Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ثروات البلاط الفاطمي في مصر 58 هـ - 567 هـ / 969 م 1171 م :
المؤلف
بخيت، اميرعطية جعفر.
هيئة الاعداد
باحث / امير عطية جعفر بخيت
مشرف / احمد عبد السلام ناصف
مشرف / محمد السيد فياض
مشرف / لا يوجد
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
214 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
11/10/2021
مكان الإجازة
جامعة طنطا - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 215

from 215

المستخلص

لقد نجح الخلفاء الفاطميين في إقامة إمبراطورية كبيرة ضمت مصر وإفريقية وبلاد الشام والحجاز وذلك بفضل سياستهم الحكيمة في التخطيط السري والمنظم وإد ا ركهم أن المال هو عماد الدولة وقوامها وبه يكون استباب أمورها ، وبوفرته تقوم المهابة ، لذلك نظموا الدواوين المتعددة ، وفرضوا الضرائب ، وبالتالي تعددت مصادر ثرواتهم التي ظهرت أثارها عليهم في كافة حياتهم الاجتماعية والسياسية . ولقد أيقن الفاطميون منذ بداية سعيهم لتأسيس خلافتهم في المغرب علي ضرورة توفير كافة الإمكانيات وخاصة المادية المتمثلة في الأموال التي سوف يستثمرونها لتثبيت أركان خلافتهم ، ومن ثم الانطلاق لتحقيق أحلامهم التوسعية التي ناضلوا وكافحوا من أجل تحقيقها ، ولذلك فقد حرصوا علي تنوع مصادر دخلهم ، ومن هنا تعددت مصادر ثرواتهم التي منها علي سبيل المثال الخراج ، والمكوس والنجاوي وغيرها، ليس هذا فحسب بل ابتدعوا الكثير من الضرائب الأخرى مثل ضريبة الفطرة والبغلة وغيرها . وبفضل ذلك فقد جنوا الكثير من الأموال الي كانت سبباً في مظاهر ثرائهم. وحرص الفاطميين علي الظهور بمظاهر العظمة والفحامة والثراء لذلك فقد أسسوا القصور الفخمة التي تضم الكثير من التُحف الذخائر ، وأحاطوها بما يجعلهم في نظر الناس من المهابة هذا إلي جانب تنظيم المواكب والاحتفالات التي تعكس لنا مدي بذخهم وثرائهم . وتعد الوزارة من أسمي وأعلا الرُتب، فالوزير يلي الخليفة في البلاط الفاطمي ، ففي عهد الخليفة المعز لم نسمع أن ولي أحد الوزارة ولم تُطلق علي أحد بصفة رسمية، ولم تشير النصوص التاريخية صراحة إلي ذلك ،فعلي سبيل المثال تولي جوهر الصقلي أمور الخلافة الفاطمية ولم يُنعت بالوزير فقد فوضه المعز في تصريف أمور الخلافة عندما وجهة للاستيلاء علي مصر وظل علي هذا الحال حتي قُدوم المعز إلي القاهرة عاصمة الخلافة الفاطمية. وحرص الفاطميين منذ سيطرتهم علي مصر علي إظهار مدي سيادتهم عليها لذلك عملوا تدريجيا علي القضاء علي أي مظاهر للسيادة العباسية من خلال إصدار الدينار المعزي ، وإجبار الناس علي التعامل بالعملة الفاطمية ، واستخدام المال كوسيلة لكسب المؤيدين لمذهبهم وعقائدهم من خلال منابرهم الخاصة بهم والتي أهمها علي الإطلاق الأزهر الشريف الذي يعد مرك ا ز لنشر مذهبهم ، ليس هذا فحسب بل سخروا ما لديهم من ثروات للقضاء علي أعدائهم المنافسين لخلافتهم وخاصة العباسيين حيث كان المال وسيلة استخدموها بمهارة وذكاء لكسب الولاة في بلاد الشام والحجاز وأيضا في عقر دار الخلافة العباسية في بغداد ، ولكن كان تسلط الوزراء وخاصة في عهد الخليفة المستنصر كان سببا نهب خزائن -212- البلاط الفاطمي وانتشار الفساد والرشوة الذي أثر علي إمداد اتباع الفاطميين بالأموال من أجل القضاء علي الخلافة العباسية وخاصة عندما أعلن أبو الحارث البساسيري الدعوة للفاطميين في بغداد ،كيفما كان الأمر فإن المال المدعوم بالحكمة هو العامل الأساسي في بناء الدول ، وعلي النقيض من ذلك يعد عامل هدم إذا أُسئ استخدامه في الصراعات بين الدول.