Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
توظيف التراث في مسرح نوال مهني/
المؤلف
عطية، محمد عبدالسلام محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد عبدالسلام محمد عطية
مشرف / صبري فوزي أبوحسين
مشرف / شيماء فتحي عبدالصادق
مشرف / مهنى صالح محمد عليوة
الموضوع
المسرح- تاريخ.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
130ص.؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كلية التربية النوعية - قسم العلوم الأجتماعية والإعلام برنامج فنون المسرح
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 172

from 172

المستخلص

إن المسرح من أكثر الفنون اتصالًا بالجماهير، حيث صار يسافر فى ضمير الأمة، ويفتش فى تراب الأرض يلتقط نماذج البطولة من وجدان الجماعة وعقلها ليجسدها أمام جمهور اليوم، تحاورًا مع ما تمثله، وكشفًا للقيم الثقافية المحمولة عبرها، وصياغة جديدة لما ينبغى أن تمثله، ودعمًا للقيم الإيجابية التى يجب أن تستمر واعيًا فى الوقت.
يعد التراث ركنًا أساسيًا من أركان الهوية الثقافية للأمة، كما يمثل التراث للأمة خزانة الخبرات والعبر التي يجب عليها الاستبصار بها في تعاملها مع حاضرها ومستقبلهافي ظل التطورات والمتغيرات التي يشهدها العالم وبالأخص العالم العربي، هنا يلعب التراث دورًا بارزًا في تعزيز الثقافة الأصيلة لدى الأجيال ويعتمد التراث العربي الشعبي في أساسه على المخزون الثقافي الذي تركته لنا الأجيال السابقة من حكايات، أشعار، أساطير، فنون، ألعاب، حرف، أغاني وأمثال وألغاز والكثير من الطقوس والاحتفالات.
لقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث يتابع الظواهر على النحو الذي جاءت عليه في النص الأصلي متابعة جزئية وكلية، ويدقق في الأشياء الموصوفة ونقد المسرحيات وتحديد سماتها العامة والكشف عن نوعية هذه الاشكال التراثية وكيفية توظيفها دراميًا، ويكشف عن علاقتها السطحية والعميقة، ويحدد ما فيها من علاقات السببية والمنطقية، وفي الوقت نفسه يستعين المنهج بالإجراءات التأويلية التي تساعد على كشف الأقنعة وتحليل الرموز، وسوف يتعامل هذا المنهج بكل عناصره مع المنتج المسرحي لنوال مهنى، كما تتمثل أهمية الدراسة في أن قضية توظيف التراثفى المسرح ذات أهمية لكونها قضية تتعلق بتراث الوطن والحفاظ على هويته كما أن توظيفه بأسلوب متعمد واع يعمل على تنقية عناصره ما قد يشوبه من سلبيات بحيث يصبح عاملاً مؤثرًا وفعالاً يهدف إلى العمل على تأكيد الذات والكشف عن القدرات الإبداعية التى شكلت هذه العناصر الأصلية من إتاحة الفرصة لإعادة صياغتها بشكل يتوافق مع إفرازات الواقع ومعطياته وتداعياته، الأمر الذى يجعل من التراث مصدرًا للإلهام والأستبحار فى تواصل مستمر مع معطيات الأمة ومعطيات الواقع المعاصر محليًا.
أما أهداف الدراسة تتمثل في الكشف عن مدى الاستفادة من الحكايات التاريخية والشعبية في صياغة عمل مسرحي يقوم على انتقاء العناصر التاريخية والتراثية الصالحة لكتابة المسرح، وبخاصة عنصر الشخصية والحدث، ومعرفة الكيفية التي أعيد من خلالها تشكيل هذه العناصر تشكيلًا مسرحيا، يقوم على محاولة تأويل التاريخ داخل الأعمال المسرحية.
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها مايلي: -
1- تعد قضية توظيف التراث الشعبى فى المسرح ذات أهمية لكونها قضية تتعلق بتراث الوطن والحفاظ على هويته كما أن توظيفه بأسلوب متعمد واع يعمل على تنقية عناصره ما قد يشوبه من سلبيات بحيث يصبح عاملًا مؤثرًا وفعالًا يهدف إلى العمل على تأكيد الذات ، والكشف عن القدرات الإبداعية التى شكلت هذه العناصر الأصلية من إتاحة الفرصة لإعادة صياغتها بشكل يتوافق مع إفرازات الواقع ومعطياته وتداعياته.
2- قد نشأ المسرح معتمدًا على التراث سواء الشعبي أو التاريخي أوالاسطوري, مما جعله مصدرًا أوليًا ارتبط به کتاب المسرح واستمدوا منه مواضيع مسرحياتهم كما فعلت نوال مهنى.
3- تستخدم نوال مهنى التاريخ بما يحوي من صراعات وحكايات في الماضي وسيلة لتحريض الصراع في الحاضر، بتناول الماضي من خلال الصراع الحاضر، وتناقضاته، وهنا قد يغير الحاضر من نظرتنا إلى الماضى، ويكشف عن زوايا جديدة، وأهم ما يميز هذا الاتجاه، تعدد مستويات الحدث الذي كثيراً ما يسير في خطوط متوازية، أو متداخلة، ومتقاطعة لتأكيد أن التاريخ لايتكرر، فهنالك شروط تؤدي القوة وأخرى تؤدي للضعف، وإنه من الممكن أن ينقلب الحال من الضعف إلى القوة شريطة أن يدرك المتفرجون أسباب هذا الضعف وأن يعملوا على إزالتها.
4- تتخذ نوال مهنى استدعاء التراث كوسيلة للاستفادة من التراث العريق الغني بالطاقات الإبداعية والإيحائية المسهمة في تشكيل النص المسرحي ومنحه أبعادًا واسعة الأفق تُمثل وعي الكاتبة بواقعها المعيش
5- تعد الحكاية الشعبية أحد أشكال التعبير الجمعية التى عبرت بها الشعوب عن واقعها وأحلامها، ولذلك نجد أن الكثير من كتاب المسرح لجأوا إليها لهذه الأسباب، ليعبروا عن عالم الحكايات مستخدمين أدوات الدراما، لا سيما وأن الحكايات الشعبية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وما لها من صفات وعوامل تعد عوامل جذب الكتاب المسرحيين لاستلهامها كما في حكاية جحا.
6- تطلعت نوال مهنى في عدد من مسرحياتها إلى توظيف التراث التاريخي بطرق مختلفة، استنطقت الحدث التاريخي، وكذلك امتداده في الذاكرة الجماعية في عصرنا الحاضر. لم يكن التفاتها إلى هذا التراث نابع من القيمة الحقيقية له فقط، وإنما لعلاقته بالواقع السياسي والحضاري للأمة العربية”.
7- إن الكاتبة تستلهم الفنون الشعبية ليست مطالبة بالالتزام الحرفي بما يحمله الموروث الشعبي من مفاهيم تحد من قدراتها وتصوراتها الإبداعية.
8- إن خيال نوال مهنى خيال يعی بحركة التراث وما يتصل به من مفردات، وكذلك حركة الواقع وما يحيط به من متغيرات ،وبهذا فقد استطاعت تقديم نص مسرحي يعتمد على حس ثقافي وفني يتوازى مع رؤيتها الإبداعية.
9- يلعب الرمز دورًا فنيًا ناضجًا في مسرحيات نوال مهنى التي تتخذ من قضايا المجتمع مضمونًا لها؛ لأنه يجنبها التسطيح والمباشرة غالبًا ما تربط نوال مهنى عنوان المسرحية برمز شامل، وأساسي، تنضوي تحته سائر رموز المسرحية. ولعل أداة الرمز الأساسي تسهل للشاعرة مهمة إدماج الرموز في النسيج، وتجنب إدخال رموز لا تفيد البناء، والأحداث.
10- اللغة عنصر أساسي في العمل المسرحي، ومن خلالها تستطيع الكاتبة أن تقدم رؤيتها الفنية، ولأن القضايا التي تطرحها مسرحيات نوال مهنى قضايا إنسانية، فهي تحتاج إلى لغة خاصة رمزية، لذلك حرصت على صياغة قضاياها ورؤيتها الفكرية والفنية في الفة معبرة، وفجرت فيها من الطاقات التعبيرية ما يمكنها من استيعاب رؤيتها الشعرية بكل أبعادها.
11- قدمت نوال مهنى محاولات جادة لإحياء التراث بأشكاله ومصادر كافة، وربطه بالحداثة، من خلال طرح قضايا المجتمع العربي والإنسان العربي في الإطارين التراثي والحداثي.
12- كثرة الاستدعاءات تدل على ميلها الشديد إلى استعادة ما أنتج سابقا وتوجيه فاعليته التأثيرية إلى المتلقي الذي يلهث للكشف عن الأصول الأساسية لهذه الاستدعاءات التي كان غيابها في بعض الأحيان أكثر فاعلية من حضورها في إنتاج الدلالة. كما تدل على أن خطابها المسرحي كان ذا طبيعة تراكمية، أي أن الروافد المختلفة ”الأسطوريةوالدينية والشعبية والتاريخية” قد وجدت مصبًا مناسبًا لها في هذا الخطاب.
13- هناك تنوع وتعدد في دواعي استخدام السرد بعضهاشكلي يرجع - في معظمه إلى المسرحيات الأولى، وبعضها نفسي يتعلق برغبة الذات المبدعة في الإفضاء والبوح، فإنعكست على الشخصيات المسرحية، ومنها ما هو کشفي توضيحي يعمل على إضاءة جوانب معتمة في الشخصيات والأحداث، ومن ثم كان السرد كله ضرورة نابعة من طبيعة الشخصية العربية الميالة للحكي والقص.
14- إن استدعاء السرد إلى النص المسرحي، قد صاحبه بعض الإجراءات التي تجعل هذا الاستدعاء ظاهرة مقبولة، ذلك أن هناك تنافراً مبدئياً بين المسرح بتقنيات الحوارية الدرامية والسرد بسلاسته الحكائية المتنامية، ولإزالة هذا التنافر تنازل السرد عن بعض إجراءاته المألوفة، فلم يعد معنيًا بالتنامي الصاعد أو الهابط، وكذلك بإحكام العلاقات المنطقية في ربط المقدمات بالنتائج والعلة بالمعلول وهذا ضعف السرد كثيراً.
15- المفارقة الموقفية، التي كانت ترفد النص بخطوط درامية تولد الصراع في النص طولا وعرضًا، كما أن التوسع في دائرة الحكي أحيانا كان يؤدي إلى الخروج من الحدث على نحو متكرر وإضعاف درامية النص وتعطيلها. وميل الأبنية الحوارية إلى الطول - في كثير من الأحيان - أدى إلى تحويل حديث بعض الشخصيات إلى خطب طويلة أسهمت في تعطيل درامية الحدث. وكأننا في مسرح مدرسي.
16- يتميز أسلوب نوال مهنى بمعايشة الصيغ التراثية واستحضارها من مجالاتها الدينية، لذلك حملت مسرحياتها ملامح من الموروث الديني الإسلامي، والمسيحي فضلا عن إشارات مستوحاة من التوراة.