Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التوافق النفسي الاجتماعي والانتماء لدى المراهقين بالمدارس الثانوية وفق رتب هويتهم طبقًا لنظرية مارشا /
المؤلف
أحمد علي عمار ،منال
هيئة الاعداد
باحث / منال أحمد على عمار
مشرف / اسامة احمد عطا
مناقش / اسامة احمد عطا
مشرف / محفوظ عبد الستار أبو الفضل محفوظ عبدالستار أبو الفضل
عدد الصفحات
224ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
الناشر
تاريخ الإجازة
15/10/2020
مكان الإجازة
جامعه جنوب الوادى - مكتبة شبكة المعلومات - صحة نفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 236

from 236

المستخلص

تمثل مرحلة المراهقة نقلة نوعية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والنضج وهي المرحلة التي تبدأ فيها التغييرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية – والفسيولوجية – والعقلية – والاجتماعية – والانفعالية – والدينية - والخلقية)، ولهذا تمثل تلك المرحلة التي يتعرض فيها الفرد إلى صراعات داخلية وخارجية ولكن هذه المرحلة من أدق مراحل النمو التي يمر بها الإنسان نظرًا لما تتصف به من تغيرات جذرية سريعة تنعكس آثارها على مظاهر النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي كافة (عادل الأشول ، 1984، 418)
وبسبب هذه التغيرات تظهر مجموعة من المشكلات الاجتماعية والانفعالية من خلال الانتقال السريع من الطفولة الى المراهقة لكلا الجنسين (عدس وتوق، 1995، ص84)، ومن أبرز تلك المشكلات التي تزامنت مع فترة المراهقة قصور التوافق النفسي والاجتماعي بين المراهقين وبين المجتمع أو البيئة التي يعيشون فيها نظرًا للتعرض للتقاليد والعادات الغربية من خلال الدراسة في مدارس اللغات – التي تميل إلى تبني بعض العادات الغربية - التي من شأنها أن توفر محيطاً حاضناً للمعتقدات الغريبة عن مجتماعتنا العربية.
وتتوافق دراسة الطالب في المدرسة الثانوية مع مروره بمرحلة المراهقة مما يشكل عبئًا كبيرًا على الطالب بل وأسرته والمحيطين به والداعمين له في هذه المرحلة، ومما يزيد الأمر صعوبة أن هناك بعض الطلاب يلتحقون بمدارس اللغات Language Schools حيث يتم تقديم أغلب المواد الدراسية باللغة الإنجليزية بإستثناء مادتي اللغة العربية و الدراسات الاجتماعية اللتين تتم دراستهم باللغة العربية، وتتسم هذه المدارس بغلبة نمط من العادات والتقاليد يميل إلى الثقافات الغربية بالمقارنة بمثيلاتها من المدارس الحكومية Mainstream Schools حيث يميل الطلاب في مدارس اللغات إلى تبني الثقافات المستحدثة والمنبثقة عن نوع الدراسة التي تقدم لهم في المواد الدراسية المختلفة كدراسة الأدب الإنجليزي مثلاً كبديل عن الأدب والتراث العربي الرصين.
وتبرز أهمية التوافق النفسي-الاجتماعي في تحقيق التكيف مع البيئة المحيطة بالفرد من أقران و أسرة وما يرتبط بها من قيم اجتماعية درج على إحترامها في المجتمع مما يجعله عنصرًا فاعلًا في الجماعة التي ينتمي إليها، و من ثم فإن الإخفاق في تحقيق التوافق يجعل الفرد في صراعات نفسية مستمرة تمتص جزءًا كبيرًا من طاقاته فيكون عرضة للتعب العصبي والنفسي لأقل جهد يبذله فيكون نافذ الصبر سريع الغضب مما يؤدي إلى تدهور صحته النفسية و إلى سوء علاقته الاجتماعية مع الآخرين وسوء التوافق هو الفشل أو عدم القابلية على ملاءمة ما هو نفسي بما هو اجتماعي أو عدم قدرته على تخطي عقبات البيئة أو التغلب على صعوبات المواقف أو عدم الرغبة في مسايرة المستويات الثقافية أو الاجتماعية السائدة (فاضل كردي الشمري، 2012، 115).
إن قدرة الفرد على تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي تجعل الفرد يحقق الصحة النفسية والتي تجعله مؤهلاً للانسجام مع الجماعة التي ينتمي إليها ويكون عضوًا فاعلاً في تلك الجماعة التي يحترم عاداتها و تقاليدها و يحرص على التأقلم مع ما تقتضيه الحياة فيها من متطلبات، كل ذلك يؤدي إلى نتيجة حتمية و هي أن التوافق النفسي الاجتماعي يمثل البوابة التي يتحقق من خلالها الشعور بالانتماء Belongingness والتي يعد أحد أبعاد الأمن النفسي حيث أن شعور الفرد بالانتماء وإحساسه بأن له مكانة في المجتمع يعطيه الشعور بالأمن والأمان ويقابل ذلك شعور بعدم الأمن عندما يشعر الفرد بالعزلة عن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه (علاء كفافي، 1998، 110)، فالأفراد ذوي الشعور المرتفع بالانتماء يستطيعون تكوين علاقات اجتماعية ويتسمون بالتعاون والمشاركة و كذلك إظهار التعاطف نحو الآخرين وبالتالي تكوين صداقات مع الرفاق (رضا مسعد الجمال، عبدالفتاح رجب مطر، وشحاته سليمان، 2011، 49)، وكذلك شعور الفرد أنه بالقبول والتقدير داخل جماعته التي ينتمي إليها من خلال العبارات الإيجابية (Shari, 2002).
ويعني الانتماء في أبسط صوره ذلك الارتباط والانسجام الذي يشعر به الفرد والإيمان مع المنتمي إليه وبه، وعندما يفتقد الفرد إلى الانتماء فإن ذلك يؤدي إلى الخلل في بناء الشخصية المستقرة مما يؤدي بدوره إلى اختلال الصحة النفسية والذي يؤدي بدوره إلى قصور كبير في التوافق النفسي للفرد مما يجعله غير قادر على تحقيق التوافق الاجتماعي مع الأفراد الذي يعيشون معه في محيطه الاجتماعي.