الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يشهد الإنسان في عالمنا المعاصر اليوم تطورا هائلا في شتى مجالات الحياة , الأمر الذى انعكس على ما تقدمه المدرسة من طرق ووسائل تدريس مختلفة لمساعدة التلاميذ في تلبية حاجاتهم وطموحاتهم, ويعد هذا التطور انعكاسا للانفجار المعرفي في شتى فروع العلم والتقنية الحديثة حتى أصبح الحكم على مدى تقدم الأمم ورقيها يتم وفق أساليب علمية حديثة.(96 :22) ويري حسن حسين زيتون , كمال عبدالحميد زيتون (2003م), أن المتتبع لمسيرة البحث التربوي يلاحظ تقدما وتحولا رئيسيا في رؤيته لعملية التعليم والتعلم , والتحول من التركيز على العوامل الخارجية التي تؤثر في تعلم المتعلم , مثل متغيرات المعلم (شخصيته , حماسه , تعزيزه) , وبيئة التعلم , والمنهج , ومخرجات التعلم , وغيرذلك من العوامل , إلى التركيز على العوامل الداخلية التي تؤثر في المتعلم , خاصة ما يجرى داخل عقل المتعلم , مثل معرفته السابقة , سعته العقلية , نمط معالجته للمعلومات , دافعيته للتعلم , أنماط تفكيره , أسلوب تعلمه وأسلوبه المعرفي.(46 : 17) وتشير سلطانة قاسم الفالح (2003م), إلي أنه قد ظهر اهتمام كبير منذ نهاية الثمانينيات لتجريب العديد من الطرق الحديثة في عمليتي التدريس والتعليم , وقد انبثقت بعض هذه الطرق عن النظرية البنائية التي يشتق منها عدة نماذج تدريسية متنوعة ومفيدة , ولها قيمة كبيرة في عملية التعليم والتعلم .(74 : 85) وتري أسماء زين صادق الأهدل(2012م), أن المنظور البنائي يمثل توليفا أو تزاوجا بين عدد من الأفكار المستفادة من مجالات ثلاثة هي علم النفس المعرفي , وعلم نفس النمو , والأنثروبولوجيا , فقد أسهم المجال الأول بفكرة أن العقل يكون نشطا في بناء تفسيراته للمعرفة ويكون استدلالاته منها , كما أسهم المجال الثاني بفكرة تباين تركيبات الفرد في مقدرته على التنبؤ تبعا لنموه المعرفي , أما المجال الثالث فقد أسهم بفكرة أن التعلم يحدث بصورة طبيعية باعتباره عملية ثقافية مجتمعية يعمل فيها الأفراد سويا لإنجاز مهام ذات معنى ويحلون مشكلاتهم بصورة ذات مغزى , ويؤمن منظرو البنائية بأن التعلم يحدث نتيجة الأفكار التي بحوزة المتعلم , أو إضافة معلومات جديدة أو بإعادة تنظيم ما هو موجود من أفكار لديه , أي أن التركيز في التفكير البنائي يشمل كلا من البنية المعرفية والعمليات التي تتم داخل المتعلم في إطار يشمل كلا من السياق المجتمعي والتفاعلات الاجتماعية. |