الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف هذه الرسالة إلى دراسة الحياة الاجتماعية في دولتي مالي وصُنغي، فلقد كانت هاتان الدولتان من أكبر ممالك السودان الغربي، التي ظهرت في القرنين (7 ــ 10 هــ / 13 ــ 16 م) على أنقاض دولة غانة الوثنية، ويُعَدّ من أزهى عصور دولة مالي الإسلامية عهد الملك منسا موسى، أما دولة صنغي فقد شهدت تقدمًا كبيرًا في عهد الأسكيا محمد الكبير، ويعود الفضل في انتشار الإسلام واللُّغة العربية في بلاد السودان الغربي إلى الدور الذي قام به الدعاة والتجار، وقد تكون المجتمع من عناصر سكانية مختلفة منهم الزنوج والعرب والبربر؛ لذلك فهو مجتمعٌ طبقيٌّ، وظهر هذا جليًّا في تدنِّي المستوى المعيشي للطبقة العامَّة. ولقد كان للمرأة دور اجتماعيٌّ كبيرٌ في حياة المجتمع، فكانت الأسرة هي نواة المجتمع في هاتين الدولتين، وعرف أهلهُما تنوعًا في الطعام والشراب، وقد مر أهل السودان بعدد من المحن التي أثرت في الحياة الاجتماعية، منها ظاهرة استرقاق الأحرار. وكان للعلماء دور اجتماعي كبير في محاربة العادات الوثنية كالسحر، والتخلص من ظاهرة العُرِيِّ، وكان مجتمع أهل السودان الغربي مجتمعًا مزيجًا من العادات الإسلامية الحسنة، والعادات المحلية، فهم يُعرفون بحبهم الشديد للمرح والرقص والغناء، وإقامة الاحتفالات والأعياد الدينية مثل المولد النبوي الشريف والزواج وغير ذلك. كما تأثر مجتمع مالي وصُنغي بمؤثرات الثقافة العربية الإسلامية الناتجة عن اتصاله ببلاد المغرب ومصر والحجاز، وقد ظهر ذلك جليًّا في التأثير المغربي؛ فقد تأثر أهل السودان بالمذهب المالكي الذي كان سائداً في بلاد المغرب، وتطور فن العمارة من بناء الأكواخ إلى البناء بالطين، وتزيين المنازل بالأثاث، وكذلك الزي، فهم يلبسون عمائم بحنك مثل العرب، وهذا شبيهٌ بِزيِّ المغاربة. |