الفهرس 
الفصل الثاني (2): مراجعة التُّراث البحثييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 293 |  |  |
| | | from | 293 | | |
المستخلص
تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن تساؤل رئيسي مؤداه؛ ما واقع المجال العام في المجتمع المصري، مع رصد مكوِّنات هذا المجال، وإبراز أهم جوانبه الثقافيَّة وخصائصه الاتصاليَّة. وقد حدد الباحث حزمة من الأهداف تتفق مع هذا التساؤل على النحو التالي: (1) الكشف عن أهم خصائص البعد الهيكلي المحدد لشكل المجال العام الواقعي. (2) التعرف على سمات البعد التمثيلي المحدد لشكل المجال العام الواقعي. (3) رصد الممارسات والتفاعلات الرمزية التي تحدث داخل المجال العام الواقعي. (4) الكشف عن طبيعة المناظرات والمداولات داخل المجال العام الواقعي. (5) إماطة اللثام عن مدى شمولية الخطاب المقدم بالمجال العام الواقعي. (6) رصد حرية التواصل بين الأطراف المتفاعلة داخل المجال العام الواقعي. (7) الكشف عن شروط الحوار والتفاعل داخل المجال العام الواقعي. (8) التعرف على مدى اتساق المجال العام الواقعي مع الصالح العام. (9) الكشف عن خصائص البعد الهيكلي المحدد لشكل المجال العام الرقمي. (10) إبراز تجليات المجال السيبراني من خلال التفاعل عبر الشبكات الاجتماعية. (11) التعرُّف على طبيعة الموضوعات والقضايا المطروحة على منشورات الفيسبوك كمجال عام رقمي بديل لطرح الأفكار والآراء. (12) التعرف على سمات البعد التمثيلي المحدد لشكل المجال العام الرقمي. (13) رصد وتحليل سمات البرهنة التي استند اليها المستخدمون في تعليقاتهم علي القضايا التي تضمنتها منشورات الفيسبوك. (14) الكشف عن اتجاهات مستخدمي الفيسبوك حيال قضايا الشأن العام. (15) التعرف علي الوسائط المستخدمة في التفاعل والحوار داخل ساحات مناقشة قضايا الشأن العام كمجال عام رقمي.
وقد أُجْرِيَ البحثُ على عينة قصدية من الفاعلين في منتدى حوار الثقافات التابع للهيئة الإنجيلية القبطية كنموذج لمجال عام واقعي، وعددهم (20) مشاركًا، وكذا تحليل نشاط المستخدمين على صفحة الحزب المصريّ الديمقراطيّ الاجتماعيّ لخمس قضايا عامة كنموذج لمجال عام رقمي، بالاعتماد على منهجية وصفية (المسح الاجتماعي) ترتكز على المقابلات المتعمقة والملاحظة بالمشاركة وتحليل المضمون. وقد توخَّى الباحث في سبيل تحقيق أهداف البحث إطارًا نظريًّا؛ قوامه نظرية المجال العام لهابرماس، ونظرية الأبعاد الثلاثة للمجال العام عند (دالجرين).
وقد خلص البحث إلى عدة نتائج، من أهمها: أن المنتدى يمثل أطيافًا مختلفة من المجتمع المصري، كما يتم فيه تمثيل فئات عمرية مختلفة؛ بداية من الشباب حتى جيل الوسط والخبراء. كما بيَّنت الدراسة أنه يوجد تمثيل متزايد وعادل للمرأة في المنتدى، قد يفوق ال 50 % أحيانًا. كما كشفت المعطيات الميدانية عن تنوع الحجج والمداولات أثناء نقاش الموضوعات العامة، وتختلف طبيعة الحجج؛ وفقًا لاختلاف أيديولوجيات المشاركين الذين يستخدمون أشكالًا متنوعة من الحجج. كما كشفت نتائج الدراسة عن أن هناك تنوعًا في الموضوعات المثارة للنقاش والمداولة داخل منتدى حوار الثقافات، وهي موضوعات عامة تهم قطاعات كبيرة من المجتمع؛ مثل قضايا المواطنة، وقبول الآخر، والوعي الثقافي، والحوار. كما كشفت الدراسة التحليلية عن أن الاتصال عبر الشبكات الرقمية سمح بإرساء بناء لا مركزي للمجال العام تسقط معه هيمنة السلطة وحراس البوابة، كما تظهر نتائج الدراسة التحليلية أن نسبة الذكور المشاركين في النقاش أعلى بكثير من نسبة الإناث؛ إذ بلغ ما يشكل نسبة (91.2%)، بينما الإناث تمثل بنسبة (8.7%) من مجموع المشاركين في النقاش. واتضح أن المجال العام الرقمي قد يكون بديلًا للمجال العام الواقعي في استيعابه لقضايا الشأن العام، ولكنه يتسم بالطابع الانفعالي والسطحي. وأخيرًا بينت الدراسة وجود ”وعي عالٍ” للمشاركين إزاء القضايا المطروحة بنسبة بلغت (83.3%) من إجمالي عدد المنشورات للقضايا الخمسة.