الفهرس 
الغلافيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 120 |  |  |
| | | from | 120 | | |
المستخلص
القرآن الكريم هو أعظم الكتب وأشرفها وأجلُّها وأقدسها، وهو الكلام المقدس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والكتاب المعجز، الذي أعجز أهل البلاغة والفصاحة والبيان على اختلاف العصور والزمان. وقد اهتم القدماء والمحدثون بهذا الكتاب العظيم من مختلف جوانبه، وعلى الرغم من هذا فما زالت هناك موضوعات وقضايا متعلقة بهذا النص المعجز، بحاجة إلى دراسات متعمقة، ومن هنا جاء هذا الموضوع ”الحذف في المكي والمدني يوسف والمائدة نموذجًا”، وجاء اختياري لهذه الدراسة بهدف بيان الفروق التركيبية، والوقوف على طبيعة البناء اللغوي في كل من السور المكية والمدنية، من خلال دراسة سورتي (يوسف) التي تمثل أولى الطائفتين، وسورة (المائدة) التي تمثل الطائفة الثانية.
ومن ثمَّ فقد هدفت هذه الدراسة إلى بيان الفروق التركيبية، والوقوف على طبيعة البناء اللغوي في كل من السور المكية والمدنية، من خلال دراسة سورتي (يوسف) و(المائدة)، فإننا لا نقصد بالحذف ما يتصل بمضمون القرآن ومحتواه فقط، وإنما ينصرف المصطلح إلى البنية والتركيب واللغة، ذلك أنَّ الجملة العربية لها سماتها وخصائصها التي تتمثل في عناصر محددة ينبغي ذكرها والإتيان بها في الجملة، حتى نظفر بالنمط المثالي الذي ارتضاه النحاة واللغويون، وقد يحدث أن يُحذف عنصر أو أكثر من عناصر الجملة دون الإخلال بالمعنى، أو الانتقاص من الدلالة، فالحذف المَرْضي عنه هو الذي لا ينجر عنه غموض أو إبهام أو تعقيد، انطلاقا من المقولة المعروفة التي تذهب إلى جواز حذف المعلوم، وأن الحذف المقصود في هذه الدراسة والذى يقوم عليه عملنا هو ذاته الذى يقوم به المُتكلِم أو المُخاطِب أو المُنشِيء أو المُبدِع مُخيرًا بين أن يذكر أو يحذف، فإن ذكر فهذا اختياره، وإن حذف فعلينا أن نبحث عن العلة والهدف والغاية والمغزى والمعنى والدلالة والمقصد من ذلك.