الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لأهمية الأمنِ في النِّظام التَّشريعيِّ الإسلاميِّ وُضعت العقوباتُ الزَّاجرة، والتَّدابير الواقية؛ للحفاظ على الأمن، ومن ذلك تشريعه لعقوبة الحرابة والإفساد في الأرض، بنصٍّ قرآنيٍّ واضحِ الدلالة على مقصد الشَّارع من هذه العقوبة. حيث تعدُّ جريمة الحرابة من أعظم الجرائم خطرًا على أمن المجتمع واستقراره؛ لما فيها من خروجٍ على سلطان الدولة، وترويعٍ للناس، واعتداءٍ على أموالهم وأرواحهم؛ فهي من أبشع الجرائم، سواء من حيث أغراضها الخبيثة، أو من حيث مضاعفاتها الخطيرة. لقد ازدادت في الآونة الأخيرة جرائمُ إرهاب النَّاس، والاعتداء على الأنفس والأموال، وزعزعة الأمن والاستقرار؛ حتى شكَّلت ظاهرةً إجراميَّةً أتت على الأخضر واليابس، وأرَّقت المسئولين وقضَّت مضاجعهم، وأرعبت الآمنين، وهدرت حياتهم وأرواحهم وأموالهم، والسبب الرئيسي في اختيار هذا الموضوع وهو إلصاق هذه التُّهمة النَّكراء والجريمة الشَّنعاء بدينِ السَّلام والأمن والاستقرار، وتصوير المسلمين على أنَّهم إرهابيون، فأردت أنْ أُبينَ موقف الإسلام من هذه الجريمة، وعاقب عليها بأشد العقوبات؛ وأيضًا ليبين للقارئ وللعالم أنَّ الإسلام دينُ السَّلام وليس دين الإرهاب، وأنَّه صالحٌ لكلِّ – زمانٍ ومكانٍ. |