الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد حملا ابن قتيبة و ابن عبد ربه لواء التجديد و الإصلاح فى الجانب الأخلاقي في عصرهما وبالأخص ابن قتيبة والذي حاول تقديم فكر أخلاقي متكاملٍ و متسقٍ: لم يكتف فيه بالجانب النظرى حيث البحث عن الفضائل و بيان الرذائل: و معرفة الخير و الشر: و إنما سعى إلى تحقيق غاية تربوية تهدف إلى تربية السلوك الفاضل: و غرس القيم و المبادئ فى النفوس البشرية حتى تصلح و تتهذب و تسعد: فغرضه من الأخلاق تصحيحها؛ لتكون ترجمة تطبيقية و سلوكًا و اقعيًا: ولتوافق أيضًا ما كان عليه الرسول و أصحابه الكرام و التابعين لهم بإحسان. فإنه يوجد اختلاف كبير بين ابن قتيبة و ابن عبد ربه فى منهجهما الأخلاقى: و بين الفلاسفة الغربين. أهم النتائج التطبيقية التى تم التوصل إليها: يعد ابن قتيبة و ابن عبد ربه من المدرسة الإسلامية الخالصة فى المجال الأخلاقي و ما أبدعته عقلية الفقهاء و المحدثين و الزهاد و الأدباء فى مجال التربية و السلوك اللذين يستمدان أصولهما من الكتاب و السنة. اعترافهما بالتراث الأخلاقى الإنسانى الموافق للفطرة السليمة و العقل الرشيد: و إثبات مدى موائمته للأخلاق فى الإسلام. تجليتهما للمعيار الأخلاقى و أنه المعيار الحقيقي فى وقوع التفاضل به بين الناس و الأمم و الشعوب: و سبب رئيسى من أسباب قيام الحضارات و تقدم الشعوب: دون الأمور المادية أو العقلية. مع وضوح الاتِّجاه النظرى عند ابن قتيبة أكثر من ابن عبد ربه إلا أن الجانب العملى لديهما أوضح وأعم. استفادة علماء كثيرين من ابن قتيبة و من مؤلفاته و نظرياته و أبحاثه الأخلاقية و الثقافية و العلمية |