الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 162 |  |  |
| | | from | 162 | | |
المستخلص
وإن أكرم ما تمتد إليه أعناق الهمم، وأعظم ما تتنافس فيه الأمم، العلم الذي هو حياة القلب، وأجل أصنافه وأرفعها، وأكمل معالمه وانفعها هي العلوم الشرعية، إذ بها إنتظام صلاح العباد، وإغتنام الفلاح في الميعاد، وإن العلوم مهما تباينت أصولها وتنوعت أبوابها فهي بأسرها مهمة، إلا أن علم التفسير من بينها أعلاها شأناً وأقواها برهاناً وأوضحها تبياناً، كيف لا وموضوعه القرآن الكريم، ينبوع الحكمة وآية الرسالة، فلا يزال العلماء في كل عصر ينهلون من علومه لمعرفة مراد الله تعالى، ثم يبينون للناس ما فهموا، ومن العلماء الذين خلفوا ميراثاً تفسيرياً مباركاً الإمام ”فخر الدين الرازي”، صاحب كتاب التفسير الكبير المسمى بمفاتيح الغيب، وقد تميز الرازي في تفسيره بحسن الجمع بين الأقوال ورأيه واستباطاته واختياراته.
ويعد التفسير الكبير الكتاب الأعظم للإمام الرازي، وقد بدأ كتابته بعد إنجاز معظم كتبه، وانتهى منه قبل وفاته بسنوات قليلة، ومن هنا يظهر أنه صنفه بعد أن اكتملت أدواته، ونضج عقله، فحق له أن يبدو في صورة الموسوعة الشاملة التي جمعت- إلى جانب التفسير- المسائل الفقهية، والأسرار العقلية، والمباحث اللغوية، والدقائق الكلامية، والإشارات الفلسفية، مما يجعل قارئه ينتقل من فن إلى فن، ومن دائرة إلى أخرى في ترابط عجيب وترتيب منطقي لافت للنظر.
وخير العبادة لله تعالى أن يهتدي الإنسان إلى الله تعالى في أسرار خلقه، ويدرك حقائق الوجود في نفسه ومن حوله في الكون، ومن هنا تطلع الباحث إلى موضوع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقرآن الكريم حتى وجد ضالته المنشوده وبغيته المطلوبه من خلال التضاد والمقابلة في القرآن الكريم في ضوء تفسير الكبير لفخر الدين الرازي.
أولاً: أسباب اختيار موضوع الدراسة
يدور موضوع هذه الدراسة حول التضاد والمقابلة في القرآن الكريم: دراسة في تفسير الكبير لفخر الدين الرازي، وقد دفع الباحث لاختيار هذا الموضوع عدة أسباب، منها ما يلي:
1. أهمية هذا الموضوع العظيمة التي كانت سبباً لا ختياره، حيث تستمد مادته من التفسير الكبير المسمى بمفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي، ويدور رحاه حول التضاد والمقابلة في القرآن الكريم (دراسة في تفسير الكبير لفخر الدين الرازي)، فمنزلة هذا الموضوع تعلو بعلو هذا الإمام رحمه الله تعالى.
2. قوة تفسير الإمام فخر الدين الرازي وترجيحاته في تفسير الكبير.
3. رغبتي الصادقة في خدمة القرآن الكريم، كتاب الله الشامل الذي حوى العلوم والآداب والفنون، وذلك يتعلق بصلة الدراسة بالقرآن الكريم.
4. خدمة جانب من جوانب التفسير العلمي للإمام فخر الدين الرازي الذي اهتم بهذا الجانب العلمي في تفسيره.
5. إتمام الجهود العلمية المنصبة على فكر الرازي عموماً وعلى تفسيره الكبير خصوصاً.
6. جمع آيات التضاد والمقابلة من خلال الآيات القرآنية الدالة على ذلك في ضوء تفسير الكبير لفخر الدرين الرازي للوصول إلى الفهم الحقيقي الدقيق.
ثانياً: الدراسات السابقة
تم البحث في محركات البحث ومراكز البحوث وفهارس الجامعات العربية والمصرية، وتقدمت دراسات سابقة لموضوع الدراسة، ولكنها لم تكن مماثلة لهذه الدراسة، وتناول الباحث هذه الدراسات من الأقدم إلى الأحدث، وذلك على النحو التالي:
1. دراسة عيسى عبدالقادر بطاهر (1994) بعنوان: المقابلة في القرآن الكريم ( ).
2. دراسة عبدالرحمن الطيب عبدالواحد خليفة (1998) بعنوان: الطباق والمقابلة في النصف الثاني من القرآن الكريم ( ).
3. دراسة شادية مصطفى أحمد كبلو (1999) بعنوان: الطباق والمقابلة في النصف الأول من القرآن الكريم ( ).
4. دراسة قيس عبدالله إبراهيم (2004) بعنوان: أثر تدريس الجناس والطباق والمقابلة في زيادة الحصيلة اللغوية لطلاب المرحلة الثانوية من خلال تطبيقاتها في القرآن الكريم( ).
5. دراسة عقيل عكموش عبد (2005) بعنوان: ظن في القرآن الكريم: دراسة في مفهوم التضاد( ).
6. دراسة خالد فهمي حسين (2010) بعنوان: التوجيه اللغوي للقراءات القرآنية عند الفخر الرازي في التفسير الكبير( ).
7. دراسة أيمن السيد علي الصياد (2011) بعنوان: فنيات التضاد التصويري في القرآن الكريم( ).
8. دراسة علاء الدين أحمد محمد الغرابية (2012) بعنوان: لغات العرب في التفسير الكبير للطبراني: دراسة وصفية تحليلية ( ).
9. دراسة الحبيب الدائم (2012) بعنوان: شعرية الطباق والمقابلة في”عرس الديب” لمبارك ربيع ( ).
10. دراسة أمين بابكر شعيب (2014) بعنوان: التفسير العلمي للقرآن الكريم في التفسير الكبير المسمى ”مفاتيح الغيب” للإمام الفخر الرازي من أول سورة لقمان إلى نهاية سورة الجاثية( ).
11. دراسة ملك محمد حسن إسماعيل (2014) بعنوان: دراسة في كتاب التضاد في القرآن الكريم للأستاذ محمد نور الدين المنجد( ).
12. دراسة عبدالرحمن منور الرشيدي (2015) بعنوان: منهج الاستدلال العقلي عند الإمام فخر الدين الرازي من خلال التفسير الكبير( ).
13. دراسة طارق ثابت (2015) بعنوان: التأويلية ومعنى المعنى في آراء أبي بكر الرازي في التفسير الكبير: وتقاطعاتها مع الدراسات الحديثة ( ).
14. دراسة عبدالله أحمد عبدالله الوتوات (2015) بعنوان: أسلوب المقابلة والتضاد في شعر الرقيات: دراسة تطبيقية( ).
15. دراسة عبدالفتاح صالح علي الرصابي (2016) بعنوان: المناسبات بين الآيات في سورة النحل عند الإمام فخر الدين الرازي من خلال كتابه التفسير الكبير المسمى بـ (مفاتيح الغيب): جمعاً ودراسة( ).
16. دراسة حقي إسماعيل محمود السامرائي (2017) بعنوان: المقابلة الخلافية في القرآن الكريم وخصائصها الدلالية البلاغية ( ).
17. دراسة موسى محمود معطان (2017) بعنوان: أسلوب المقابلة في القرآن الكريم: دراسة تطبيقية على سورة الرعد وأثر ذلك في المعنى( ).
18. دراسة محمد عبدالرضا فياض (2017) بعنوان: المقابلة النصية في لغة القرآن الكريم وأثرها في ربط النص ”النص، الإحالة، المقابلة”( ).
19. دراسة الحسين بركات (2017) بعنوان: شواهد فخر الدين الرازي وقيمتها التفسيرية في كتابه التفسير الكبير( ).
20. دراسة إبراهيم خالد إبراهيم الواصل (2019) بعنوان: الآيات القرآنية التي قيل فيها بالمجاز من خلال التفسير الكبير للرازي ”من سورة المائدة إلى سورة يونس”: دراسة تطبيقية تفسيرية( ).
21. دراسة عادل عمر يسلم (2020) بعنوان: توجيه المعاني التفسيرية لوقف المراقبة على التضاد في القرآن الكريم( ).
ثالثاً: التعليق على الدراسات السابقة
يتضح من الدراسات السابقة أنه يغلب عليها الجانب النظري، وأما التطبيقي فهو محدود في بعض الأمثلة، كما أن بعضها تناول التضاد فقط، وبعضها تناول المقابلة فقط، وتناول البعض الآخر التفسير الكبير باستخدام أساليب أخرى غير التضاد والمقابلة في القرآن الكريم.
وفي ضوء ما سبق فإن الدراسة الحالية تناولت الجانب النظري من خلال فيما يخدم التفسير، وأما الجانب التطبيقي فيشمل آيات القرآن الكريم التي قيل فيها بالتضاد والمقابلة وحصرها من خلال التفسير الكبير ”مفاتيج الغيب”، وإظهار أثر التضاد والمقابلة في معنى الآية، وإبراز موقف الرازي في هذه الآيات بتحقق التضاد والمقابلة من عدمه.
رابعاً: مشكلة الدراسة
تكمن مشكلة الدراسة من خلال ما يلي:
1. للرازي عناية كبيرة بتتبع الآيات القرآنية التي قيل فيها بالتضاد والمقابلة، فما هي الآيات التي تعرض لها في كتابه التفسير الكبير؟
2. عند ذكره للآيات التي قيل فيها بالتضاد والمقابلة تناولها بالبحث والنقد مع نقله لأقوال المفسرين، فما الموقف والمراد من هذه الآيات؟
3. ما أثر التضاد والمقابلة على معنى الآية؟
خامساً: أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي:
1. تتبع آيات القرآن الكريم التي قيل فيها بالتضاد والمقابلة وحصرها من خلال التفسير الكبير ”مفاتيج الغيب”.
2. إظهار أثر التضاد والمقابلة في معنى الآية.
3. إبراز موقف الرازي في هذه الآيات بتحقق التضاد والمقابلة من عدمه.