الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله و كفى و صلاة و سلاما على النبى المصطفى و بعد: فإن دراسة الفقه بصفة عامة تعد منحة ربانية: فقد قال: (من يرد الله به خيرا بفقه فى الدين): ثم إن دراسة الفقه المالكى خاصة من أمتع الدراسات الفقهية التى متعنى الله بها: و قد اخترت بحرا من بحور هذا المذهب: و هو أبوالقاسم البرزلى الفقيه البحر و المحقق الحافظ الذى قل ما وجدت فى قراءاتى أحفظ منه للمذهب المالكى: و قد دفعنى لأختياره مجموعة من الأسباب كان منها: أنى و لله الحمد قد قمت بقراءة الكتاب بمجلداته الست: فوجد كيف أن الرجل يفنى ذاته بين شيوخه: و يحرص على نقل علمهم أكثر من أن يبين أراءه: حتى لا تجد له قولا سريحا يبين فتواه بين كل عشرين قولا أو فتوى و ربما أكثر من ذلك. أن أبا القاسم البرزلى عاش فى فترة أزدهر العلم و انتشار الفقه المالكى: و قد برز دور ابن عرفة فى تلميذه البرزلى جليا حتى إننا لنجد أكثر الفتاوى فيه تصدر بالرواية عن ابن عرفة: و الذى يلقيه البرزلى تارة بابى عبدالله: و أخرة بقوله: حدثنى شيخى أو شيخنا أو سألت عنه شيخنا. ما تميز به الرزلى و كان ظاهرة واضحة فى كتابه: و هى تخطى حدود المذهب و النقل عن علماء المذاهب الأخرى كالنقل عن العز بن عبدالسلام: و الذى يكثر أن يلقبه بشيخ شيوخه |