Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الطلاق المبكر في الريف المصري :
المؤلف
مصطـــفى، سمر مجــــدى إبراهيـــم.
هيئة الاعداد
باحث / سمر مجــــدى إبراهيـــم مصطـــفى
مشرف / علياء على شكرى
مشرف / عالية حلمى حبيب
مناقش / عايدة فؤاد عبد الفتاح النبلاوي
مناقش / نسرين إبراهيم البغدادي
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
388ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 388

from 388

المستخلص

ملخص الرســــالـــة
تعتبرُ الأسرةُ هي الوحدة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، حيث إنها تؤثر وتتأثربه، و يُقاسُ توازنها وتماسكها بتماسكِ المجتمعِ وقوتهِ، إلا أنه ومع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة التي يَمُرُّ بها المجتمعُ المصريُّ. يمكن القول: بأنه قد حدثت تغيراتٌ أساسيةٌ في البناء الاجتماعي للمجتمع، وبالتالي في البناء الأُسريّ، حيث تقلَّصت الأُسرةُ من حيث حجمها، وأدوارها، وعجزت في كثيرٍ من الأحيان عن القيام بوظائفها في الرعاية والتربية والتنشئة ؛ مما ترتبَ عليه حدوثُ تصدعاتٍ في النسقِ الأُسريِّ، ونتج عنه العديدُ من الظواهر الاجتماعية والأُسريةِ، وعلي رأسها إن جاز القول: ظاهرة الطلاق.
فقد شهدت السنواتُ الأخيرةُ ارتفاعًا ملحوظًا في نسبِ الطلاقِ بالمجتمع المصري، طبقًا للإحصائيات الصادرة عن الجهازالمركزي للتعبئة والإحصاء، ولعل ما يلفت النظر في تلك الإحصاءات الأخيرة هو زيادةُ معدلاتِ الطلاقِ في الريف عن الحضر، وهذا يخالف ما ورد وتردد في العديد من الدراسات من أن الريف نادرًا ما يشهد حالاتِ طلاقٍ مقارنةً بالحضر، وهذا ما دفع الباحثة للتتبع والكشف عن واقع هذه القضية في المجتمع الريفي.
وقد تثنى للباحثةِ ملاحظةُ ظاهرةِ الطلاقِ المبكرِ في الريف، والوقوفِ على أبعادها والإحاطةُ بأسبابها وآثارها، نظراً لكونها تعيشُ بصورة كاملة في الريف، بما يمكنها من سَبْرغوْر الظاهرة ودراستها، كما لاحظت الباحثةُ أيضاً ندرةَ الإهتمام بدراسة ظاهرة الطلاق المبكرفي الريف المصري، في حين كانت معظم الدراسات التي اهتمت بالطلاق بشكلٍ عامٍ، والطلاقِ المُبَكِّرِ بشكلٍ خاصٍ تجرى في المجتمع الحضري، مما حدا بالبحث الراهن لأَن يخوضَ غِمارَ التجربةِ، ويتناول تلك الظاهرة بالدراسة.
وبناءًا على ما سبق فقد تبلورت مشكلة الدراسة في الوقوف على مدى انتشار ظاهرة الطلاق في الريف بشكلٍ عامٍ، والطلاق المبكر على وجه الخصوص، ومحاولة الكشف عن حجم الظاهرة، وأسباب انتشارها، وتداعياتها على نسق الأسرة، والمجتمع الريفي في ظل التحولات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية التي يَمُرُّ بها المجتمع المصري بشكلٍ عامٍ، والتي كان لها تأثيرها الكبير على المجتمع الريفي كجزءٍ من هذا المجتمع.
واعتمد البحث على بعض قضايا النظرية الوظيفية، والنسوية في دراستها للأسرة والطلاق المبكر في الريف، في ضوء خصوصية المجتمع المصري، للكشف عن أهم العوامل التي أدَّتْ إلى انتشار ظاهرة الطلاق المبكر في الريف في ظل التغيرات التي مَرَّ بها المجتمعُ المصريُّ بشكلٍ عامٍ، والمجتمع الريفي على وجه الخصوص.
كما استعانت الباحثة بالمنهج السوسيوأنثروبولوجي الذي يجمع بين التحليل الكَمِّيِ والكيفيّ، فمن حيث الأُسلوب الكَمِّيّ. اعتمدت الباحثةُ على منهج المسح الاجتماعي، واستخدمت الاستبيان كآداةٍ لجمع البيانات، وتم تطبيق الاستبيان على عينةٍ عشوائيةٍ قوامها 200 مفردةٍ من المتردداتِ على محكمة الأسرة في مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، ومن حيث الأسلوب الكيفي استخدمت الباحثة منهج دراسة الحالة، واستعانت بالمقابلة المتعمقة مع (21) حالةٍ من المطلقات حديثاتِ الزواجِ، ممن لا تتعدى مدة زواجهن 5 سنواتٍ، بما في ذلك سنوات الانفصال وحتى حدوث الطلاق الرسمي.
- وخَلُصَتْ الباحثةُ إلى أن هناك أسباب متعددة للطلاق المبكر بين عينة الدراسة. ما بين أسبابٍ اجتماعيةٍ، وثقافيةٍ، وأُخرى اقتصادية. جاءت العوامل الاجتماعية: في مقدمة أسباب الطلاق كما كشفت عنها نتائج الاستبيان ودراسة الحالة، ومن أهم الدوافع الاجتماعية التي أدت إلى تفكك النسق الأسري وحدوث الطلاق هي تدخل الأهل في حياة الزوجين، وكان هذا أكثر انتشارًا بين الأسر التي تعيش في كنف الأسرة الممتدة مقارنةً بالنووية، وذلك لكثرة المشاكلات العائلية، وحدوث الصراع داخل الأسرة. سواء بين الحماة وزوجة الابن، أوالزوجة وسلائفها، كما يعتبرُ انخفاض سن الزوجين (الزواج المبكر) أحد الأسباب الاجتماعية الهامة التي تؤدي إلى الطلاق المبكر في المجتمع الريفي؛ بسبب قلة الخبرة الكافية بشئون الحياة الزوجية، وعدم تحمل مسئولية الأسرة، إلى جانب أن أساليب الاختيار للزواج عن طريق الأهل والأقارب (الاختيار الوالدي) قد يؤدي إلى عدم الاستقرار الأسري، واستمرار النسق نظرًا لعجز أفراده عن تلبية الاحتياجات التي تؤدي إلى استمرار وتوازن النسق، وبالتالي يحدث التفكك والطلاق.بالإضافة إلى ذلك هناك بعض أسباب الطلاق التي لا يُعْلَنُ عنها صراحةً كالأسباب المتعلقة بالضعف الجنسي وعدم الإشباع العاطفي، وهذان يعدَّان من أهم الأسباب الغير ظاهرة التي تؤدي إلى عدم الاستقرار الأسري وحدوث الطلاق المبكر، ولكن تعتبر من الأسباب التي يفضِّل الطرفان عدم الإعلان عنها بسبب الثقافة التي يفرضها المجتمع الريفى، وهناك أسباب مستجدة ظهرت حديثًا على المجتمع ككل، والمجتمع الريفي كجزءٍ من هذا المجتمع، نتيجة انتشار وسائل التواصل الحديثة، فقد ظهر حديثًا حالاتُ طلاقٍ ارتبطت بالخيانة الزوجية، خاصةً تلك التى تقع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والدخول في علاقاتٍ عاطفية أوما شابه، فهى غير شرعيه على كل حال، وذلك عن طريق المكالمات الهاتفية أو مكالمات الفيديو.
وإلى جانب الأسباب الاجتماعية السابقة كانت العوامل الاقتصادية من الأبعاد الهامة التي أدت إلى عدم الاستقرار الأسري، وحدوث الطلاق المبكر، فقد أوضحت الدراسة الميدانية أن الفقروضعف الدخل من أهم الأسباب التي تولِّدُ الصراع بين الزوجين لعدم قدرة الزوج على سد احتياجات الأسرة.ويعد إدمان الزوج وتعاطي المخدرات من الأسباب التي أصبح يُصرَّحُ بها في المجتمع الريفي، والتي تؤدي إلى انهيار العلاقات الزوجية وحدوث الطلاق، بسبب تقصير الزوج في سد متطلبات الأسرة وعدم تحمل المسئولية؛ لأنه ينفق جزءًا كبيرًا من المال على المُسكرات.ويعتبر بُخلُ الزوجِ من أحد الأسباب الاقتصادية التي تؤدي إلى حدوث الطلاق بين عينة الدراسة، نظرًا لتقصير الزوج في الوفاء باحتياجات الأسرة والأطفال.
وعن اجراءات الطلاق كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن ظهور أساليب للحصول على الطلاق لم تكن معتادة في المجتمع الريفي بشكل خاص، وهي اللجوء إلى محاكم الأسرة وإقامة دعوى لطلب الطلاق أوالخلع، وهذا ما يكشف عن تراجع أساليب الضبط الاجتماعي من تدخل الأهل وعقد الجلسات العرفية مع زيادة وعي المرأة بحقوقها وباتخاذها قرار الطلاق بارادتها الخاصة.
كما نتج عن هذه الدراسة أن للطلاقِ المبكرِ آثار على كل من الزوجة والأبناء والأهل. فبالنسبة لآثار الطلاق المبكر على الزوجة، يتضح من نتائج الدراسة أن الآثار النفسية كانت الأكثر انتشارا بين حالات الدراسة، حيث أكدت نسبة كبيرة من أفراد العينة أنهن عانوا بعد الطلاق من الحزن والاكتئاب والتوتر، إلى جانب ذلك عانت بعض المطلقات أيضًا من الصعوباتٍ الماديةٍ ومماطلة الزوج في دفع النفقة للزوجة والأبناء، بالإضافة إلى الأعباء التي تواجهها المطلقة (وخاصة التي تلجأ الى القضايا) من مصاريف المحامي ومصروفات لرفع قضية على الزوج. وعن آثار الطلاق على الأهل والأقارب كشفت الدراسة الميدانية أن نظرة المجتمع الريفي للمطلقة قد تغيرت، فلم يعد ينظر إليها بريبةٍ وشكٍ، حيث لاقت معظمهن الدعم والمساعدة والمساندة من قبل الأهل والأقارب عند اتخاذ قرار الطلاق، إلى جانب المساعدة المالية والنفسية للخروج من هذه الأزمة، كما يقوم الأهل في بعض الأحيان بتشجيع ابنتهم على اتخاذ هذا القرار.أما عن آثاره على الأطفال فقد كشفت نتائج الدراسة أن معظم الأطفال بين عينة الدراسة لم يتأثروا بالطلاق، أو يشعرون بفقدان الأب وضرورته، ويرجع ذلك إلى صغر سن هؤلاء الأطفال وعدم ادراكهم العقلي نظراً لأن معظم هذه الأسر حديثة التكوين فمعظم الحالات لم تتعد مدة زواجهن سنتين.
أما السكن بعد الطلاق فقد كشفت نتائج الدراسة الراهنة أن نسبةً كبيرةً من المطلقات يعدن للإقامة بعد الطلاق مع أهلهن. نظرًا لثقافة المجتمع الريفي التي مازالت لا تفضل عيش المطلقة بمفرها، وإنه من العيب أن تسكن بمفردها في وجود الأب والأم.
ومن ثم خلصت الدراسة الى بعض التوصيات ومنها:
1- التوعية الاعلامية بأهمية الأسرة ودورها، وبقيمة الزواج، وبمخاطر الطلاق.
2- زيادة اهتمام الخطاب الديني من خلال المساجد بالموضوعات الخاصة بالزواج والأسرة.
3- عمل ندوات وتدريبات تثقيفية داخل الجامعات لكل من الشاب والفتاة المقبلين على الزواج على كيفية حل المشاكل الزوجية.