Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موقف جون ديوى النقدي من اتجاهات فلسفة اللغة وأثره على المعاصرين واللاحقين /
المؤلف
حسين، أماني كمال عبد الرحمن.
هيئة الاعداد
باحث / أماني كمال عبد الرحمن حسين
مشرف / زكريا منشاوى الجالي
مشرف / زكريا منشاوى الجالي
مشرف / زكريا منشاوى الجالي
مشرف / زكريا منشاوى الجالي
الموضوع
فلسفة اللغه
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
أ-ي، 328 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 338

from 338

المستخلص

المناهج المستخدمة:
نظرًا لأن طبيعة الموضوع متشعبة، فقد اقتضت الدراسة أن تعتمد مجموعة من مناهج البحث شملت كلاً من المنهج التاريخي، والتحليلي، والمُقارن، والنقدي، وذلك كما يلي:
1) المنهج التاريخى: وعولت عليه في تتبع أصل الفكرة وتطورها التاريخي حتى وصولها إلى جون ديوى، مما ساعدني في الوقوف على نشأة كل فكرة وتطوراتها المختلفة.
2) المنهج التحليلي: نظرًا لطبيعة الموضوع، فإن المنهج التحليلي يُعد ضرورة لا محيص عنها في إعداد الرسالة، وتحليل وتبسيط آراء جون ديوى، في محاولة لفهم المركب منها وإرجاعها إلى عناصرها الأولية التي قام جون ديوى بتركيبها ليصل إلى أفكاره ونظرياته بشأن فلسفة اللغة.
3) المنهج المُقارن: يتم التعويل أحيانًا على هذا المنهج للموازنة والمُقارنة بين الرؤى والأفكار المطروحة، فقمت بالمقارنة بين آراء ديوى وأفكار غيره من السابقين عليه والمعاصرين له؛ لمعرفة ما إذا كان هناك تأثير أو تأثر، لرصد نقاط الاتفاق والاختلاف فيما بينهم، وبالتالي تقييم موقف ديوى.
4) المنهج النقدي: عرضت من خلاله لأوجه النقد التي قدمت لآراء ديوى في تناوله لقضايا وإشكاليات البحث، وأيضًا لتوضيح وجهة نظر الباحثة في أطروحات ديوى.
وتهدف هذه الدراسة إلى دراسة الموقف النقدي لديوى؛ حتى يتسنى لنا الولوج إلى أعمق الأعماق لفيلسوف يُعد إمامًا ورائدًا من أئمة ورواد الفلسفة البراجماتية؛ وتعتبر هذه الفلسفة من الفلسفات المهمة؛ لأنها عبرت عن واقع المجتمع الأمريكي، وعن مدى نجاح أفراده في التكيف مع الواقع الذي يعيشونه ، وكان لهذه الفلسفة رواد أمثال ” تشارلز بيرس (1839-1914م) و وليام جيمس(1842-1910م) وجون ديوى (1859-1952م) ” ، ولهذه الفلسفة عدة مسميات هي: الفلسفة العملية، أو النفعية، أو الإجرائية، أو الأدائية، أو الوظيفية، أو التجريبية ، ولقد فضل ديوى لفظ الأدائية؛ وذلك لأنها تتسم بالمادية إلى حد بعيد، ولذلك كان لزاماً علينا دراسة هذا الفيلسوف المنطقي جون ديوى؛ لاهتمامه بهذه الفلسفة البراجماتية، ونقد غيرها، محاولين قدر استطاعتنا الوقوف على آرائه النقدية لاتجاهات فلاسفة اللغة السابقة عليه ، وكيف وظف هذه الأراء لصياغة فلسفته، وخصوصًا أن هذا العصر كثرت فيه الأغاليط والتبست الدلالات ، وكثرت فيه العبارات المموهة أنها حق؛ ولكن بشئ من التعمق والروية نصل إلى كنه حقيقتها وأنها مجرد أوهام وأغاليط تقود الإنسان إلى الوقوع في الزلل والخطأ المنطقي.
من خلال دراسة موضوع:”موقف جون ديوى النقدي من اتجاهات فلسفة اللغة وأثره على المعاصرين واللاحقين”، نستطيع أن نقرر النتائج الآتية:
إن أفكار جون ديوى البراجماتية نابعة من واقعه الاجتماعي، ومن الحياة الفكرية والسياسية للمجتمع الأمريكي، فضلاً عن مؤثرات سابقة عليه.
1) يرى ديوى أن هناك اتهامين خاطئين إلى واضع البراجماتية: الأول أنها تجعل العمل غاية الحياة، والثانى أنها تخضع الفكر والنشاط العقلى لغايات خاصة من المصالح والنفع، ويقوم نقد ديوى على أساسين: الأول أن المنهج البراجماتى هو المنهج العلمى التجريبى، والثانى أن نظرية الحق لم يتميز فيها فكرة المعنى والعمل، ويتفرع عن ذلك رفض مذهب التعدد الذي كان يدافع عنه جيمس.
2) كان لديوى مرجعية فلسفية من فكره تمثلت في عدة نظريات كان لها أثر كبير في فلسفته، منها النظرية التي كان لها أثر كبير في فكره وهي نظرية دارون القائمة على فكرة التطور والتقدم، كما بدت عند تشارلز دارون.
3) يتميز أسلوب ديوى الأداتي بما تحققه من الأفكار من آثار نافعة، واتخاذه من الأشياء وسائل المعرفة لا موضوعًا لها، ولذلك يؤكد على أن الأفكار لا تكون حقيقية إلا إذا كانت أدوات يُعتمد عليها في حل المشاكل، ونجد فلسفته الأداتية تدعو إلى استخدام منهج العلوم التجريبية.
4) يرى ديوى أن الإنسان يجب ألا يقف موقفًا مشاهدًا تجاه الطبيعة كما توصي الفلسفات العقلية، بل لا بد أن يكون موقفه عدوانيًا تجاه الطبيعة، فعليه أن يسيطر على الواقع ويغيره لتحقيق رغباته وإشباع حاجاته، والحق في نظر ”جيمس” هو ما يجعلنا نسير في الواقع ونغيره ونُعيد تشكيله لصالحنا.
5) وهذا الموقف شبيه بموقف السوفسطائية الذي تفسره مقولة ”بروتاجوراس” الرئيسية وهي: ”الإنسان مقياس وجود الأشياء جميعًا، ” فقد أصبح الإنسان عنده هو محور الوجود، وعنه تصدر كل القيم، بل إن كل موجود هو نسبي بالنسبة للإنسان، كذلك ذهب إلى أن الطبيعة لم تهب الإنسان شيئًا، لكنه بملكاته ومواهبه يمكنه السيطرة على الطبيعة، هذه الطبيعة التي كانت محور الفلسفات السابقة، فالأمر يبدو وكأن السوفسطائيين يحاولون صبغ الوجود بالصبغة الإنسانية، وتأكيد الذات في مواجهة الطبيعة لتسخيرها لإشباع حاجاته وإرضاء رغباته.
) يعتبر السوفسطائيين من الأوائل الذين وجهوا الانتباه إلى دراسة الكلمات والجمل والأسلوب، كما ساهموا في تأسيس على الخطابة، أي أنهم قد أثاروا ذوبعة ودوامة من الأفكار الجزئية التي بدونها ما كان لعصر سقراط وأفلاطون وأرسطو أي ذكر، أي أنهم مثلوا المثير لصدور فلسفتهم، في الواقع أن ديوى لم يذكر نقداً للسوفسطائية وذلك لصالح الطابع المشترك بينه وبين السوفسطائية.
7) نجد أن وظيفة اللغة عند أفلاطون هي أنها أداة للتواصل، وبفضلها يستطيع الفرد أن ينقل أفكاره إلى الآخرين مهما كانت هذه الأفكار، وهنا نلاحظ اتجاهاً نحو آلية اللغة وكونها أدائية من خلال نظرية أفلاطون في التسمية، بما يسمح بالقول إن هذه الجزئية تُعد مصدراً في فلسفة اللغة للبراجماتية بعامةً ولجون ديوى بخاصةً.
8) ينطلق ديوى في نقده لمنطق أرسطو على أساس أن هذا المنطق لا يستطيع مواكبة التطور في العالم الحديث، إذ أن العيب الأساسى فيه أنه لا يأتي بشئ جديد يتناسب مع العلم الحديث، فهو يتناسب مع العلم القديم الذى كان سائداً في عصره، إذ يرى ديوى أن المنطق يجب أن يتغير وفقاً للتغير الحاصل في العلم، كما أن هذا المنطق يتميز بالصورية، أي انطباق الفكر على نفسه بدلاً من انطباقه على الواقع وبناءاً على هذا يكون الحق ثابتاً لا يتغير في أي زمان ومكان، ولذلك رفض ديوى هذا الاتجاه.
9) لقد انتقد ديوى المنطق الرياضى حتى يبرر منطقه الجديد، حيث يرى أن أهم عيب في المنطق الرياضى هو إغفاله عنصر الزمان، واعتراضه على الأحكام التقديرية، أو الأحكام العملية بوجه عام، ونحن نستخدم المنطق لفائدته في الحياة العملية، فهو خادم لنا لا سيد يجب احترامه، ولذلك وصف أحد النقاد منطق ديوى بأنه منطق الفائدة Logic for use أي منطق المنفعة.
10) أما عن موقف ديوى من اليونانيين في الفلسفة فإنه أقر أموراً، ورفض أموراً أخرى، أخذ عنهم روح الفلسفة واتجاهها إلى البحث في الأمور الإنسانية، ومحاولة الرقي بالمجتمع عن طريق التربية، والجرأة في مهاجمة التقاليد الجامدة التي لا تساير الزمن، وذلك بالنظر الحر، والنقد المر، حتى لقد يبلغ بالفيلسوف أن ينتقد نفسه، ولقد حُوكِم سقراط لحرية فكره، ومرارة نقده، وتعليمه الشباب الثورة على التقاليد والعرف، كما انتقد أفلاطون نفسه في كثير من المحاورات.
11) ونحن إذا رجعنا إلى ديوى رأينا أنه يحذو حذو ”سقراط وأفلاطون”، فهو يهتم بالإنسان ويجعل الفلسفة هي البحث في أموره والأخذ بيده، وهو يهاجم كما هاجم ”سقراط وأفلاطون” التقاليد الموروثة التي كانت تلائم زمانًا سالفًا، ويحاول أن يجعل المجتمع يساير الظروف الجديدة السريعة التطور.