Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
آراءُ ابنِ مالكٍ النَّحويّةُ في كتابِه
" شواهدُ التَّوضيحِ والتصحيحِ لمشكلاتِ الجامعِ الصحيح "
في ضوءِ الدَّرسِ النَّحويِّ القديم
دِرَاسَةٌ تحليلية /
المؤلف
آدم، مصطفى حامد نادي.
هيئة الاعداد
باحث / مصطفى حامد نادي آدم
مشرف / رجب عبد القادر حجاج
مشرف / حسام محمد النادي
مناقش / رجب عبد القادر حجاج
الموضوع
Qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
304 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - قسم النحو والصرف والعروض
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 301

from 301

المستخلص

هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك العلامة جمال الدين الطائي الجياني الشافعي النحوي نزيل دمشق إمام النحاة في عصره وحافظ اللغة . ولد سنة خمسمائة وثمان وتسعين أو سنة ستمائة أو في التي تليها , وسمع بدمشق من السخاوي والحسن بن صباح وجماعة . أخذ العربية عن غير واحد , وجالس بحلب ابن عمرون وغيره , وتصدر بها لإقراء العربية , وصرف همته إلى اتقان لسان العرب , حتى بلغ فيه الغاية , وحاز قصب السبق , وأربى على المتقدمين . ولم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد الكثير من العناء فقد ترك وطنه الذي ولد فيه وهاجر إلى العديد من البلدان من أجل تحصيل العلم وحفظه وجالس أصحاب العلم وأهله متحملا آلام الغربة والوحدة صابرا على قلة ماله حتى وصل إلى ما وصل إليه ( ).
فقد ورد على كراريس من كتاب ” تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ” بخط ابن مالك مؤلفه : صورة قصة رفعها الفقير إلى رحمة ربه : محمد بن عبدالله بن مالك يقبل الأرض , وينهي إلى السلطان – أيد الله جنوده , وأبد سعوده – إنه أعرف أهل زمانه بعلوم القراءات , والنحو , واللغة , والأدب ... , وأمله أن يعينه نفوذ من سيد السلاطين , ومبيد الشياطين – خلد الله ملكه , وجعل المشارق والمغارب ملكه – على ما هو بصدده من إفادة المستفيدين , وإرشاد المسترشدين , بصدقة تكفيه هم عياله , وتغنيه عن التسبب في صلاح حاله ”( ) .
وهذه قصة تعطي صورة واضحة المعالم لخشونة عيش المؤلف – رحمه الله – وتبين أن حياته كلها فيها شيء غير قليل من العسر الذي كان يستبد به أحيانًا فيطلب المعونة , ومن يدري لعله كانت تعوزه النفقة ولا يجد من يمد له يد العون فيصير قانعًا محتسبًا , مفضلًا مرارة العيش على ذل الوظيفة وخدمة الولاة والسلاطين , مؤثرًا العزلة على الاختلاط بالمجتمع المتنافر من حوله ( ) .
لقد كان في استطاعة الشيخ تغيير أسلوب حياته إن هو أقبل نحو الحكام متعاونًا . ولا ريب أنه منصب لا بأس به , وكيف لا وقد كان قاضي القضاة يأتي مجلسه ويتعلم منه , ويسأله . ولكنه الاعتداد بالنفس الذي قضى عليه أن يلابس دهره كما شاء في الجملة لا كما أراد بالتفصيل . فضحك لجوانب الحياة المظلمة , وهزأ بما يراه غيره من نعمة ورضي من الزمان حلوه ومره , وقنع بالعيش يسره وعسره . وفي الرضا والقناعة عزاء للنفس وشفاء للروح ( ) .
مكانته العلمية
رحل ابن مالك عن الأندلس كما رحل غيره من علمائها في ذلك العصر , مع الذين كانوا يقصدون المشرق لحج بيت الله الحرام وطلبا للعلم وهروبًا من الزحف النصراني على بلاد الأندلس . وكانت الرحلة من الأندلس إلى المشرق بلا عودة بالنسبة لكثير من العلماء الراحلين ومنهم ابن مالك . وهو لم يخرج من الأندلس إلا بعد أن حصل نصيبًا وافرًا من العلم على يد علمائها وذلك في علوم العربية والقراءات . وكان تنقل ابن مالك بين البلدان العربية له عظيم الفائدة من استفادته من أصحاب العلم وأهله سواء في اللغة أو النحو , ومنهم :

أولًا : في الأندلس
1- أبو المظفر
2- أبو علي الشلوبيني
ثانيًا : في دمشق
1- أبو صادق بن صباح
2- ابن أبي الصقر
3- العلم السخاوي
4- ابن أبي الفضل المرسي
ثالثًا : في حلب
1- ابن يعيش
2- ابن عمرون
وكما كان لابن مالك من أهل العلم الذين تلقى عنهم العلم كان له من الطلاب من نشروا علمه , ومنهم :
1- شرف الدين النووي
2- ابن حازم الأذرعي
3- شمس الدين بن جعوان
4- علاء الدين بن إبراهيم بن داود العطار
5- بدر الدين بن مالك
6- شهاب الدين أبو الثناء
7- زين الدين أبو بكر بن المنجا
8- بهاء الدين بن النحاس( )
إن كان هذا من بعض ما يبين مكانة ابن مالك العلمية فلا ننسى أيضًا ما وسمه به بعض أهل العلم في عصره ومن بعده ممن ترجموا له , ومنهم :
1- الشيخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني ( 726 ه ) حيث قال فيه : ” أوحد عصره وفريد دهره في علم النحو والعربية مع كثرة الديانة والصلاح والتعبد والاجتهاد,سمع وحدث, وكان مشهورا بسعة العلم والاتقان والفضل ”( ) .
2- قال عنه الذهبي (748 ه ) : ” أخذ العربية عن غير واحد , وجالس بحلب ابن عمرون وغيره , وتصدر بها لإقراء العربية , وصرف همته إلى اتقان لسان العرب , حتى بلغ فيه الغاية , وحاز قصب السبق , وأربى على المتقدمين .
كان إماما في القراءات وعللها . وأما اللغة فكان إليه المنتهى في الإكثار من نقل غريبها والاطلاع على وحشيها . وأما النحو والتصريف فكان فيهما بحر لا يجارى , وحبرا لا يبارى . وأما أشعار العرب التي يستشهد بها على اللغة والنحو فكانت الأئمة الأعلام يتحيرون فيه , ويتعجبون من أين يأتي بها ؟ وكان نظم الشعر سهلا عليه : رجزه وطويله وبسيطه وغير ذلك ؛ هذا مع ما هو عليه من الدين المتين وصدق اللهجة , وحسن السمت , ورقة القلب , وكمال العقل , والوقار والتؤدة ”( ) .
3- عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي (771 ه ) حيث قال فيه : ” الاستاذ المقدم في النحو واللغة ... وأخذ العربية عن غير واحد , وهو حبرها السائرة مصنفاته مسير الشمس , ومقدمها الذي تصغي إليه الحواس الخمس , وكان إمامًا في اللغة , إماما في حفظ الشواهد وضبطها , إماما في القراءات وعللها , وله الدين المتين ,والتقوى الراسخة ”( ).