الفهرس 
السياسة الجنائية فى مواجهة الاعتداء على وسائل الاتصالات
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 285 |  |  |
| | | from | 285 | | |
المستخلص
لقد أدى تطور الإنسان و الحضارة عبر التاريخ: و تآلف الأفراد و تجمعهم فى مجتمعات و دول و قارات إلى وضع قوانين و أنظمة متعددة سنت حدودًا للحقوق و التصرفات: فجرمت أفعالًا لا تتفق مع النظام العام: و أحدثت لهذه الغاية سلطات أُنيط بها البحث و إقامة الدعوى العمومية و توقيع العقوبات و العمل على تنفيذها. فالجريمة ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالإنسان و عُرفت منذ القدم: و تطورت و تعددت أشكالها و تنوعت مناهجها و وسائلها مع تقدم المجتمعات: و قد أخذت ظاهرة الإجرام مع تطور الثورة التكنولوجية و التقنية فى العصر الحاضر بعدا دوليا: حيث أصبحت عابرة للقارات و الدول: الأمر الذى يستدعى إعادة النظر فى الوسائل التقليدية لآليات العدالة الجنائية: و فى القواعد المنظمة للتجريم و العقاب باعتبارها الأدوات الهامة للسياسة الجنائية. و حسبنا أن نشير إلى أن السياسة الجنائية تعكس المصالح الواجب حمايتها فى الدولة: و القانون هو الذى يحدد المصلحة الجديرة بالحماية من بين المصالح المتناقضة؛ و لما كانت السياسة الجنائية هى السياسة التشريعية فى مجال القانون الجنائى: كما أنها هى التى توجه المشرع فى اختياره للمصلحة الواجب حمايتها: فقد تأثرت السياسة الجنائية بالفكر الفلسفي الذى ساد عبر العصور المختلفة. و لقد أدرك البشر ضرورة تحقيق الاتصالات فيما بينهم منذ قديم الزمان: و تحت ضغط هذه الضرورة و الرغبة الملحة فى تحقيقها فقد جرت بحوث و تجارب لإيجاد الوسائل و الطرق التى تمكن الإنسان من تجاوز المسافات و الأزمنة