Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السياسة الخارجية لفينيقى مدينة صور
خلال الألف الأول قبل الميلاد
/
المؤلف
الزروق، سالمة خليفة.
هيئة الاعداد
باحث / سالمة خليفة الزروق
مشرف / عاطف عبدالسلام عوض الله
مشرف / السيد محمد السعيد عبدالله
مناقش / عادل سيد محمد
الموضوع
السياسة الخارجية.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
299ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
8/8/2019
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 306

from 306

المستخلص

اشتهرت منطقة جنوب غرب آسيا المحصورة بين النيل وبلاد النهرين تاريخياً بكونها الموطن الأول لأقدم الحضارات العالمية كالحضارة الفينيقية، التي تعد من أشهر الحضارات المتميزة بالشرق الأدنى القديم، وإحدى الحضارات العالمية التي أسهمت في بناء التراث الإنساني، من خلال دور رائد ومعتبر لعبته في تاريخ البشرية؛ فقد فتح الفينيقيين وخاصة فينيقي مدينة صور أفاقاً جديدة في المجال البحري لم يعرفها أية شعب غيرهم بجميع أنحاء العالم، ارتبطوا خلالها بعلاقات واسعة مع سائر شعوب البحر المتوسط وحضاراته القديمة.
وتتناول هذه الدراسة المعنونة بـ ”السياسة الخارجية لفينيقي مدينة صور خلال الألف الأول قبل الميلاد”، وذلك منذُ استقرارهم في الساحل السوري وركوبهم البحر المتوسط وبداية ملاحتهم به وتكوينهم للمراكز التجارية به والتوسع السياسي فيه بداية من عصر حيرام حتى سقوط قرطاجة ونهاية الوجود الفينيقي في البحر المتوسط.
تعد مدينة صور من أهم وابرز المدن الفينيقيةً في تاريخ منطقة الشرق الأدنى القديم والعالم عامة، وذلك من خلال سياستها الخارجية التي اعتمدت علي تكوين ما يمكن أن نطلق عليه حالياً بالإمبراطورية الكبرى رغم صغر حجمها، ولهذا قد نالت أعجاب المؤرخين الكلاسيكيين.
ارتبطت صور عبر تاريخها القديم بالسواحل السورية، حيث هاجرت إليها الشعوب السامية المعروفة بالكنعانيين، الذين عمل بعضهم في البحر وتلقبوا بنفس اللقب الذي عرف به أقرانهم بالساحل السوري المقابل الممتد من رأس شمرا شمالاً حتى غزة جنوباً باسم الفينيقيين.
عاش فينقي صور حياه سياسة مماثلة للحياة التي عاشها سكان الساحل السوري، فلم يشهدوا دولة موحدة تجمعهم بل عاشوا فيما نطلق عليه في وقتنا الحاضر دويلات المدن، وذلك في ظل الوجود الفينيقي بتلك المنطقة، فقامت هناك أربع دويلات منفصلة، كان على رأسها دويلة صيدا ودويلة صور ودويلة جبيل ودويلة ارواد، ولم تجتمع تلك الدويلات الفينيقية في دولة موحدة كبرى، بل عاشوا في صراع دائم بينهم، ولم تنجح مدينة صور سياسياً في زعامة تلك المدن الفينيقية، ولذا فإن السياسة الخارجية قد احتلت نصيب الأسد من إدارة الحكم بتلك المدينة، وذلك يتجلي من خلال الدراسة المفصلة للمعالم الأساسية لسياسة هذه المدينة الخارجية.
كنت حريصة كل الحرص على انتقاء أزهى الفترات الزمنية التي انتعشت عبرها السياسة الخارجية لفينيقى مدينة صور، وذلك خلال الألف الأول قبل الميلاد، الذي شهدت فيه مدينة صور ازدهاراً واسعاً في شتى مجالاتها.
كان اختياري لهذا الموضوع محاولة لدراسة جزء بسيط من التاريخ الإنساني الفينيقي لمنطقة مهمة من مناطق الشرق الأدنى القديم، وهي مدينة صور ونشاط أهلها السياسي المتمثل في تكوين المستوطنات وتوسعهم في حوض البحر المتوسط، وذلك انطلاقاً من أنها لم تحظ من الدراسة والبحث بالقدر الكافي الذي نالته باقي مناطق العالم القديم، ولذا فلا يزال تاريخها القديم صعب التناول، غير إن الأمل كبير في معاول الأثريين في إضفاء المزيد من الضوء على نشاط أهلها السياسي الذي أسهم بدور فعال في نقل الكثير من المظاهر الحضارية بين شعوب العالم القديم.
ترجع أهمية هذا الموضوع إلى معرفة السياسة الخارجية والدور الذي قام به فينيقى مدينة صور في نقل الكثير من المؤثرات الحضارية، هذا فضلاً عن الأطماع الخارجية التي أسهمت بدورها في نقل الكثير من المؤثرات الحضارية بين الشعوب، أما سبب اختيار الموضوع فهو أن دراسة السياسة الخارجية لفينيقي مدينة صور توضح جانباً حضارياً مهماً من التاريخ الفينيقي، فضلاً على إن مدينة صور لم يخصص لها دراسة مختصرة عليها ولكنها كانت تدرس في طيات التاريخ الفينيقي بصفة عامة، رغم إن هذه المدينة كان لها دوراً متميزاً في التاريخ الفينيقي، وهي المدينة الأساسية في العالم الفينيقي التي عملت كل تاريخ الفينيقيين، بالإضافة أيضاً إلى رغبة الباحثة في دراسة هذا الموضوع.
تهدف الدراسة إلى التعرف على العلاقات الخارجية لمدينة صور خلال الألف الأول قبل الميلاد، وكذلك لتوضيح هدفاً هاماً ترمي إليه الباحثة خلال تلك الدراسة يكمن في ضرورة التكامل ما بين المال والقوى، فمدينة صور قد حققت رخاء اقتصادي كبير بفضل نشاطها التجاري الواسع الذي امتد إلي ما وراء البحر المتوسط، حيث عبروا مضيق جبل طارق المعروف آنذاك بأعمدة هرقل إلي الجزر البريطانية محققين بذلك تجارة بحرية رائجة لم يشهد مثيلها العالم القديم .
تقوم دراسة هذا الموضوع على عدة تساؤلات منها:
1- ما أثر العوامل الجغرافية على سياسة مدينة صور؟
2- ما هي الأسباب التي جعلت حوض البحر المتوسط بحيرة خاضعة للتأثيرات الفينيقية المتنوعة لفترة زادت عن أربعة قرون؟
3- لماذا حرصت ممالك العالم القديم وبخاصة مصر وبلاد النهرين وأورشليم على تقوية علاقاتها بمدينة صور الفينيقية؟
4- ما هو دور السياسة الخارجية لفينيقى مدينة صور في نقل المظاهرالحضارية المتبادلة مع شعوب العالم القديم؟
5- ما هو الشيء الذي جعل مدينة صور تضعف وتضمحل وتحل محلها صنيعتها قرطاجة؟
6- ما هي أسباب الحروب والصراعات التي قامت بين فينيقي مدينة صور والإغريق والرومان فيما بعد في مستوطناتهم الجديدة وعلى رأسها مدينة قرطاجة؟
7- ماذا نتج عن تلك الصراعات القائمة بين قرطاجة وريثة صور والرومان في الحروب البونية؟
وقد اعتمدت في دراسة هذا الموضوع على مجموعة من المصادر المتنوعة استقيت منها معلوماتي، هذا فضلاً إلى مجموعة كبيرة من أهم المراجع والدوريات الشهيرة التي تناولت تلك المنطقة ، ويتمثل هذا فى :
- العهد القديم، الأسفار: حزقيال، القضاة، الخروج، ملوك أول، ملوك ثاني، التكوين، العدد، التثنية، صموئيل الثاني، الإخبار الأول.
- والحوليات الملكية الأشورية والكلدانية:
• Luckenbill, D. D., Ancient Record of Assyrian and Babylonia, vol. 1, II, New York, 1926
- ورسائل تل العمارنة:
Mercer, S. A. B., The Tell El- Amarna Tablets, Toronto, 1939.
بالاضافة إلى المصادر الكلاسيكية وتنحصر في كتابات:
هيرودوت (Hèrodote) وثوكوديدوس (Thucydide) وأرسطو (Aristote) واسترابون (Strabon) ويوسف اليهودي (Joseph) وابيانوس (Apianos) وسالوست (Sallustius) وديدوروس الصقلى (Diodorus de Sicile) وبلينى (Plini) وجوستن (Justinus ) وفرجيل (Virgil) وليفي (Livy) وبولبيوس (Polybius) والقديس اغستينوس (Saint Augustin) وسيليوسSilius Italicus)).
وكذلك المصادر الإخبارية وتنحصر في كتابات الطبري الذي تحدث في كتابه تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك) عن أصل الفينيقيين.
اعتمدت في دراستي ايضاً لهذا الموضوع على سرد الأحداث التاريخية وتحليلها، معتمدة في المقام الأول على المصادر الأساسية وما تشير إليه هذه الكتابات، هذا وفي الوقت ذاته قد حرصت كل الحرص على توخي الحذر والحيطة عند تحليل ما ورد بتلك المصادر من معلومات، لاسيما ما جاء بالحوليات الملكية الأشورية والكتابات الكلاسيكية والإخبارية؛ لما تحويه تلك المصادر في كثير من الأحيان من مبالغات تصل لدرجة التهويل، ومن أجل هذا فقد انتقيت عند تحليل ونقد تلك المصادر أبرز ما كتبه المؤرخون المحدثون المختصون بدراسة تلك المنطقة، منهم؛ مجموعة ”قزال” المتكونة من ثمانية أجزاء والموسومة: بـــ التاريخ القديم لإفريقيا الشمالية (H. A. A. N). منها الجزء الأول الذي يتناول تاريخ استيطان الفينيقيين في حوض المتوسط وعلاقاتهم بالإغريق، و ج. كونتيو (G. Contenau) (الحضارة الفينيقية) (La Civilisation Phénicienne ) والذي تناول دراسة أصل الفينيقيين ونشاطاتهم الاقتصادية، وبعض القضايا الأخرى ذات العلاقة بموضوع البحث، وكذلك سبتينو موسكاتى، (Sabatino Moscati) (الحضارة الفينيقية La Civilisation Phénicienne) ) والحضارات السامية القديمة (Les Civilisations Sémitiques Anciennes ) وطائفة أخرى من هؤلاء المؤرخين أشرت إليهم بفهرس المراجع التي استعنت بها في دراستي.
اشتمل البحث على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، هذا بخلاف الخرائط والأشكال وفهرس للإعلام والمصادر والمراجع، وذلك على النحو التالي:
أربعة فصول وكل فصل يحتوي على مبحثين:
المقدمـــة:
تضمنت نبذة تمهيدية عن طبيعة السياسة الخارجية لفينيقي مدينة صور خلال الألف الأول قبل الميلاد.
الفصل الأول وعنوانه: الجغرافيا التاريخية لمدينة صور. وقد تناولته فى مبحثين أساسيين هما: المبحث الأول: ويدرس الجانب الطبيعي. وتناولت من خلاله أبرز المعالم الجغرافية لمدينة صور، وخاصة تلك التي لها دور مؤثر وفعال على حياة شعوبها عبر الفترة الزمنية المذكورة.اما المبحث الثاني: ويتناول الجانب البشري. فقد عرضت من خلاله أثر العوامل الجغرافية على حياة السكان فى تلك المنطقة ، وتحدثت فيه عن اصل الفينيقيين وموطنهم الاصلى .
اما الفصل الثاني: وعنوانه: صور ودورها السياسي في البحر المتوسط ، فقد بينت من خلاله الدور السياسي الذي لعبته مدينة صور في البحر المتوسط. ويحتوي على مبحثين:
المبحث الأول: بعنوان صور وتأسيس مستعمراتها بالبحر المتوسط.، فقد درست فيه المستعمرات الشرقية والغربية التى اسستها مدينة صور ودورها الرائد فى البحر المتوسط المتمثل فى الجانب التجاري وعلاقاتها مع شعوب المنطقة .
اما المبحث الثاني: فهو بعنوان صور وقرطاجة البونيقية. فقد تحدثت فيه عن مدينه صور الفينيقية وتاسيس مدينة قرطاجة وعلاقتها بمدينة صور منذُ نشاتها حتى تطورت ونصبت نفسها حامية لجميع المستوطنات الفينيقية بعد سقوط هذه المدينة الام على يد الاسكندر المقدونى