الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص شكل السلاجقة قوة سياسية مهمة برزت على مسرح الأحداث في الدولة الإسلامية والتاريخ الإسلامي في وقت شديد الأهمية، وذلك في أعقاب حالة الضعف والانهيار التي ألمت بالدولة العباسية في ظل سيطرة بني بويه فقد تمكن السلاجقة من السيطرة على السلطة في الدولة العباسية مما مكنهم من تقديم دفقاً جديداً للحضارة الإسلامية وتنشيط حركة الفتوح شمالا وشرقا حيث تمكنوا من السيطرة وبسط نفوذهم على منطقة آسيا الصغرى والتي مثلت قلب الإمبراطورية البيزنطية ولأن الأناضول كانت جديدة على الإسلام، يُعد السلاجقة أول من غرس الفن الإسلامي فيها بصفتهم ورثة السلاجقة العظماء في إيران فإلى جانب التقاليد الفارسية الإسلامية، كان للأناضول تراث وإرث مسيحي بيزنطي وأرمني قوي لقد أيقن سلاطين سلاجقة الروم منذ الوهلة الأولى أن العلم هـو سـياج الدولة وعمادها، فعملوا على تشـجيع العلماء، وقاموا ببناء المدارس والكتاتيب والخوانق والربط لطلاب العلم، وأكرموا العلماء وأحسـنوا وفادتهم، فأجزلوا لهم العطـاء وتكفلوا بأرزاقهم لأنهم أدركـوا أنهم خير ضامـن لبقاء دولتهم ورقيها وكان لهم الفضل الأكبر في محاربة المد الشيعي ومنع توغله لقد كان الوقف بكل أشكاله دور كبير في ازدهار الحركة العلمية، فمن خلال هذا الوقف تم الصرف على المدارس كما كانت السلطنة قبلة علماء المسلمين من كل حدب وصوب سواء للبحث عن الأمان الذي تنعم به الدولة فراراً من خطر المغول.ورغم اصطباغ السلطنة بالصبغة الصوفية، إلا أن ذلك لم يمنع من انتشار وازدهار العلوم العقلية، حيث ظهر مفكرون وعلماء شتى في مجالات الفكر والفلسفة والطب والدواء كما برزوا كسفراء لسلاطين الدولة كما أنهم قدموا النصـح والإرشاد للسلاطين ورغم كون شخصية القطب جلال الدين الرومي كانت محل جدل حـول علاقته بالمغول، إلا أنها كان لها تأثير إيجابي في علاقة بايجو القائد المغولي وزوجته، حيث يثار بأنهم أسلموا بموجب التأثر بالقطب جلال الدين الرومي. |