Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موقف الاتجاه الماركسي العربي من التراث الإسلامي :
المؤلف
محمد، علي عبدالسلام.
هيئة الاعداد
باحث / علي عبدالسلام محمد
مشرف / محمد سلامة عبدالعزيز
مناقش / محمد علي الجندي
مناقش / عادل خلف عبدالعزيز
الموضوع
الفلسفة الإسلامية. الماركسية. التراث الإسلامي.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
308 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الفلسفة الإسلاميـــة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 313

from 313

المستخلص

وبعد هذه الدراسة التحليلية النقدية التي تناولها الباحث في أطروحته (موقف الاتجاه الماركسي العربي من التراث الإسلامي ”طيب تيزيني..وحسين مروة نموذجا”)، فإنه يمكن للباحث أن يستخلص بعض النتائج من هذه الدراسة، والتي تتنوع حسب ما تم العرض له من قضايا ومناقشات، قد تم الإشارة إلى بعضها أثناء الدراسة.
وسوف يورد الباحث في السطور التالية بعض النتائج التي عنَّت له من خلال هذه الدراسة، مرتبة حسب ترتيب الفصول على النحو التالي:
1 - تبين أنَّ مصطلح الماركسية هو مسمى يطلق على مجمل أعمال كل من كارل ماركس وصاحبه فردريك إنجلز فيما يتعلق بنتاجهم الفكري المنوط بالمذهب الاشتراكي أو الشيوعي. وهو مذهب قائم على المبادئ التي وضعها كارل ماركس ((karl marx، وتقوم نظريته في الفلسفة والاجتماع على الجدل المادي، وتقول بوجود مادة سابقة للفكر ومستقلة عنه، كما أن الفكر مادة واعية لذاتها.
2 – تقوم الماركسية على إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات والقول بأن المادة هي أساس كل شيء وشعارهم: نؤمن بثلاثة: ماركس ولينين وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، الدين، الملكية الخاصة. وأنَّ الماركسيين يحاربون الأديان ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب وخادماً للرأسمالية والإمبريالية والاستغلال مستثنين من ذلك اليهودية لأن اليهود شعب مظلوم يحتاج إلى دينه ليستعيد حقوقه المغتصبة!!
3- الشيوعية بما تحمل في داخلها من أسس ومبادئ، والتي يغني إبطالها عن بطلانها، وفسادها عن إفسادها، ”قد انتشرت في أماكن كثيرة من العالم فعلى مستوى الأفراد لا يكاد صقع من أصقاع العالم يخلو من معتنقين لها، إذ تنتشر عبر الوسائل والقنوات المختلفة. أما على مستوى الحكومات والأحزاب والتنظيمات فتنتشر في أماكن عديدة، فالشيوعية حكمت عدة دول منها: الاتحاد السوفيتي، والصين، وتشيكوسلوفاكيا، والمجر، وبلغاريا، وبولندا، وألمانيا الشرقية، ورومانيا، ويوغسلافيا، وألبانيا، وكوبا ... ومعلوم أن دخول الشيوعية لتلك الدول كان بقوة الحديد والنار والتسلط الاستعماري، ولذلك فإن جل شعوب تلك الدول أصبحت تتململ من قبضة الشيوعية بعد أن استبانت لها الحقيقة الواضحة، فلم تكن الشيوعية هي الفردوس المنتظر
4 – هذا الهجوم الشرس، والسعي لاجتثاث محتوى التراث الإسلامي من جذوره، ونفي القداسة عن مصدره، قد سعى إليه المفكرون العرب، من خلال مشاريع يسارية شبه متكاملة، بعد احتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين العربية عام 1948م، مما ينبئ ذلك عن الهزيمة النفسية التي لحقت بأبناء الشعب العربي المسلم، مما جعلهم ذلك يشكون في مصدر عزتهم، ومنبع عقيدتهم الدينية.
5 – التراث الإسلامي هو ذلك المتمثل فيما تراكم منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا من علوم وفنون وعمران ومنهج في الحياة العملية تناقلته الأجيال مكتوبا ومحفوظا ومرسوما ومارسا في واقع السلوك، ممثلا للكسب الحضاري العام الذي كسبته خلال تاريخها منذ نشأت إلى هذا العهد
6 - تعددت مناهج بحث التراث وأطر دراسته واتجاهات قراءته لدى المفكرين والفلاسفة ومنشدي سبل النهضة في الوطن العربي، كلٌّ حسْب موقفه من التراث وحسْب توجهه ومذهبه وقناعاته الفكرية، حيث تنوعت هذه الاتجاهات لقراءة التراث في الفكر العربي الحديث ما بين اتجاه سلفي أصولي، واتجاه تغريبي، وثالث توافقي أو تلفيقي، ورابع ليبرالي، وخامس مادي تاريخي...
7– الاتجاه الماركسي يعتبر الوحي (قرآنا وسنة) نصا أدبيا ومنتجا إنسانيا، خرج من الواقع...من الأرض، وليس نازلا من السماء إليها.
8 - إن أصحاب الاتجاه الماركسي المادي قد نزعوا صفة القداسة عن الوحي وجعلوه نتاجًا إنسانيًا، وذا مصدر سفلي لا علوي، وبعبارة أخرى مصدره أرضي لا سماوي، فإنَّ اعتقادهم هذا جاء انطلاقًا من كونهم لا يؤمنون ولا يعترفون إلا بما هو مشاهد ومادي ومحسوس!!
9 - تضمن الوحي لأدلة ثبوته وهي أدلة كثيرة أعظمها عجز المكذبون به أن يأتوا بمثله لَمَّا تحداهم القرآن بذلك، وما زال التحدي قائماً. قال ـ تعالى ـ: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ} . فإعجاز القرآن للبشر دليل على صدق النبي فيما ادعاه من النبوة التي ليست في مقدور البشر
10 -تبين أنَّ القول بالوحي النفسي عند تيزيني جري منه على خطى المستشرقين، ودليل قاطع على إنكار تيزيني لسماوية النص القرآني.
11 - محاولة الماديين الذين لا يؤمنون بوجود قوى روحية غيبية وراء المادة، ومن على شاكلتهم ممن يحملون الحقد والضغينة للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، محاولتهم التشكيك في الوحي المحمدي، قد سرت شبهته إلى كثير من المسلمين المرتابين، الذين يقلدون هؤلاء الماديين في نظرياتهم المادية أو يقتنعون بها.
12 – تبين كذلك أنَّ قول الاتجاه الماركسي بأنَّ طبقة العبيد والفقراء في الجاهلية قد شكَّلوا حزبا ”دينيا”!! وأنَّهم أحدثوا ثورة دينية، فهذا قول غير متناسق، إذ أنَّه كيف لطبقة ما تشكو من العوز والحاجة تقوم بإحداث ثورة دينية، أو حزبا دينيا؟!! حيث كان الأولى بهم أن يحدثوا ثورة سياسية أو ينشئوا حزبا سياسيا.
13– تبيَّن خطأ القول بأنَّ الإسلام كان ثورة دينية مجتمعية من جهة طبقة الفقراء ضد طبقة الأغنياء، وذلك لعة أسباب، منها: أنَّه إذا كان الإسلام مجرد ثورة مجتمعية، فمن أين لأصاحب هذه الثورة أو أصحابها بهذا الكم من التشريعات والعقائد، والحقائق العلمية، وأخبار الأمم السابقة، فضلا عن الإعجاز القرآني بمختلف جوانبه؟!، ومن جهة ثانية، الإسلام ليس ثورة بروليتاريا لأنَّ مجموعة ليست بالقليلة من الأغنياء قد اعتنقوا الإسلام منذ بدايته، ومنهم أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، رضي الله عنهما، ومن جهة ثالثة: استمرارية الإسلام، وتزايد معتنقيه يوما بعد يوم دليل قاطع على أنَّ منشأه لم يكن يوما من الأيام ثورة مجتمعية نتيجة لصراع طبقي
14 - أصحاب التفسير المادي الجدلي للتراث، إنهم يفرضون على التراث وعلى المجتمعات ما ليس فيها، ويدلفون إليها بقوالب جاهزة، كي يقولبون فيها تاريخ هذه المجتمعات وحركتها التاريخية، ظنا منهم أنهم يفسرون الأحداث التفسير الطبيعي لها، ولكن للأسف إنها محاولات واهمة تثبت فشلها من البداية، إذ أنَّ دراستهم للتراث لا تقوم على دراسة تحليلية موضوعية، وإنما تقوم الدراسة على الرغبات الذاتية والميول الشخصية واستنطاق التراث بما ليس فيه ولا منه، والدخول عليه بأجندة تاريخية ومصطلحات غربية.
15 - إنَّ قول كل من تيزيني وحسين مروة بأسبقية المادة على الوعي والفكر جاء من منطلق اعتقادهم بأن المادة (أزلية أبدية)، هذا قول يفتقر إلى الدليل العلمي، وتبين أنَّ عملية بحث الاتجاه الماركسي مسألة أسبقية المادة على الوعي والفكر، أمر مخالف للمنهج العلمي الذي رسمه هذا الاتجاه لنفسه، حيث أنَّه من شأن المنهج العلمي الطبيعي، كما هو معروف، الاقتصار على الكون المادي، وعدم تجاوزه إلى ما وراءه، لأن وسائله التي يعتمدها هي الملاحظة والتجربة، وهذه الوسائل قاصرة عن إدراك ما وراء الكون المادي. فهي لا تملك إزاءه أية وسيلة للنفي أو الإثبات
16 - إنَّ فكرة صراع الطبقات أو الصراع الطبقي المجتمعي لدى أصحاب الفلسفة المادية مستمدة من فكرة الصراع من أجل البقاء عند دارون في الطبيعة البيولوجية. وأنَّه ليست الحقيقة صراع طبقي، إنما هو صراع حق وباطل.
17 – إنَّ الإلحاح الشديد على التفسير الاقتصادي والطبقي لتيارات الفكر وظواهره، في تاريخ الإسلام، لم يكن مقنعًا في دراسات طيب تيزيني وحسین مروة بصرف النظر عن وجاهته العلمية؛ فلقد تبين معه فجوة في التحليل غير قابلة للسد، بین مقدمات نظرية عامة عن العوامل الاقتصادية، والبنى التحتية، والطبقات، وعلاقات الإنتاج، وقوى الإنتاج... إلخ، وبين معطيات فكر لم ينجح أي منهما في بيان صلتها بتلك المقدمات ! وهكذا انتهى العمل بهذه القاعدة النظرية والمنهجية (= أولية العامل الاقتصادي) إلى ترتيل عموميات فكرية لا تقدم للمعرفة بالموضوع المدروس أي إمكانية معرفية جدية وذات قيمة إجرائية معتبرة! والمشكلة في أن الباحثين سقطا في ما حذرا منه، في مناسبات عديدة، من عدم الانزلاق إلى تحليل مادي ميكانيكي لظواهر الفكر، ومن وجوب التزام قاعدة النظر إلى الفكر في علاقته الجدلية التفاعلية بالواقع.
18- تبين خطأ قول الاتجاه الماركسي بأنَّ الفكر الإسلامي العربي كان صراعًا بين المادية والمثالية، إذ الصواب أنَّ تاريخ الفكر بصفة عامة إنما هو صراع بين الحق والباطل.
19- تبين خطأ زعم الاتجاه الماركسي العربي بأنّ الإمام الغزالي كان يمثَّل الاتجاه الرجعي والأسطوري، والبعد عن العقلانية، في تاريخ الفكر العربي، إذ أنَّ الغزالي قد عوَّل كثيرًا على العقل وأعطاه جانبًا كبيرًا من الأهمية
20- وتبين كذلك خطأ القول بأنَّ الفيلسوف ابن رشد كان يمثَّل الاتجاه المادي في تاريخ الفكر الإسلامي، إذ أنَّ المادي هو من يقول بأولوية المادة على الوعي، أي أنَّ المادة أسبق من الوعي وجودًا، ولم يكن ابن رشد ممن يقرون بذلك، إذ أنًه كان فيلسوفًا وكان واعظًا وقاضيًا ومتكلمًا وفقيهًا.
21– بدا واضحا أنَّ في قراءات تيزيني ومروة لتاريخ الفكر العربي الكلاسيكي إصرار على بيان تفوق المادية على المثالية؛ ولكن بينما يجري التعبير عن ذلك من طريق عرض معطيات الفكر المادي العربي - الإسلامي، يقع الإعراض الكلي عن عرض معطيات الفكر المثالي المقابل، وكأن ثمة رغبة في محوه من الصورة بعدم استضافته في التحليل!