الفهرس 
Introduction and aim of the workOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 165 |  |  |
| | | from | 165 | | |
Abstract
يعد مرض الرعاش مجهول السبب ثاني أكثر الاضطرابات الحركية شيوعًا و يعرف على انه رعشة وضعية أو حركية تشمل الطرفين العلويين ( وقد تشمل مناطق أخري) لمدة أكثر من ثلاث سنوات دون وجود أي اضطرابات عصبية أخري ( مثل الترنح المخيخي او خلل التوتر).
تؤثر الرعشة بشكل رئيسي على اليدين والذراعين و قد تتأثر أجزاء أخرى من الجسم أيضًا ، على سبيل المثال ، الرأس والصوت والساقين والنمط العام للرعاش هو أن يبدأ في الذراعين ومن ثم ينتشر إلى تلك المناطق الأخرى في المرضى المعينين. ويؤثر المرض بشكل كبير على المريض من حيث الاخلال بقدراته الحركية و القيود الاجتماعية مثل احساسه بالخجل و القلق الاجتماعي. تفرق المعايير الطبية بين ثلاث درجات من اليقين التشخيصي: ”نهائي” و ”محتمل” و ”ممكن”.
توفر الجوانب غير الحركية لهذا المرض دليلاً إضافياً على التنوع الواسع لهذا المرض من حيث الجوانب الوراثية و المرضية. وتشمل هذه الجوانب خلل الإدراك المعرفي ، واضطرابات النوم وخلل الجهاز العصبي اللاإرادي و الاكتئاب و القلق.
منذ أربعينيات القرن المنصرم تم اعتبار التاريخ العائلي الإيجابي في حالات الرعاش مجهول السبب هو سمة ظاهرية رئيسية فقد وجد أن معظم الأسر لديها نمط وراثي سائد ولكن على الرغم من ذلك تبين مع مرور الوقت انه و في معظم الحالات تكون حالات الرعاش مجهول السبب غير وراثية.
ومن الملموس أن هناك فجوة معرفية كبيرة فيما يتعلق بحدوث وأعراض الرعاش مجهول السبب في السكان المصريين رغم كونه أحد أكثر اضطرابات الجهاز العصبي شيوعاً مما يجعل الحاجة لمثل هذه الدراسة ماسة و ملحة.
الهدف من الدراسة:
1. التوصيف الإكلينيكي لعائلات الرعاش مجهول السبب في صعيد مصر باستخدام استبيان وفحص موحد.
2. التحري الجيني لعائلات الرعاش مجهول السبب في صعيد مصر وذلك من خلال:
ا. تحليل الجينات المعروفة.
ب. العثور على جينات جديدة.
المرضى و الطرق البحثية:
تم تطبيق الدراسة على 100 مريض من حالات الرعاش مجهول السبب من المترددين على قسم الأمراض العصبية و الطب النفسي بمستشفى جامعة سوهاج بالقسم الداخلي أو العيادة الخارجية سواء ممن لهم تاريخ مرضي عائلي لحالات مشابهة أو ممن ليس لديهم مثل هذا التاريخ المرضي العائلي و 33 من الأصحاء من بعض اقرباء المرضى و من بعض العاملين بالمستشفى ممن لهم ميزات ديموغرافية مماثلة و قد تم استبعاد أي مريض يعاني من رعاش ناتج عن اسباب اخرى مثل زيادة افراز الغدة الدرقية أو مرض باركنسون.
الاعتبارات الأخلاقية:
o تم أخذ موافقة لجنة الأخلاقيات و البحث العلمي بكلية الطب جامعة سوهاج على إجراء البحث
o كما قد تم الحصول على موافقة مستنيرة مكتوبة مبنية على المعرفة الكاملة بجوانب البحث من جميع الخاضعين للبحث و إعلامهم بعدم وجود أي جوانب خطيرة أو أثار جانبية للمشاركة في البحث مع كامل الاحترام و المراعاة لسرية المرضى.
خضع المشاركين في البحث لما يلي:
1- فحص طبي و عصبي مفصل مع تسجيل سن ظهور المرض و تقسيم الحالات لحالات ظور مبكر و متوسط و ظهور في سن متأخر
2- قياس شدة أعراض الرعاش مجهول السبب بواسطة مقياس (TETRAS)
3- تحديد عدد أجزاء الجسم المتأثرة بالرعشة مثل الرأس و الصوت و الطرفيين العلويين و الطرفيين السفليين
4- التحليل الجيني لثماني عائلات من حالات الرعاش مجهول السبب و أقربائهم الاصحاء
5- اختبار الأعراض الغير حركية في المرضى :
o الاكتئاب باستخدام مقياس هاملتون للاكتئاب
o القلق باستخدام مقياس هاملتون للقلق
o أعراض اعتلال الجهاز العصبي اللاإرادي باستخدام مقياس (SCOPA-AUT)
و مقارنة النتائج لدي المرضى بمثلها لدى الأصحاء.
6- قياس مستويات المعادن التالية في الدم لدي 19 مريض و 29 من الأصحاء:
الزنك و النحاس و الزرنيخ و الكادميوم و الالمونيوم و المنجنيز
7- قياس نسبة الاجسام المضادة التالية في 19 مريضا و 29 من الأصحاء:
(NF-L,NF-H,NF-M,GFAP,MBP and α-synuclein)
و قد تم جمع البيانات و جدولتها و تحليلها إحصائيا
النتائج
وقد وجد في هذا البحث ان مرضى الرعاش مجهول السبب يعانون بشكل اكبر من اعراض القلق و الاكتئاب و اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي اذا ما تم مقارنتهم بالأصحاء من نفس الجنس و الفئة العمرية.
كذلك فقد وجد أن هناك ارتباطا وثيقا بين شدة الاعراض الحركية و شدة كلا من القلق و الاكتئاب و اضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي كذلك بين المدة الزمنية للمرض و بين شدة أعراض الاكتئاب و بين كلا شدة القلق و شدة اضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي.
و قد وجد أيضا أن مرضى الرعاش مجهول السبب من كبار السن لديهم عرضة اكثر لحدوث الرعشة في الرأس اذا قورنوا بالمرضي الأصغر سنا ، كما وجد أيضا أن وجود الرعشة في الرأس ترتبط بشكل مباشر بأعراض القلق و التوتر. كما وجد أن الرعشة في الرأس مرتبطة ارتباطا وثيقا بشدة أعراض المرض الحركية و بوجود أعراض اضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي مما يعطي انطباعا بأن وجود الرعشة في الرأس لهو دلالة على نمط مرض أشد.
و قد وجد أيضا أن المرضى الأكبر سنا عرضة بشكل أكبر للاضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي و لوجود الرعشة في أجزاء أكثر من الجسم و هي الرأس و الصوت و الطرفيين العلويين و الطرفين السفليين.
و قد وجد في هذا البحث أن حوالي 87% من حالات الرعاش مجهول السبب لديها تاريخ مرضي عائلي و هي نسبة متوافقة مع نظيراتها في بقية دول العالم مع وجود نسبة أكبر من الحالات في الأطفال لدي الحالات الوراثية مقارنة بغيرها.
و لم يتثنى لنا في ها البحث اكتشاف أي جين وراثي مسئول عن أعراض هذا المرض في ثمان عائلات في صعيد مصر تم تحليلها جينيا في مختبر الجامعة التقنية بميونخ بألمانيا مما يعزز الرأي السائد عن مرض الرعاش مجهول السبب من أن عوامل وراثية معقدة و متداخلة إضافة إلى عوامل بيئية تكمن وراء ظهور الأعراض أو عدم ظهورها.
و من الاكتشافات الجديدة التي تمكنا من التوصل إليها في هذا البحث وجود زيادة في نسبة الزنك و الرصاص و الزرنيخ في مرضي الرعاش مجهول مقارنة بالأصحاء كذلك وجود ارتفاع نسبة بعض الاجسام المضادة لبروتينات الجهاز العصبي المركزي كدلالة لوجود تنكس عصبي في حالات الرعاش مجهول السبب.
جدير بالذكر انه وجد ارتباط وثيق بين ارتفاع هذه النسبة و ارتفاع نسبة المعادن سالفة الذكر في مرضى الرعاش مجهول السبب مما قد يشير إلى وجود علاقة سببية بينهما.
التوصيات:
o قد تكون الدراسة قد اشتملت على بعض مرضى شلل الرعاش ، لأنه لم يتم إجراء تقييم موضوعي أو تأكيد لنقص الدوبامين. نوصي بأن الدراسات المستقبلية على الرعاش مجهول السبب يجب أن تستخدم طريقة موضوعية للكشف عن أي نقص في الدوبامين لتجنب أي مرضى مرض باركنسون مشمولين.
o توصي هذه الدراسة بأن تكون هناك مستقبلة للمتابعة الأخرى ضرورية لتحديد الحدوث الجديد للميزات غير الحركية أو تطور الميزات غير الحركية الموجودة في مرضى الرعاش مجهول السبب ، بالإضافة إلى حدوث ET في الأصحاء.
o مازال هناك جدلا حول ما إذا كانت هذه الأعراض غير الحركية هي أعراض أولية لـلرعاش مجهول أو حدث ثانوي للمظاهر الحركية و هذه نقطة لا يزال يتعين حلها. لذلك نوصي بدراسات حول تأثير علاج الأعراض الحركية على الأعراض غير الحركية لتحديد ما إذا كان علاج الرعاش يحسن في نفس الوقت الميزات غير الحركية ، مما يشير إلى أن الميزات غير الحركية ثانوية.
o نوصي بضرورة إجراء دراسة مجتمعية لـلرعاش مجهول في السكان في صعيد مصر حيث من المحتمل أن المرضى الذين شملتهم دراستنا والذين يقدمون إلى المستشفى يمثلون نسبة صغيرة من المرضى في المجتمع.
o نوصي أيضًا بمتابعة الدراسات لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها بشأن العلاقة بين مظاهر اضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي وتاريخ العائلة والبيانات الديموغرافية الأخرى والمظاهر الحركية وغير الحركية.
o نوصي أيضا بأن تخضع الخلفية الجينية للرعاش مجهول السبب في سكان مجتمعنا لمزيد من الدراسات مع عدد أكبر من العائلات التي تم فحصها وأفرادها ودراسات أخرى متعددة المراكز بين البلد بأكمله.
o يمكن أن يكون الاكتشافان الأخيران لمستويات أعلى من بعض المعادن الثقيلة والأجسام المضادة للبروتينات العصبية في حالات ET علامة حيوية جديدة مفيدة للتنبؤ بتطور الحالات نتيجة التعرض للسموم العصبية أو حتى بدون أي تعرض سام وهدف مستقبلي للعلاج و لذلك ايضا نوصي بإجراء مزيد من الدراسات لتأكيد أن التعرض للزنك والزرنيخ والرصاص له علاقة بـالرعاش مجهول السبب ولتقييم طبيعة مدى انتشار التعرض لهذه المعادن الثقيلة في مجتمعنا.