الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من الأمور التى تثير الجدل فى علاقة الصحفى بمصادره هو كيفية موازنة الصحفي ما بين مهارته فى الحصول على المعلومات من جهة و بين الالتزام بالضوابط الأخلاقية و القانونية من جهة أخرى؛ نظرا لأن غياب ذلك التوازن يمكن أن يثير العديد من الإشكاليات التى رصدها المنظرون مثل انتهاك خصوصية الأفراد: و استخدام التجهيل فى غير موضعه: أو ظهور ما يدل على معاملات غير مهنية بين المصدر و الصحفى كتلقى الصحفى رشاوى مباشرة أو غير مباشرة لمخالفة ضميره المهنى: أو العمل كمندوب للإعلانات لدى الجهة أو المصدر الذى يغطيه: أو تبادل الخدمات و المجاملات بين الصحفى و مصدره بما يضعف من نزاهة الممارسة الصحفية فضلا عما قد يستتبع ذلك من ملاحقات قضائية للصحفى أو الإضرار بمصداقيته و مصداقية صحيفته. و بما أن السياسات التحريرية تلعب دورا مهما في توجيه العمل الصحفي المؤسسي: وتحدد للصحفى ما هو مقبول أو غير مقبول في كافة ممارساته: فإنها تمثل متغيرا يؤثر في دوافع الصحفي عند اتخاذ قراراته المتعلقة بمصادره؛ ففي ظل مؤسسة يعمل فيها الصحفى فلا يمكن تصور أن كافة قراراته نابعة من ذاتيته وحدها أو من تقديره الشخصى دون اعتبار لأى تأثيرات تصنعها السياسات المكتوبة و غير المكتوبة لمؤسسته. و قد سعت هذه الدراسة لرصد و تحليل المعايير الأخلاقية و القانونية التى يتبعها الصحفيون فى تعاملاتهم مع مصادرهم فى كل من مصر و الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا: و تأثير السياسات التحريرية فى قراراتهم المهنية وصولا لاقتراح نموذج مهنى جديد لما ينبغى أن تكون عليه العلاقة بين الصحفيين فى الصحافة المصرية و مصادرهم البشرية: و ذلك بالاستعانة بما يطرحه النموذجان الأمريكى و البريطانى من معايير و مع مراعاة الجوانب الدستورية و القانونية و السياق المجتمعى و الثقافى المصرى |