الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص حاول البطالمة والرومان السيطرة على مدينة ديوس بوليس ماجنا سياسيا وثقافيا وصباغتها بالصبغة الهلينستية والرومانية، وذلك عن طريق إرسال الحاميات العسكرية بهدف تأمين المدينة والحيلولة دون حدوث إضرابات ضد السلطات الحاكمة، ومثلت هذه الحاميات اللبنة الأولى التي قامت عليها دعائم الثقافة اليونانية والرومانية في المدينة حيث أحضرت هذه الحاميات ملامح ثقافية جديدة وحضارية إلى منطقة طيبة تمثلت في تشيد مباني الحمامات البطلمية والرومانية العامة المكتشفة أمام الصرح الأول بالكرنك، ولقد ساعدت هذه المباني بدور كبير في جذب السكان الإغريق للقدوم والاستقرار في المدينة مما جعل الإقليم في تلك الفترة واحد من أهم المراكز الحضارية في صعيد مصر. تنوعت الحمامات المكتشفة مابين حمامات عامة وخاصة مما يدل على انتشار ثقافة استخدام الحمام فى المدينة خلال العصرين البطلمى والرومانى، احتلت الحمامات المنطقة الواقعة أمام الواجهة الغربية لمنطقة معابد الكرنك من الناحية الشمالية موقعا استراتيجيا في قلب مدينة ديوس بوليس ماجنا، ولم يأت هذا من قبيل الصدفة ولكن اعتاد الإغريق بناء وتشيد حماماتهم العامة في وسط المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية وبالقرب من مصادر المياه مع مراعاة أن تكون على مقربة من المباني الهامة بالمدينة مثل المعابد المقدسة، ومبنى الجمنازيوم والميناء والسوق والمسرح . من المحتمل أن موقع الحمامات بالقرب من معابد الكرنك قد أضفى عليها نوعا من الهيمنة الدينية لأنها لم تكن قاصرة فقط على الجانب الترفيهي، وإنما كانت تقدم خدمات وبرامج طبية وعلاجية فيما يتعلق بمسألة الاستشفاء من الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى التطهير والاغتسال قبل الدخول إلى الساحات المقدسة لأداء الشعائر الدينية مثلها في ذلك مثل العديد من الحمامات . |