الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتعلق موضوع الدراسة بتداعيات الاغتراب السياسي على الوعي بالمواطنة لدى الشباب الليبي، وما يرتبط به من انفصال الأفراد عن الواقع السياسي والاجتماعي، وتداعيات ذلك على وعيهم بالمواطنة، من حيث هي مسألة انتماء ترتبط بالحقوق والواجبات في علاقتها الوطيدة بالسياسة العامة للبلاد. وهدفت الدراسة إلى الكشف عن تداعيات الاغتراب السياسي على الوعي بالمواطنة لدى الشباب الليبي، ومحاولة رصد ملامح الاغتراب السياسي وأسبابه، وكذلك محاولة تشخيص طابع الوعي بالمواطنة لدى الشباب الليبي، والوقوف على مدى وعي الشباب الليبي بأبعاد المواطنة، ورصد اختلاف الوعي بالمواطنة باختلاف الجنس والتعليم لدى الشباب الليبي. وتكونت العينة من الشباب الليبي للفئة العمرية من 18-35، وهي الفئة التي شملتها أغلب التعريفات الدولية للشباب، فشملت عينة البحث 400 مفردة من الجنسين إناثًا وذكورًا، واعتمدت الباحثة استمارة استبيان تضمنت أبعاد الاغتراب والمواطنة. وتم التوصل إلى النتائج الآتية: أن مظاهر الاغتراب السياسي التي يعيشها الشباب المتمثلة في المعايير السياسية، والمعنى السياسي، والعجز السياسي، والعزلة والانسحاب ، جعلته في حالة انفصال حاد بينه وبين النظام السياسي، وقد تمظهرت بعمق في تجليات الشعور بالتهميش والاستبعاد عن التأثير في العملية السياسية، وكانت هناك ازدواجية في موقف الشباب، فهم من ناحية يؤمنون بقدراتهم وحقوقهم، ومن ناحية أخرى يعانون التهميش وعدم القدرة، وهم يعتزون بالوطن، ولكنهم لا يتمتعون بالحرية كمواطنين فعليين، وعبر الشباب عن ضياع حقوقهم كمظهر لغياب مواطنة حقيقية، مما أثر في شعورهم بالانتماء سلبًا، وجعلهم غير مرتبطين بوطنهم وليس لديهم حس وطني حقيقي، وعدم وجود حوار أو قبول للآخر بين الشباب، ولامبالاة يعبر من خلالها الشباب عن عدم الانتماء، وبذلك ظهر أن هناك علاقة ارتباط قوية بين الاغتراب السياسي والمواطنة بشكل عام وفي كل بعد من أبعادهما، مما يؤكد مصداقية الإطار النظري الذي يربط بين الاغتراب السياسي والمواطنة من خلال تداعيات الأول على الأخرى، فكلما زاد الاغتراب ضعفت المواطنة. |