الفهرس 
ملخص الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 206 |  |  |
| | | from | 206 | | |
المستخلص
شغلت الثقافة النقدية العربية القديمة مكانةً مرموقةً في عالم القراءة والنقد، نظرًا لما أبدعه علماء البلاغة العربية من قراءات تعددت وتنوعت آفاقها وتباعدت وتناظرت زوايا النظر والمعالجة العلمية والإجرائية فيها؛ تبعًا لتطور الإبداع الشعري وتعدد فنونه وآفاقه حتى تشكل لدينا كم هائل من السبل والأدوات المعرفية ذات الطابع المنهجي العلمي في قراءة النص التراثي وإعادة إنتاجه.
وقد نتج عن ذلك كله مدارس ونظريات لها معاييرها الخاصة في قبول هذا النقد ورفض ذاك أو الإعجاب بهذه القراءة والتنكر لتلك، من خلال إرادة واعية، ومنهج يضمن من خلاله استمرار الإبداع وتجدده.
وعندما اتسعت النهضة الأدبية والفكرية على الساحة العربية؛ ازدهر الشعر وازدهرت معه آفاق النقد والقراءة، فكانت علاقة النقد بالأدب علاقة تكاملية إبداعية من قبل كلا الطرفين، وليست علاقة تنافر وتضارب، وتصيد الهفوات والزلات، فظهر باحثون كان لهم دورٌ هامٌ ومحوريٌ في تعزيز المستوى الأدبي الراقي، ورفع شان حركة الثقافة.
وكان في مقدمة هؤلاء الذين كرسوا جهدهم لهذه المهمة الجليلة، عز الدين إسماعيل، أحد روّاد إرادة التحديث التي عبر عنها الكثيرون في المجال النقدي، كما هو الشأن في مجال الإبداع عمومًا، فتشكل لديه -خاصةً عن طريق الاحتكاك بالغرب- نوع من الولاء للحداثة من حيث التنظيم المنهجي، ومن خلاله نلتمس بدء تشكيل بعض بوادر الخصوصية في النقد العربي، وعلى مستوى اغترافه من حقول معرفية متعددة.