Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المنهج النقدي عند عبد القاهر البغدادي (ت 429هـ) /
المؤلف
غانم، محمد السيد عبد المعطي.
هيئة الاعداد
باحث / محمد السيد عبد المعطي غانم
مشرف / عــادل أميـن حافــــظ
مشرف / رشدي عبد الستار محمد
مناقش / رشدي عبد الستار محمد
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
366 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - قسم الفلسفة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 365

from 365

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
فإن النزعة النقدية في علم الكلام كامنةٌ في عوامل نشأته؛ حيث إن مواجهة العقائد المخالفة للإسلام ـ فضلًا عن ظهور البدع والمقالات العقدية المختلفة ـ كانت أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ظهوره؛ ومن ثم فإن وظيفته بجانب تقرير العقيدة، وتحرير مسائلها والاستدلال عليها؛ هو الدفاع عنها، ورد شُبَه المخالفين، وما يصاحب ذلك من ردودٍ متبادلةٍ بين الفِرَق الإسلامية وغيرها، وما ينبثق عنه من تنوعٍ في صورٍ الاستدلالات العقلية والنقلية؛ بهدف إبطال مذاهب الخصوم، وإثبات تهافتها.
فالنقد إذن وثيق الصلة بعلم الكلام وبغايته، وأحد أهم الملكات التي يجب أن يتحلَّى بها المتكلم؛ إذ الكلام كما يقول الفارابي (ت: 339هـ): «ملكةٌ يَقْتَدِرُ بها الإنسان على نُصرة الأفعال والآراء المُحدَّدة التي صرَّح بها واضع الملة، وتزييف كل ما خالفها من الأقاويل»( ).
وقد تتابعت تعريفات القدماء لعلم الكلام، مُؤَصِّلَةً للشقين التقريري والنقدي؛ إذ يقول الإيجي (ت: 756هـ): «والكلام علمٌ يُقتَدر معه على إثبات العقائد الدينية؛ بإيراد الحُجج ودفع الشبهة»( )، كما عرَّفه ابن خلدون (ت: 808هـ) في «مقدمته»؛ بقوله: «هو علمٌ يتضمَّن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة»( ).
ومن ثم؛ فقد حرص المتكلمون أن يوفوا بالغرضين (التقريري والنقدي) في مصنفاتهم، وإن إطلالةً سريعةً على تراث المعتزلة المفقود والمطبوع، لَتُثبتُ ذلك، كما سلك الأشاعرة والماتريدية المسلك نفسه بالجمع بين الوظيفتين؛ حيث يشارك الإمام الأشعري (ت: 324هـ) في ذلك بقائمةٍ طويلةٍ من المُصنفات المفقودة، تؤكد ذلك الطابع.
وفي السياق نفسه جاءت مصنفات تلاميذه؛ كالباقلاني (ت: 403هـ)، وابن فورك (ت: 406هـ)، والإسفراييني (ت: 418هـ)، وصولًا للبغدادي (ت: 429هـ)، الذي لم يكتف بتقرير عقيدته الأشعرية، بل سبق إلى مذاهب خصومه دراسةً ونقدًا وتفنيدًا، متبعًا في ذلك مسالك شتى في النقد والجدل.
ولقد أسهم هذا التوجه النقدي لدى المتكلمين بتنوعاته وتعدد مساراته في إثراء الفكر الكلامي؛ حيث كشف عن عقلياتٍ ناقدة، وأفكارٍ نقدية أبانت عن زوايا وأبعادٍ جديدة لبعض المشكلات الكلامية المثارة، وبذلك فإن تباين وجهات النظر لدى المتكلمين لا ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره ظاهرة سلبية، بل هو معبِّرٌ أيضًا عن حيوية المجتمع الإسلامي وثرائه الفكري، وبُعْدهِ عن الجمود والتقليد، كما أنه أيضًا تعبيرٌ عن الصلة المستمرة مع تراث السابقين إفادة وتحليلًا ونقدًا.
وما كان لهذا الإبداع النقدي ليظهر في جوٍّ فكريٍّ راكدٍ وجامد، بل إن المطارحات الفكرية الثرية من خلال المصنفات والمناظرات المختلفة؛ قد فتَّحت العقول، وحفَّزتها على التحليل والنقد والمقارنة، ورد الأفكار إلى أصولها، ومعرفة بداية الفكرة وتاريخ تطورها .. إلخ من الأمور التي لم تكن لتظهر إلا من خلال النقد والتمحيص.
وإذا كنا نمتدح تلك الحركة النقدية الكلامية، ونرى النور من جوانب منها، فإنا نقِرُّ أيضًا بأنها لم تكن دائمًا على الصواب؛ إذ تخللتها ـ كغيرها ـ بعض السلبيات، وتنازعتها الدوافع، وفرَّقتها الأهداف، ووجهتها السياسة في بعض الأحيان، وتحكمَّت بها العصبية المذهبية، لكن هذا الرصيد النقدي كان ـ على كل حالٍ ـ زادًا ثريًّا للمتكلمين عبر التاريخ؛ في إفادتهم المستمرة منه، والنظر في عواقبه ومآلاته، والبعد عن مزالقه وأخطائه، وذلك من خلال النظر الدائم فيه، وتنقيحه وتمحيصه، بحسب ما تيسَّر لكل متكلمٍ ناقدٍ.
ومن ثم؛ فقد شجَّعت حالة النقد المتبادلة الفرق المختلفة؛ أن تعيد النظر في مذاهبها، بالتعديل والتطوير لكثيرٍ من آرائها، وكان من مظاهر ذلك اقتراب بعض هذه الفرق من بعضها في العصور المتأخرة، ونبذ حالة التعصب والإقصاء.
ويأتي الأشاعرة ضمن المدارس الكلامية الكبرى؛ التي أغنت الحقل الكلامي بتواليف كثيرة بدءًا من الإمام أبي الحسن الأشعري وصولًا للبغدادي الذي لم يكتف بتقرير عقيدته الأشعرية، بل سبق إلى مذاهب خصومه دراسةً ونقدًا وتفنيدًا، متبعًا في ذلك مسالك شتى النقد والجدل.
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
لقد ارتبطت شهرة البغدادي في الأوساط العلمية المعاصرة بكونه مؤرخًا للفِرَق، ومن ثم لم يلق العناية الجديرة به بعد؛ لاعتماد أغلب من كتبوا عنه على كتابيه: «الفرْق بين الفِرَق، و«أصول الدين»، لكن ظهرت له كتب أشمل، ككتاب: «الأسماء والصفات» و«عيار النظر في علم الجدل»، و«الناسخ والمنسوخ»، وهي مؤلفات ستجعلنا نقرأ فكره ومنهجه الكلامي والنقدي بصورة مختلفة وأكثر شمولًا عن السابق.
ومن ثم تبدو أهمية تلك الدراسة في كون الجانب النقدي ـ عند البغدادي ـ ليس جانبًا عرضيًّا، تعرَّض له في كتابٍ أو أكثر، بل كان منهجًا عامًا ممتزجًا بفكره الكلامي في جميع كتبه، حيث تمثَّل ذلك في حرصه على مناقشة خصومه والرد عليهم.
أيضًا للبغدادي جانب نقدي تنظيري، أصَّل له في كتابه القيِّم «عيار النظر»، بخلاف الجانب التطبيقي الثري في بقية مؤلفاته، وذلك بمناقشاته وسجالاته مع المخالفين له، ورده عليهم، وكذلك كثرة مناظراته التي حُفظ لنا بعضها.
ومن ثم؛ جاء اختياري لـ «المنهج النقدي عند البغدادي»؛ لأُبرز من خلاله طبيعة هذا الجانب النقدي في فكره الكلامي، من خلال الكشف أيضًا عن أصول منهجه ودوافعه النقدية، وكذا مصادره، وطرق استدلاله، وسماته، وتطبيق ذلك على موقفه من طوائف غير المسلمين، وفِرَق المسلمين.
ولنقف أيضًا على مدى الأثر الذي أحدثه البغدادي ومنهجه النقدي في الأعلام الذين أتوا بعده؛ كالجويني (ت: 478هـ، والغزالي (ت: 505هـ)، والشهرستاني (ت: 548هـ)، والرَّازي (ت: 606هـ)، وغيرهم؛ لأن البغدادي من كبار أعلام عصره، كما أن له ترجيحات تعد منعطفًا مهمًا في تطور المذهب الأشعري بعد الباقلاني.
الدراسات السابقة:
لم أجد ـ بحسب اطلاعي ـ دراساتٍ علميَّة سابقة تناولت الفكر النقدي لدى عبد القاهر البغدادي، غير أني لا أنكر وجود دراسات كثيرة تناولت الرجل من ناحيتين:
الأولى: الحديث عن دوره في المذهب الأشعري عامة، وممن تناولوا هذا: الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه «مذاهب الإسلاميين»، والدكتور أحمد محمود صبحي في كتابه «في علم الكلام»، والدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه «موقف ابن تيمية من الأشاعرة».
كما أفردت الدكتورة «فوقية حسين» بحثًا للتعريف بكتاب «أصول الدين»، نُشر في مجلة «تراث الإنسانية»( ). كما أفرد له الدكتور «أحمد رجب أبو سالم» بحثًا عن الجانب اللغوي عنده بعنوان: «الدرس النحوي والصرفي عند علماء العقيدة .. الإمام أبو منصور البغدادي أنموذجًا»( ).
الثانية: آراؤه الكلامية ومنهجه في بعض كتبه، وقد تم تناول ذلك في عدد من الدراسات الأكاديمية، وما استطعت الوقوف عليه؛ هو الآتي:
1ـ «تحقيق كتاب الناسخ والمنسوخ»: رسالة ماجستير للباحث: حلمي كامل أسعد عبد الهادي، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الملك عبد العزيز، بمكة المكرمة، سنة 1400هـ.
والجانب الخاص بالدراسة في هذه الرسالة عبارة عن دراسة مختصرة لا تتجاوز عشرين صفحة، وتقع في أربعة مباحث، على النحو الآتي:
المبحث الأول: أهمية التراث وسبب اختيار الموضوع.
المبحث الثاني: أشهر من ألَّف في الناسخ والمنسوخ.
المبحث الثالث: ترجمة المصنف.
المبحث الرابع: بين يدي المخطوط.
وإن كان يُحمد للباحث في هذه الرسالة؛ إخراجه للنص المخطوط لأول مرة محققًا، فأضاف إلى المكتبة الإسلامية والعربية كتابًا مهمًا في بابه.
2ـ «أبو منصور البغدادي .. حياته وآراؤه الكلامية»: رسالة ماجستير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة، عام1407هـ = 1987م، إعداد: منى إبراهيم إسماعيل أبو شادي.
وقد اعتمدت الباحثة في هذه الرسالة ـ فقط ـ على كتابي: «أصول الدين» و«الفرْق بين الفِرَق»، وهما ما توفرا لديها في حينها من مؤلفات البغدادي.
وتحتوي الرسالة على خمسة فصول، كالآتي:
الفصل الأول: حياة البغدادي وعصره.
الفصل الثاني: آثاره العلمية ومنهجه فيها.
الفصل الثالث: موقف البغدادي من الإلهيات.
الفصل الرابع: موقف البغدادي من النبوات.
الفصل الخامس: موقف البغدادي من السمعيات.
وهي في المجمل رسالة جيِّدة، سهلة العبارة، لكن مما يُؤخذ عليها؛ أنها تمهِّد لبعض القضايا والمسائل بإسهابٍ شديد، بل وترد على المخالفين، ولا تعتمد ـ سواء في سرد الآراء أو الرد على آراء المخالفين ـ على شيء من كتب البغدادي، فظهرت الرسالة في بعض المواضع وكأنها تحكي تاريخ الفكر الإسلامي في ناحيته العقدية.
3ـ «عبد القاهر البغدادي وكتابه الأسماء والصفات»: رسالة دكتوراه بمعهد العلوم الاجتماعية ـ قسم العلوم الإسلامية الأساسية بجامعة مرمرة بتركيا، عام 1994م، إعداد الباحث: «محمد أروتشي»؛ حيث قام بتحقيق حوالي (57) لوحة فقط من بداية المخطوط.
والجانب الخاص بالدراسة في هذه الرسالة يحتوي على بابين: بابٌ عن عبد القاهر البغدادي وحياته العلمية ومؤلفاته، وبابٌ آخر عن موضوع الأسماء والصفات عبر التراث، وبيان موقف الفرق الإسلامية من هذا الموضوع.
4ـ «عبد القاهر البغدادي ومنهجه في كتابه «الفرْق بين الفِرَق» .. عرضًا وتقويمًا»: رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، كلية أصول الدين بالرياض، العام الجامعي 1420/1421هـ ، إعداد الباحثة: هند بنت أحمد بن براك العصيمي.
وتشتمل هذه الرسالة على مقدمة، وبابين، وخاتمة، على النحو الآتي:
الباب الأول: ترجمة البغدادي والتعريف بكتابه «الفرْق بين الفِرَق»، وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: عصر البغدادي.
الفصل الثاني: حياته الشخصية.
الفصل الثالث: حياته العلمية.
الفصل الرابع: مذهبه العقدي والفقهي.
الفصل الخامس: التعريف بكتاب «الفرْق بين الفِرَق».
الباب الثاني: منهج البغدادي في كتابه «الفرْق بين الفِرَق» .. عرضًا وتقويمًا، وفيه سبعة فصول:
الفصل الأول: منهجه في تقسيم الكتاب وترتيبه.
الفصل الثاني: افتراق الأمة وأصول الفرق عند البغدادي.
الفصل الثالث: بيان منهجه في عرض الآراء.
الفصل الرابع: منهجه في نقد الفِرَق والرد عليها.
الفصل الخامس: المراد بالفرقة الناجية عند البغدادي: عرضًا وتقويمًا.
الفصل السادس: موازنة بين كتاب «الفرْق بين الفِرَق» وبعض كتب الملل الأخرى.
الفصل السابع: أثر عقيدة المؤلف في الكتاب.
وهي رسالة صغيرة وجيِّدة، ركَّزت فيها الباحثة على بيان منهج البغدادي في كتابه «الفرْق بين الفِرَق» بأسلوبٍ سهلٍ مُيسَّر، وأنصفت البغدادي في أشياء، ونقدته في أشياء أخرى، وقد طبُعت الرسالة لاحقًا في دار نشر قرطبة للنشر والتوزيع ـ الرياض ـ المملكة العربية السعودية، 1436هـ = 2015م.
5ـ «عقيدة عبد القاهر البغدادي في صفات الله وأفعاله (عرضٌ ونقد)»: رسالة ماجستير ـ كلية الدعوة وأصول الدين ـ جامعة أم القرى، عام 1416هـ ، إعداد: عبد الله بن ناصر سعد السرجاني.
وقد اطلع الباحث في هذه الرسالة الأخيرة على إحدى النسخ الخطيَّة لكتاب «الأسماء والصفات»، وكان المفترض أن يعتمد عليها اعتمادًا أساسيًّا، لكنه لم يفعل، بل كان جل اعتماده على كتابي: «أصول الدين»، و«الفرْق بين الفِرَق»، بينما جاء الاعتماد على النسخة الخطية للكتاب المشار إليه نادرًا.
وبغرابة لا تُعهد، فقد أوصى الباحث بعدم تحقيق هذا المخطوط؛ فقال: «..لا ينبغي تحقيق هذا الكتاب؛ لما يحويه من المادة الكلامية والأخطاء العقدية، ووجود البديل المنضبط بمنهج أهل السنة والجماعة الماضين على طريق السلف»( ).
وتنقسم هذه الرسالة إلى ثمانية فصولٍ كالآتي:
الأول: خاص بعصر البغدادي وحياته، والثاني: منهجه في دراسة العقيدة، والثالث: وجود الله، والرابع: وحدانية الله تعالى، والخامس: تنزيه الله تعالى عن التشبيه، والسادس: أسماء الله وصفاته، والسابع: رؤية الله، والثامن: عقيدة البغدادي في القدر وأفعال الله تعالى.
ويبدو الباحث في هذه الرسالة حريصًا على نقد كل ما يصدر عن البغدادي ـ بأسلوبٍ مُبالغ فيه ـ معتمدًا في ذلك كله على مؤلفات ابن تيمية وتلاميذه، وغيرهم من شيوخ السلفية المعاصرين.
6ـ «منهج الإمام عبد القاهر البغدادي في كتابه الملل والنحل(عرضٌ وتقويم)»: رسالة دكتوراه، جامعة بنها، كلية الآداب، قسم الفلسفة، العام الدراسي 1437هـ = 2016م، إعداد الباحث: محمد السيد حسن عمر.
وتحتوي هذه الرسالة على مقدمة، ومدخل، وبيابين، على النحو الآتي:
الباب الأول: ترجمة الإمام عبد القاهر البغدادي، والتعريف بكتابه «الملل والنحل»، ويشتمل على خمسة فصول:
الفصل الأول: عصر الإمام عبد القاهر البغدادي.
الفصل الثاني: حياة الإمام عبد القاهر البغدادي.
الفصل الثالث: عقيدة الإمام عبد القاهر البغدادي ومذهبه.
الفصل الرابع: دور الإمام عبد القاهر البغدادي في تطور المذهب الأشعري.
الفصل الخامس: التعريف بكتابه الملل والنحل.
الباب الثاني: منهج الإمام البغدادي في كتابه الملل والنحل، ويشتمل على خمسة فصول:
الفصل الأول: منهجه في تقسيم الكتاب وترتيبه.
الفصل الثاني: منهجه في عرض الفرق الإسلامية.
الفصل الثالث: منهجه في نقد الفرق والرد عليها.
الفصل الرابع: أثر عقيدة البغدادي الإمام في كتابه وتقويمه.
الفصل الخامس: الموازنة بين كتابه وبين بعض كتب الملل الأخرى.
وبذلك نلاحظ أن هذه الرسالة ما هي إلا تكرار لرسالة الباحثة السعودية: هند العصيمي عن كتاب «الفرْق بين الفِرَق»، مع تغيير اسم الكتاب وجعله «الملل والنحل» بدلًا من «الفرْق بين الفِرَق»، حتى التقسيم الداخلي للأبواب يكاد يكون متطابقًا، مع إيجازٍ مخلٍّ في هذه الرسالة.
وحيث إن كتاب «الملل» يتطابق بنسبة كبيرة مع كتاب «الفرْق»، ومنهج المؤلف فيهما واحد، وعباراته واحدة؛ فإن الباحث لم يضف جديدًا في رسالته.
7ـ «منهج عبد القاهر البغدادي في كتابه: الفرْق بين الفِرَق»: رسالة ماجستير بكلية الآداب، جامعة بنها، قسم الفلسفة، إعداد الباحثة: مروة عطية عبد اللطيف الدمرداش، 2015م.
وتحتوي الرسالة على تمهيد، وبابين على النحو الآتي:
التمهيد: في أسباب ظهور الفرق.
الباب الأول: الرجل وحياته وأعماله، وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: عصر البغدادي.
الفصل الثاني: حياته ووفاته.
الفصل الثالث: أعماله.
الفصل الرابع: التعريف بكتابه الفرْق بين الفِرَق.
الباب الثاني: منهج البغدادي في كتابه «الفرْق بين الفِرَق»، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المنهج السلفي وخصائصه.
الفصل الثاني: حول حديث الافتراق.
الفصل الثالث: منهج البغدادي في كتابه.
وجُلُّ هذه الدراسات قد اعتمد على كتابي: «أصول الدين»، و«الفرْق بين الفِرَق»، وبعضها الآخر مُكرَّر، وما في بعضها من إشارات إلى الجانب النقدي لا يُقارن أبدًا بثراء المنحى النقدي الموجود في كتب البغدادي المختلفة.
ومن ثم؛ فما يتشابه في هذه الرسائل مع موضوع رسالتي أمرين:
الأول: ما يتعلق بعصر البغدادي وحياته ومكانته العلمية ومؤلفاته، وقد آثرت أن أعيد الكلام في هذه الأمور مرة أخرى بتوسع؛ لأستوعب أمورًا في حياة الرجل تبرز مكانته العلمية المتقدمة في عصره، وتنوع معارفه، ولحل بعض الإشكالات في عدد من مؤلفاته، وبيان أثره في المذهب الأشعري خاصة والفكر الإسلامي عامة.
الثاني: الفصل الرابع من الباب الثاني من رسالة الباحثة: هند العصيمي، وكذلك الفصل الثالث من الباب الثاني في رسالة الباحث: محمد السيد حسن عمر، وهو «منهجه في نقد الفِرَق والرد عليها»، حيث جاء هذا الفصل متطابق في الرسالتين في خمسة مباحث على النحو الآتي:
المبحث الأول: منهجه في الرد إجمالاً.
المبحث الثاني: رده بالقرآن الكريم.
المبحث الثالث: رده بالسنة النبوية المطهرة.
المبحث الرابع: رده بالإجماع.
المبحث الخامس: رده بالقياس والإلزام.
وهذه الأربعة ـ بلا شك ـ ستتكرر في رسالتي بجانب صور النقد الأخرى، لكن بصورة أوسع، كما أني لن أقتصر فقط على الكتابين المشار إليهما، بل سأتتبع تلك الصور النقدية وغيرها من الصور الأخرى في بقية كتب البغدادي المختلفة.
إشكالية الدراسة:
تكمن إشكالية هذه الدراسة في التعرف على منهج البغدادي النقدي من مخالفيه، من خلال بيان أصول منهجه النقدي والوقوف على ملامحه ومصادره النقدية، وما الأدلة التي استند عليها في النقد والجدل ضد آراء المخالفين، وبمن تأثَّر في ذلك، ومن هم الذين تأثَّروا به؟ وما أبرز القضايا والمواقف النقدية لعبد القاهر من الفلاسفة وطوائف غير المسلمين، وكذلك موقفه النقدي من فرق المسلمين.
منهج الدراسة:
اقتضت طبيعة الموضوع وتباين الفرق المستهدفة بالنقد من ناحية المذاهب والمناهج؛ أن أعتمد على المنهج التكاملي، والذي يحوي عدة مناهج؛ من أهمها: المنهج التحليلي من خلال دراسة القضايا محل النقد والتعرف على الأسباب التي أدت إلى القول بها وظهورها، وتحليل المضامين المشتملة عليها.
ثم المنهج المقارن، من خلال عقد المقارنات بين ردود البغدادي وبين ما يشبها في الحقل الكلامي؛ لاستخلاص ما يمكن استخلاصه من نتائج.
ولا يخلو الأمر من اللجوء إلى المنهج التاريخي، والمنهج النقدي كلما دعت الحاجة إليهما.
معوقات الدراسة:
رغم أني حاولت ـ قدر المستطاع ـ أن يكون تعويلي على المصادر الأصيلة للطوائف والفِرَق التي يوجه البغدادي إليها نقده؛ لمعرفة مدى دقته في حكاية مذاهبهم وآرائهم، إلا أن الأمر لم يطرد في سائر الفرق والطوائف؛ لأن بعضها كالكرَّامية مثلًا ليس لهم مؤلفات يمكن الرجوع إليها.
كذلك بعض المسائل التي أثارها البغدادي مع خصومه؛ وجدت نقده فيها ملخصًا؛ حيث يشير إلى أنه قد استوعبها في كتابٍ آخر له، والكتاب مفقود، ومن ثم فقد حاولت ما وسعني من جهدٍ جَمْعَ تلك الشذرات من كتبه المختلفة لمحاولة رسم تصوُّرٍ نقديٍّ له من هذه المسألة.
حدود الدراسة:
لمَّا كان الجانب النقدي عند البغدادي جانبًا ثريًّا ومتنوعًا؛ فقد تناولت موقفه النقدي من الفلاسفة ومن إليهم، وطوائف المجوس وأهل التثنية بالإضافة إلى الصابئة والبراهمة من الأديان الوضعية؛ ثم اليهود والنصارى من الأديان السماوية.
لكني اكتفيتُ بموقفه النقدي من فِرَق المسلمين بفِرَق: الخوارج، والشيعة، والمعتزلة، والكرَّامية، ولم أتطرَّق إلى موقفه النقدي من فرقٍ أخرى؛ كالمرجئة، والجهمية، والنجاريَّة، والباطنية؛ لئلا تطول الرسالة، ولأن دراسة موقفه النقدي من الفِرَق الكبار المذكورة يفي بغرض الدراسة.