الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 264 |  |  |
| | | from | 264 | | |
المستخلص
المقدمة:
ترتكز خطة تأهيل الأفراد ذوي صعوبات التعلم على العديد من البرامج التأهيلية، ويعتمد اختيار البرنامج المناسب بشكل أساسي علي احتياجات كل فرد وعلي البيئة التي يعيش فيها، ويعد التأهيل النفس حركي أحد مجالات التأهيل الضرورية للأفراد من ذوي الإعاقة عامة وذوي صعوبات التعلم خاصة، ويعتبر محك العلامات العصبية (النيورولوجي) من أهم المحكات التي تستخدم في التعرف علي صعوبات التعلم، حيث يؤكد هذا المحك علي التلازم بين صعوبات التعلم وبعض نواحي القصور العصبية لدي الافراد، حيث تساعد المعرفة بالعوامل العصبية علي تفهم أوجه القوة والضعف من الناحية التدريبية والتعليمية لدي الافراد، وكثيرا ما تصاحب صعوبات التعلم بعض المظاهر الأخرى التي لها دلالتها (العصبية)
يقوم المجال النفس حركي على أساس نمو الطفل، وفي تجانس بين ما هو جسدي ونفسي، مع الاعتماد على ما هو حركي، بحيث يشعر بحركاته ويفهمها ويوجهها، ومن ناحية أخري، تؤثر الحالة النفسية في حركة الانسان، فعندما يكون متأثرا وفي حالة نفسية معينة، تظهر هذه الملامح على جسده وعلى حالة توتره العضلي، حيث يبدأ هذا التآزر بين النفس والحركة مع بداية الحياة حيث تتبلور، وتصبح مفهوما علميا، وعند ادخال العلاج النفس حركي يظهر هذا الترابط بين الحركة الجسدية والبنية النفسية للإنسان على مدار حياته، مما يؤثر في اكتسابه للمهارات المختلفة وقد يؤثر بالسلب أو بالإيجاب على تحصيله العلمي المستقبلي، لذلك من الصعب فصل الحركة عن الذكاء والمعرفة، فالحركة هي مفتاح بناء الذكاء والمعرفة، إذ تسمح للطفل أن يختبر المفاهيم قبل أن يحولها الي رموز أو صور.
يعد المجال النفس حركي وسيطا ممتازا لتعليم الأطفال ذوي صعوبات التعلم، واكسابهم المفاهيم الضرورية في جو ممتع ومحبب لديهم، كما ان للأنشطة الحركية قيمتها الإيجابية من حيث التفريغ والتنفيس الانفعالي والتخلص من العزلة والانطواء وتصريف الطاقة الزائدة وتنمية الثقة بالنفس وزيادة تقدير الذات، مما يسهم في تحسين صحه الطفل النفسية عموما، حيث ان تنمية التآزر والمرونة العضلية والمهارات الحركية لدي الأطفال ذوي صعوبات التعلم تؤدي الي زيادة كفاءاتهم في تعلم المهارات الاكاديمية الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب، كما أن لبرامج الأنشطة النفس حركية تأثير إيجابي علي تنمية القدرات الادراكية والحركية للطفل وتحسين أدائه التعليمي وسلوكه وتكيفه العام.
يعتبر مجال صعوبات التعلم من الميادين الهامة التي ينبغي الاهتمام بها نظرا لتزايد نسب التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم في معظم المواد الدراسية، وفي معظم بلدان العالم، ولما تعكسه من آثار سلبية علي التلاميذ والمعلمين في وقت واحد، وقد تختلف معدلات انتشار صعوبات التعلم حسب الدراسات المختلفة في دول العالم وهذا الاختلاف ينبع من اختلاف المحكات المستخدمة في هذه الدراسات واختلاف المجتمعات التي أجريت عليها، الا ان جميعها تشير الي كبر حجم المشكلة مقارنة بالإعاقات الأخرى، مما يشير الي ضرورة الاهتمام بها ودراستها، وفيما يتعلق بنسبة انتشار صعوبات التعلم في نظم التعليم العربية فإن المستقرئ لعدد ونسبة حالات صعوبات التعلم يجد انها ليست قليلة، حيث ان نتائج بعض الدراسات والبحوث تشير الي ان النسبة تفوق النسب العالمية، مثل دراسة محمد الديب (2000) التي أجريت في البيئة السعودية أوضحت نتائجها أن نسبة انتشار صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية من (%20-2) في مختلف المراحل
مشكلة البحث:
تمثلت مشكلة هذا البحث من خلال عمل الباحث كمشرف وحدة التأهيل النفس حركي بالدمام – المملكة العربية السعودية، وخبرته في هذا المجال منذ ثلاث عشر عاما، حيث استشعر وجود نقص في برامج وأدوات قياس المجال النفس حركي لتلاميذ المرحلة الابتدائية بصفة عامة ولذوي صعوبات التعلم بصفة خاصة، وقام بالبحث في المراجع والدراسات السابقة التي تتناول هذا المجال، فلم يجد الا القليل منها، بل وتم بنائها وتطبيق معظمها علي بيئات اجنبية، ويعتبر هذا البحث على حد علم الباحث من أوائل الأبحاث التي تناولت العلامات النيرولوجية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، وهنا تأكد الباحث من خلال هذا النقص في المعلومات من وجود مشكلة تتطلب بحث علمي لحلها، حيث قام بإجراء هذا البحث بعنوان
”تأثير برنامج نفس حركي لتخفيف العلامات النيرولوجية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية بالدمام”
لذلك يري الباحث ضرورة تصميم برنامج نفس حركي لتأهيل تلاميذ المرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم متضمنا بعض عناصر المجال النفس حركي (الصورة الجسمية، الجانبية، الفراغ، النغمة العضلية – الاتزان، التآزر الحركي، التنظيم الزمني) للحد من القصور العصبي أو النيرولوجي لذوي صعوبات التعلم، على ان يتم ذلك من خلال جلسات فردية أو جماعية داخل الصالة الرياضية او غرفة النفس حركي لكي تتيح لهم فرصة اكتساب الخبرات والمفاهيم المختلفة والممارسة العملية من خلال الجسم أولا قبل الانتقال الي المجسم أو الرمز مستخدما الخلايا الحسية، فكلما زادت عدد الحواس المستخدمة كلما ادرك الفرد معني ومفهوم الحركة، بمعنى ان الفرد أدرك الحركة بحواسة، بالإضافة الي استخدام وسائل وأدوات حسية مناسبة ووسائل تعليمية وتدريبية جذابه، شيقة وآمنه وأساليب تقويم موضوعية تستخدم بمرونة عند بدء ونهاية البرنامج بهدف التعرف علي ما تم تحقيقه من اهداف وما لم يتم تحقيقه, وما هي الأسباب التي أدت لذلك, كي يتم العمل علي تجنبها وإعادة تحقيقها بالطرق الصحيحة.
هدف البحث:
التعرف على تأثير برنامج نفس حركي لتخفيف العلامات النيورولوجية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية.
فرض البحث:
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين القياسين القبلي والبعدي للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم على علامات المسح النيورولوجي لصالح القياس البعدي.
منهج البحث:
اعتمد البحث الحالي على المنهج شبه التجريبي (التصميم ذو المجموعة الواحدة) يجري عليه القياس القبلي والبعدي لمناسبته لتحقيق أهداف البحث.
مجالات البحث
- المجال البشري:
- تكونت العينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم وعددهم (8) تلاميذ.
- المجال الزمني:
الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2020 -2021 م، حيث استغرق تنفيذ البرنامج ثلاثة أشهر بواقع جلستين أسبوعيا، بمجموع 24 جلسة تقدم بصورة جماعية أو جماعية فردية، وتستغرق كل جلسة (45) دقيقة.
- المجال المكاني:
مدرسة تأسيس براعم الابتدائية الاهلية، المنطقة الشرقية، الدمام، المملكة العربية السعودية.
مجتمع البحث:
يمثل مجتمع البحث التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية بمدرسة تأسيس براعم الابتدائية الاهلية، المنطقة الشرقية، الدمام، المملكة العربية السعودية.
عينة البحث:
اشتملت عينه البحث (20) تلميذا تتراوح أعمارهم ما بين (7 – 11) سنه، بمدرسة تأسيس براعم الابتدائية الأهلية بالمنطقة الشرقية بالدمام، بالمملكة العربية السعودية. وتم استبعاد 6 تلاميذ لم ينطبق عليهم درجة إختبار صعوبات التعلم، فأصبحت العينة (14) تلميذا، تم تقسيمهم الي:
- عينة استطلاعية: وقد بلغ عددها (6 تلاميذ)، وتم اختيارهم من مدرسة تأسيس براعم الابتدائية الاهلية بالمنطقة الشرقية، الدمام، المملكة العربية السعودية، وتم تطبيق عليها القياس القبلي لاختبار المسح النيورولوجي السريع.
- عينة أساسية: وعددها (8) تلاميذ، وتم اختيارهم من مدرسة تأسيس براعم الابتدائية الاهلية بالمنطقة الشرقية، بالدمام، المملكة العربية السعودية، وتم تطبيق عليها القياس القبلي والبعدي لاختبار المسح النيورولوجي السريع، يتخللهم تطبيق البرنامج النفس حركي.
أدوات البحث:
استخدم الباحث الأدوات التالية:
1-اختبار المسح النيورولوجي السريع للتعرف على ذوي صعوبات التعلم.
(تقنين/ عبد الوهاب محمد كامل، 1989)
2-برنامج نفس حركي لتخفيف العلامات النيورولوجية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية
(إعداد/ الباحث)
برنامج النفس حركي:
يشمل على (24) جلسة لمدة (12) أسبوع بواقع (جلستين أسبوعيا) حيث بلغ زمن الجلسة الواحدة (45 دقيقة)، وتم تثبيت أيام الجلسات في يومي (الاثنين والخميس) من كل أسبوع.
القياس القبلي:
قام الباحث بإجراء القياس القبلي للمجموعة التجريبية يوم الاحد 17 / 1 / 2021 م وذلك بتطبيق اختبار المسح النيورولوجي السريع قيد البحث.
تطبيق البرنامج الأساسي قيد البحث:
تم تطبيق البرنامج لمدة 12 أسبوع، ابتداء من يوم الاثنين الموافق 18 / 1 / 2021 م.
القياس البعدي:
قام الباحث بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج، بإجراء القياس البعدي للمجموعة التجريبية بتطبيق اختبار المسح النيورولوجي السريع قيد البحث. وذلك في يومي (الاحد والاثنين) الموافق (11-12 / 4 / 2021 م).
الاستخلاصات
1. أثر البرنامج النفس حركي تأثيرا إيجابيا في تخفيف العلامات النيورولوجية (قيد البحث) لدي المجموعة التجريبية ويتضح ذلك من خلال:
2. تفوقت المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة في تخفيف العلامات النيورولوجية لديها وذلك لتطبيق البرنامج النفس حركي المقترح عليهم.
3. ساعد برنامج النفس حركي المقترح تلاميذ المجموعة التجريبية على بذل مزيد من الحركة والجهد أثناء تنفيذ الأنشطة النفس حركية، مما ساهم في تطوير مستوي القدرات الادراكية الحركية من خلال مجالات النفس حركي والتي تتمثل في (الصورة الجسمية، الجانبية، الفراغ، التنظيم الزمني، النغمة العضلية، التآزر) والتي تعتمد على استخدام الجسد في التعلم وإدراك الحركة.
التوصيات:
1. استخدام البرنامج النفس حركي المقترح لما له من تأثير إيجابي على تخفيف العلامات النيورولوجية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية بالدمام.
2. إدراج تخصص النفس حركي من ضمن قسم العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية بكليات التربية الرياضية، لمواكبة سوق العمل بالخارج.
3. اجراء بحوث مشابهه على التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية على متغيرات حركية أخري.
4. أهمية استخدام الأنشطة النفس حركية لأنها تساعد التلاميذ على سرعة التعلم والتفكير معا، مما يزيد من دافعيتهم للتعلم ويساعدهم على إدراك معني الحركة من خلال الجسد.
5. إعادة وتأهيل مدرسي التربية الرياضية لاستخدام البرامج النفس حركية داخل دروس التربية الرياضية.
6. توجيه النظر للباحثين في اجراء البحوث الخاصة بالعلامات النيورولوجية وأثرها على فئة صعوبات التعلم، نظرا لندرة البحوث على هذا المحك.
7. إعداد دورات في المجال النفس حركي لتوعية معلمي التربية الرياضية ومعلمي صعوبات التعلم بأهمية المجال النفس حركي، والدور الوقائي الذي يلعبه في وقاية الافراد من الصعوبات والمشاكل التي يمكن ان تواجههم بالمستقبل.
8. إعداد دورات مكثفة في مجال النفس حركي لمعلمي التربية البدنية وصعوبات التعلم لتدريبهم على كيفية عمل التقييمات واعداد البرامج في مجالات النفس حركي.
9. يتفق الباحث مع (سليمان عبد الواحد: 2010، 143) في توجيه نظر المهتمين والباحثين والمشتغلين بمجال صعوبات التعلم باستخدام مدخل تشخيص متعدد الابعاد عند تحديد الافراد ذوي صعوبات التعلم، وان يخوضوا في أفكار واتجاهات جديدة، مثل فكرة واتجاه نمط معالجة المعلومات المسيطر للنصفين الكرويين بالمخ (السيطرة المخية).
البحوث المقترحة:
يقدم الباحث مقترحات ببعض البحوث التي يمكن إجرائها في المستقبل وذلك على النحو التالي:
• فاعلية برنامج نفس حركي في الحد من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية.
• تأثير العلامات النيورولوجية على التلاميذ ذوي صعوبات التعلم النمائية بمرحلة الروضة.
• تأثير برنامج نفس حركي قائم على الألعاب الحركية في تنمية بعض المهارات الادراكية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية.
• فاعلية برنامج نفس حركي في علاج مشكلات الصورة الجسمية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالمرحلة الابتدائية.
• مدي تأثير الأجهزة الرياضية في تخفيف العلامات النيورولوجية لذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
• تأثير البرنامج النفس حركي على نمط معالجة المعلومات المسيطر بالدماغ لدي الافراد ذوي صعوبات التعلم.
الاساليب الإحصائية المستخدمة:
- تم استخدام البرنامج الاحصائي SPSS الإصدار 23،00 في إجراء المعالجات الإحصائية على النحو التالي:
• المتوسط الحسابي والانحراف المعياري.
• معامل الالتواء.
• معامل التفلطح.
• اختبار ويلكوكسون.
• قيمة z.
• حجم التأثير.
• متوسط الرتب.
• مجموع الرتب.