Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التجريب في بناء القصيدة بين (عبدالمنعم عواد يوسف) والشاعر الإندونيسي (توفيق إسماعيل) /
المؤلف
سفيان، أويونج بن .
هيئة الاعداد
باحث / أويونج بن سفيان
مشرف / حسن عبدالعليم يوسف
مشرف / أحمد محمد عوين
مشرف / سعيد الصفا
الموضوع
القصيدة.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
190ص. -؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
30/11/2021
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 180

from 180

المستخلص

إن اكتشاف مركبات عناصر العالم لا يمكن أن يتم بمعزل عن الوعي والفكر والتجريب والإدراك، سواء أكان ذلك بنظرة أو بمادة منظمة أم غير منظمة لاكتشاف تغيرات العالم واشتباكات الواقع المربكة، فالإبداع البشري هو سيد المعرفة والمغامرة، حيث يجد الإنسان نفسه أمام أنماط وأشكال مألوفة تفضي إلى جمود لا يلبي توترات الظواهر وتحولاتها الفنية وسياقاتها الجديدة، ولذا فالتجريب والإبداع عنصران متلازمان غير قابلين للفصل ويعبران عن سير الحياة ويخترقان صيرورتها.
وقد شهد النصف الأول من القرن العشرين انتقال فن الشعر من التقنين الصارم في الشكل والمضمون إلى الانفتاح والتحلل من القيود والمشارط الحسابية، واقترن ذلك بتغير أو تطور تعريف الشعر من مجرد (كلام موزون مقفي) إلى الارتباط بجوهر الشعر والعملية الشعرية، وذلك على عكس الإدعاءات التي روجها المحافظون ضد الحركة الجديدة من استسهال الشعراء لتجاوز فن العروض، فقد نبهوا بذلك إلى صعوبة إنتاج شعر بدون وزن وقافية، بمعنى آخر أن تقنع الآخرين بأن ما تكتبه ينتمي إلى الشعر دون أن تعينك الأوزان والقوافي التي أبدعها الأسلاف في شيء، حيث ينتج الشاعر شعريته بأدواته الخاصة وخبرته في إستثمار قراءاته وتجاربه.
وفي مجال السرديات أصبح الشكل الفني يشغل الكاتب المعاصر بدرجة لا تقل عن اهتمامه بالموضوع، وأثار لدى الكثيرين شهوة التجريب، ولعل أبرز هذه التجارب ما اتجه نحو التراث شكلاً أو مضموناً، وصرنا نلتقي بشخوص من التراث في تلافيف قص معاصر، أو موضوعة عصرية في ثياب التراث، مستفيدة من فنون السيرة أو الرسائل أو حرفيات الصحافة كالريبورتاج والتضمين والاستعارة أو سنمية كالمونتاج والقطع، وكان من شأن الإسراف أو المبالغة في الاتكاء على التراث أن يميز الكاتب عن غيره، وفي نفس الوقت يفضح عجزه عن اكتشاف مصادر جديدة للتجريب والإبداع.
وينطلق التجريب من رؤى عميقة لا يقينية للعالم ناتجة عن تعقيدات واشتباكات معرفية وتكنولوجية وفنية وحضارية قد تكون منسجمة أو غير منسجمة مع جدل الواقع وصراعاته، حيث يقوم التجريب على عمق الوعي بالأشكال والفضاءات التقليدية لمجاوزتها والعدول عنها حتى تتحقق القدرة على المواكبة الإبداعية والاستمرار.
ويعد التجريب جوهر الإبداع وحقيقته، ووليد التفاعل مع الواقع والتأثر به، وتعد القصيدة هي الشكل الأدبي الأكثر قدرة على امتصاص مختلف التحولات والتغيرات، بما ينتجه نسيجها المعقد والمفتوح على مختلف سياقات الحياة البشرية، حيث تدين القصيدة بعقيدة التحول، وتؤمن بالتغير ورفض الاكتمال.
ويقوم التجريب على إنكار الحقائق الخالدة المطلقة على اختلافها، فلا يخطط مسبقاً لشكل أو ملامح محددة، وإنما ينتقل في المجهول متنقلاً بين أرجاء الإبداع والتجريب متقاطعاً مع الواقع والحلم والخيال والفانتازيا لابتكار عوالم جديدة، وتوظيف تقنيات فنية محدثة، واكتشاف مستويات لغوية تتجاوز المألوف، وتتعالق نصياً مع أنواع الخطابات الأخرى لتحقيق مستويات لغوية مختلفة.
وقد أصبحت القصيدة التجريبية مشروعاً جديداً يؤسس مفهومه على الإبداع والمغايرة وتجاوز السائد للتمرد على الجماليات المألوفة وغزو المجهول لإبداع شكل جديد يعبر عن الواقع الجديد.
وتقوم هذه الدراسة على تحديد أهم ملامح التجريب في بناء القصيدة بين الشاعر المصري ”عبدالمنعم عواد يوسف” (1933-2010) الذي تميزت جملته الشعرية بالبساطة، والشاعر الإندونيسي ”توفيق إسماعيل”.