الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 549 |  |  |
| | | from | 549 | | |
المستخلص
جاءت هذه الدراسة حول كتابه ”السنن”، والذي هو من أُمات كتب السنة المصنفة على الأبواب الفقهية، وهو موسوعة فقهية تدل على تضلعه رحمه الله في الفقه وتمكنه فيه، وتدل على دقة اسْتِنباطه وبراعة استدلاله، ضمنه أكثر أدلة الأحكام، واستوعب فيه كثيرًا من المسائل الفقهية وتفريعاتها.
وتظهر أهم أسباب اختيار هذا الموضوع في رد الدعاوى المدعاة على أهل الحديث أنهم لا فقه عندهم، وأنهم حملة نصوص وآثار لا غير، وفي ذلك اهتمام بفقه أهل الحديث، وإسهام في رد الهجمة على أهل الحديث بإبراز بعض جهودهم وفقههم.
وقد أظهرت الدراسة أن الدارمي رحمه الله لم يتبن مذهبًا من المذاهب، ولم يُقلد عالمًا من العلماء، وإنما كان ذا نظرة اجتهادية استقلالية، يجتهد على طريقة أهل الحديث في الاهتمام بالأحاديث وفهمها، وبناء الاحكام عليها.
للدارمي رحمه الله مشاركة في علم أصول الفقه، وذكره في كتابه عددًا من المسائل الأصولية، بل وإفراده بعض مسائله بأبواب خاصة يدل على تمكنه من علم الأصول، وذكره لهذه المسائل يبرز العلاقة القوية بين أصول الفقه ونصوص الشرع.
من خلال هذه الدراسة في سنن الدارمي ظهر جليًّا أن أهل الحديث لم يكونوا حملة أسفار لا يفقهون معانيها، وإنما كانت لهم يد طولى في فقه الحديث والبحث عن غور معانيه، فليس المراد من هذه الدراسة إظهار فقه الإمام الدارمي رحمه الله واختياراته وحسب، وإنما المقصود الأول والأكبر منها تسليط الضوء على فقه أهل الحديث،وكيفية استنباطهم للمعاني والأحكام.