعالمُ بنائِهِ الشخصيّ، بالإضافةِ إلى ما تتميزُ بهِ من خصائصَ، ومطالبِ نموٍّ مُختلفةٍ تختلفِ عن مثيلاتِها في مراحلِ النموِّ الأخرى، ويعيشُ في عَالمٍ محفوفٍ بالخطرِ الذي يلازمُه كظلِّهِ، لا يفارقُه أبدًا، ومع التطوّرِ الهائلِ وتفجيرٍ معرفيٍّ كبيرٍ، تعقّدَتِ المواقفُ الحياتيةِ للناسِ بجميعِ مكوناتِهم، وازدادَتْ وتنوّعَتْ مشاكلُهم، ولم تَعدِ العاداتُ المألوفةُ كافيةً لمواجهةِ المواقفِ الجديدةِ، فكلُ موقفٍ جديدٍ في الحياةِ ينطوِي على مُشكلاتٍ مُتنوعةٍ تتطلبُ حُلولًا ابتكاريةً تتّسمُ بطلاقةٍ في التفكيرِ ومرونةٍ في التنفيذِ وأصالةٍ وتفردٍ في الحلِّ، ونظرًا لِمَ يتميزُ به عصرُنا الحاليُّ من كثرةِ الصراعاتِ والمشكلاتِ والمتغيراتِ المتزايدةِ، فهذا يُؤدِّي إلى حدوثِ الضغوطِ التي تُؤدِّي إلى القلقِ داخلِ الأشخاصِ، والذي قد يدفعُ الشخصَ للقيامِ بسلوكِ المخاطرةِ، ويلجأُ إلى الكثيرِ من الأساليبِ العدوانيةِ، والضغوطِ للتنفيسِ عنها، ولا يجدُ سوى الأقرانِ.
إنّ السلوكَ البشريَ سلوكٌ يُعبِّرُ تعبيرًا مُحدَّدًا عن المحاولاتِ التي يبذلُها الشخصُ لمواجهةِ متطلباتِهِ، فلديهِ عددٌ من الحاجاتِ التي تدفعُ بهِ تارةً إلى سلوكٍ لا يرضاهُ المجتمعُ، وتارةً أُخرى إلى سلوكٍ يجلبُ لهُ الحمدَ والثناءَ، وإنّ المجتمعَ لَيَستحسِنُ من الشخصِ كلَ سلوكٍ بنّاءٍ، لأنّ الإنسانَ وُهِبَ نعمةَ العقلِ لِيتحكَّمَ بدوافعِهِ، وإنّ الأسرةَ والمدرسةَ والمجتمعَ ما هي إلا مُؤسساتٌ اجتماعيةٌ، وتربويةٌ تقومُ بتهذيبِ، وتقويمِ السلوكِ، ويُفسَّرُ السلوكُ الإنسانيُ في المجتمعِ على أساسِ أنّ الشخصَ يسعى إلى الاحتفاظِ بحالةٍ من التوازنِ الداخليِّ، فهُوَ إذا ما رأى نفسَهُ يسلكُ سلوكًا لا يُرضِي الجماعةَ، والمجتمعَ يُحاوِلُ العدولَ عنهُ حتى لا يَتمّ ُ عزلُهُ عن الأخرينَ، وبما أنّ سُلوكَ الإنسانِ مُحصِّلةٌ لِخصائصِهِ الشخصيةِ، بلْ هُوَ محصلةٌ أيضًا للمواقفِ والظروفِ التي يَجدُ نفسَهُ واقعًا فيها (حسين محمد، 2004، ص 2-5).
تُعَدُّ المرحلُةُ الجامعيةُ حلقةً مهمةً من حلقاتِ التربيةِ، ومن الأدواتِ الأساسيةِ التي تُسهمُ في تكوينِ المجتمعِ، وبلورةِ ملامحهِ في الحاضرِ، والمستقبلِ معًا، ليس فقط بسببِ موقعهِ ومكانتهِ؛ حيثُ يَتبوَءُ أعلى مراتبِ الهرمِ التعليميِّ ولكنّ المرحلةَ الآنَ تُمثّلُ نهايةً في إعدادِ الشبابِ، وتقومُ بوظيفةٍ أساسيةٍ عامةٍ إذ تُمثّلُ البيئةَ التي تمكّنُ الطلبةَ من تنميةِ شخصياتِهم من خِلالِ المعلوماتِ الشخصيةِ، والثقافيةِ، وبما أنَّ الجامعةَ تمثلُ مرحلةً مهمةً، وخطيرةً في حياةِ الطالبِ لذا لابدَ مِنْ الاهتمامِ والرعايةِ النفسيةِ، والاجتماعيةِ لطلبتِها لأنَّ التعليمَ يتطلبُ جُهدًا، ومُثابَرةً، وتفاعُلاً، مع مُتغيراتٍ جديدةٍ تقودُهم في كثيرٍ من الأحيانِ إلى شدةٍ مُستمرةٍ، نتيجةً لتعرُّضِهم لضُغوطٍ تجعلُ منهم أشخاصًا غيرَ أسوياءَ، وقد أسهمَ التقدُّمُ، والتطوُّرُ الحضاريُ، والتكنولوجيُ، والتغيراتُ السريعةُ المتلاحقةُ في شتَّى مناحي، واتجاهاتِ الحياةِ فصارَ الأنسانُ حائرًا، وقلِقًا وسطَ الموجةِ الحضاريةِ بحثًا عن الطمأنينةِ وسكينةِ النفسِ.
فالمخاطرةُ لا تنبعُ إلا مِن الشخصيةِ القويةِ التي لا تعرفُ الخوفَ، والمخاطرُ يمتلكُ كفاءةً عاليةً في تفكيرِه ” العامِ والخاصِّ”، ومع ذلك لا يستطيعُ التعرُّفَ على المواقفِ المعقَّدةِ والصعبةِ، والتي تحتاجُ إلى اتّخاذِ قراراتٍ خاصةٍ صعبةٍ. ( عادل العدل،2001، ص 12).
ويُمكنُ اعتبارُ المخاطرةِ على أنّها التضحيةُ بالقليلِ للحصولِ على الكثيرِ في زمنٍ أقلَّ، ولا يُعني الأمرُ السابقُ أنّ المخاطرةَ تقومُ على القراراتِ الاعتباطيةِ، وإنّما تقومُ على التحليلِ والرصدِ والدراسةِ للمواقفِ والقدراتِ المرتبطةِ بموقفِ المخاطرةِ، ثُمّ الإقدامِ على التنفيذِ، للوصولِ إلى الغاياتِ والأهدافِ، وهى تحملُ في طياتِها المُحاولاتِ المُتتاليةِ للاستفادةِ مِن الأخطاءِ، ولتصحيحِ المسارِ فضلاً عنْ أنّها تشملُ التسلُّحَ بالمعرفةِ التراكُميةِ الواعيةِ، واختياراتُ الإنسانِ تَتطلّبُ قراراتٍ حاسمةً، وقد لا تكونُ النتائجُ لتلك الاختياراتِ واضحةً تماماً. وفي هذه الحالةِ تكونُ قراراتُه محفوفةً بالمخاطرةِ (أحمد طه ،2003، ص 145).
بَدأَ الاهتمامُ بدراسةِ سُلوكِ اتّخاذِ المخاطرةِ Risk taking ” ” مِن جانبِ عُلماءِ النفسِ (1950)، والبدايةُ العلميةُ الحقيقيةُ كانَتْ في الفترةِ ما بينَ(1970م – 1980م)، ولكي نُدركَ أبعادَها تَطلّبَ الأمرُ لإدراكِ مضمونِ أنماطِ الخسارةِ، ودرجةِ الخطرِ، وردِّ فِعْلِ المخاطرِ نفسِه، وقد يُنظَرُ إلى سلوكِ المخاطرةِ مِن جوانبِه الإيجابيةِ أو السلبيةِ مِن حيثُ أنّه سلوكٌ لا يشملُ الجانبَ السلبيَّ فَقطْ، بلْ قدْ يكونُ أحدَ سلوكياتِ المُواجهةِ للشخصِ Philip. Bromileybshawn, 1994 ,P 87-88 ) ).
مشكلة الدراسة:
تنبؤ مشكلة الدراسة من نتائج الدراسات السابقة، والتى اكدت على وجود مشكلة يظهرُ في المرحلةِ الجامعيةِ مظاهرُ سُلوكِ المخاطرةِ التي تُؤدي إلى إيذاءِ الطالبِ لنفسِهِ أو إيذاءِ الأخرينَ، وقد تكونُ ضغوطُ الأقرانِ إحدَى أسبابِ سُلوكِ المخاطرةِ، والإنسانُ بطبيعةِ خَلْقِهِ تَظهرُ لَديه أنماطٌ مُتعدِّدةٌ مِن العلاقاتِ سواءً معَ الآخرينَ، أو معَ الطبيعةِ، وقد يَتطلّبُ مِنه أنْ يكونَ مُخاطِرًا سواءً في علاقتِه بالطبيعةِ أو في علاقتِه بالآخرينِ، وحتى بدافعِ الحفاظِ على بقائِهِ وتَواجُدِ نوعِه، وإشباعِ حاجاتِه (أحمد زكريا ، 2005، ص 2).
وتشير على أنّ طلابَ الجامعةِ هُمْ أكثرُ الفئاتِ العُمريةِ عرضةً للاضطراباتِ النفسيةِ والسلوكيةِ، وذلكَ نتيجةً للمواقفِ والأحداثِ الجديدةِ التي يُواجِهُونَها في حَياتِهم الجامعيةِ، مَعَ ظُهورِ خصائصَ مِثلَ : الإفراطِ في الحساسيةِ، والاستقلالِ، وتحمُّلِ المسؤوليةِ، واكتسابِ الأدوارِ المهنيةِ، والأكاديميةِ .(Constance,2004,P515)
ضُغوطُ الأقرانِ مِن أهمِ الضُغوطِ التي تُؤثِّرُ علَى الشخصيةِ، لأنّها مِن أكثرِ العواملِ التي تُؤثِّرُ علَى النموِ النفسيّ للأشخاصِ بشكلٍ عامٍ والمُراهِقينَ بشكلٍ خاصٍّ ( Abbey,Boujlaleb,2006,P305).
في جانبِ تَأثيرِ الأقرانِ علَى السلوكياتِ المُضادةِ للمُجتمعِ أَكْدَّ علَى أنّ تعلُّمَ السُلوكياتِ المُضادةِ للمُجتمعِ مِن قِبَلِ المُراهِقاتِ، تعتمدُ علَى طبيعةِ علاقتِها وارتباطِها لجماعاتِ الأقرانٌ المنحرفةِ، والارتباطِ المُبكِّرِ بالمُنحرِفينَ وزيادةِ تِكرارِ الاختلاطِ بِهمْ داخلِ الجماعةِ، وهذا يَزيدُ مِن احتمالِ ممارسةِ السلوكياتِ المُضادةِ للمُجتمعِ (Ward et al,1994,P40-41) .