![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, الذي جعل لكل شيء خلقه بداية ونهاية, وهذه نهاية هذا البحث في غريب الاستعمالات التركيبية في كتاب مغني اللبيب وقد توصلت فيه إلى عدة نتائج ومنها: * ابن هشام أطلق مصطلح الغريب على الرأي أو القول الذي لم يسمع به من قبل. * معظم مسائل الغريب عند ابن هشام كانت للزمخشري وابن مالك وشيخه أبي حيّان، فقد استغرب أربعة أقوال للزمخشري، وخمسة لابن مالك، وقولين لأبي حيان، واستغرب قولًا للفراء، وقولًا لابن الشجري، وآخر لابن يعيش، وأحيانًا لا يذكر صاحب الرأي فيقول: ومن العجب كذا، وتعجب قولا واحدًا للفراء. * أن بعض المسائل لم تنسب لعالم بعينه, وإنما كانت لما استعملته العرب في أساليبها كالإضمار قبل الذكر في العامل الآخر في باب التنازع, واستعمال (أل) للاستفهام, وزيادة حرف الباء في اسم ليس, ومجيء (بله) مجرورة, وجواب (لو) مقرونًا (بقد) وغيرها كتعجب ابن هشام من حرف (التاء) في أرأيتك ولزومها حالة التذكير والإفراد في جميع استعمالاتها. * تنوعت المسائل التي حكم عليها ابن هشام بالغرابة بين المسائل النحوية والصرفية والدلالية. * ليس كل ما أطلق عليه ابن هشام مصطلح (غريب) كان غريبًا, فبعض المسائل لم تكن غريبة منها: استخدام أو بمعنى الواو, كما استغرب من تجويز النحاة مجيء بدل الغلط والنسيان في النثر مع عدم تجويز ذلك في الشعر, وما ذكره عن الفراء في أنه قال: إن الواو تفيد الترتيب؛ لأن ذلك يتعارض مع ما أقره الفراء في كلامه عن الواو, وغير ذلك من المسائل. *كان ابن هشام محقًا في غرابته لاستخدام أل كحرف استفهام، لأن الشائع في الاستعمال (هل) وأن أصل (أل) أداة تعريف. *معنى (لها) هو جمع لكلمة (لهاة) ولم يكن جارًا ومجرورًا ودل على ذلك تصريح الشاعر نفسه بهذا المعنى وهو لفظ ليس غريبًا، لأن النحاة استعملوه من قبل. *امتناع عود الضمير من الفاعل المتقدم إلى المفعول المتأخر، ولا خلاف في جواز عود الضمير من المفعول المتقدم إلى الفاعل المتأخر. *ابن هشام لم يكن محقًا فيما ذكره عن الفراء في أنه قال: إن الواو تفيد الترتيب؛ لأن ذلك يتعارض مع ما أقره الفراء في كلامه عن الواو. *بدلي الغلط والنسيان لا يكونان في الشعر؛ لأن الشعر الفصيح لا يصدر إلا عن تروٍ وإمعان، ولأن الشاعر يعاود ما نظمه فإذا وجد فيه غلطًا أصلحه، ومن الأحرى ألا يرد في القرآن الكريم، لأنه كلام الله سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا عن الغلط والنسيان، ولذلك لم يأتِ أحد من النحاة القدامى والمتأخرين بمثال واحد من القرآن شاهدًا في بدلي الغلط والنسيان. * *استغرب ابن هشام من اضطراب ابن الشجري في نقله عن النحاة في مسألة حكم حذف العائد من نعت الجملة الفعلية، فغرابته كانت في اضطراب النقل وليس الرأي. |