Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القيادة التحويلية ودورها في ادارة التغيير التنظيمي :
المؤلف
بوشيبه، محمد خليفة عبد المحسن عبد الله.
هيئة الاعداد
باحث / محمد خليفة عبد المحسن عبد الله بوشيبه
مشرف / عمر أحمد سعد تمام
مشرف / صبري شحاته السيد
مشرف / عمر أحمد سعد تمام
الموضوع
التغير التنظيمي. الادارة- تطوير. القيادة.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
148 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأعمال والإدارة والمحاسبة (المتنوعة)
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - معهد الدراسات والبحوث البيئية - قسم مسوح الموارد الطبيعية في النظم البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 166

from 166

المستخلص

أضحى التغيير التنظيمي من أهم القضايا التي تشغل المنظمات في الوقت الراهن، ذلك أنه يتم في ظل ظروف بيئية تتسم بالديناميكية والحدّة وسرعة التغير، على اعتبار أن المنظمة تمثل نظاما مفتوحا مفروض عليها، من أجل ضمان استقرارها ونموها، أن تنمو وتتطور وتتفاعل على ضوء فرص وتحديات محيطها الذي تنشط فيه
وفى مجال القيادة والتغيير مع نجد في أن مهام القائد الرئيسية تحقيق التغيير وإن القدرة على التعامل مع التغيير بأسلوب فعال يتطلب أسلوب قيادي، أطلق علية Burn مسمى القائد التحويلي .وبالتالى فان القيادة تمثل المفتاح الأساسي لنجاح التغيير، ومن هنا أصبح موضوع دور وأهمية قيادة التغيير محور اهتمام الدارسين والباحثين طوال العقدين الماضيين
ومن هنا فان التغيير وكيفية قيادتة بنجاح من أهم المواضيع التي تشغل عقلية القيادات الإدارية وذلك للعديد من الأسباب أهمها أن التغيير يحدث في كل مكان، وأن سرعتة في ازدياد وتعقد، وأن مستقبل نجاح منظماتنا يعتمد على كيفية قدرة القادة على قيادة التغيير ، وربما تكون القيادة والتغيير من أعظم التحديات التي تواجة المنظمات في الوقت الحاضر .
حيث تعيش المنظمات الحديثة في ظل محيط يشهد تطورات وتغييرات عميقة وواسعة النطاق في مختلف المجالات، لاسيما المعرفية والتقنية والإدارية والمعلوماتية. وتبرز أهمية التغيير التنظيمي، كأحد أهم أنواع التغيير في منظمات الأعمال، بسبب اقترانه بمختلف جوانب المنظمة، سواء من حيث رؤيتها ورسالتها، أو من حيث عملياتها ومهامها، أو من حيث هياكلها التنظيمية، أو من حيث سلوك الأفراد العاملين واتجاهاتهم والإجراءات المنظمة وتقنياتها المستخدمة، والهدف من وراء ذلك هو البحث عن تلاؤم دائم ما بين نظم المنظمة وتغييرات المحيط.
فالتغيير عملية ضرورية ولازمة لكافة المنظمات، فبدون عملية التغيير والتطوير تتوقف حركة تلك المنظمات، في حين يتحرك المحيط العام بسرعة في اتجاه معاكس. وليس المقصود بالتغيير التنظيمي هنا تلك الطفرات الفجائية التي تحدث لظروف معينة، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، وإنما هو ذلك العمل المخطط له سلفا على أسس علمية بما يتماشى والإمكانات المتاحة للمنظمة في حدود أهدافها المسطرة، وبالتالي فالتغيير لا يعتبر غاية في حد ذاته، وإنما يعتبر كوسيلة للوصول لأفضل النتائج.
ولا شك أن الاهتمام بمفهوم القيادة التحويلية يشكل عنصراً أساسياً للمؤسسات والشركات في المملكة العربية السعودية خصوصاً في ظل التحديات والتغيرات المتسارعة ، ولمواجهة هذة التحديات فأن منظمات الأعمال في المملكة العربية السعودية تحتاج لنموذج جديد قادر على قيادة التغيير .
إن التغيير أمر حتمي وضروري ولازم، إنه عملية مستمرة ومتجددة فهو بذلك يتناسق مع طبيعة الأمور والأشياء فالحياة في طبيعتها متجددة ومتغيرة ومن ثم فإن المنطق يفرض علينا التغيير باعتباره أحد مظاهر الحياة، أي أنه قاعدة طبيعية وليس استثناء، فعالم اليوم سريع التغيير في كافة المجالات: سياسية وعلمية وتكنولوجية واتصالية وتشريعية وسلوكية. وتتأثر الدول متقدمة كانت أم نامية وتتأثر حضارتها بهذا الواقع السريع التغير، فأنماط الحياة الشخصية والقيم تتعرض للتغيير، وهذا بدوره يؤدي إلى احداث التغيرات الحضارية. وحيث أن المنظمة عبارة عن خلية من خلايا المجتمع لا تعمل في فراغ لذلك فإنها تتأثر بهذه التغيرات الحضارية والسياسية والعلمية وتؤثر فيه.
وفي إدارة المنظمات يجب أن يكون التغيير هادفاً مخططاً بعد قراءة الماضي والحاضر ومؤشرات المستقبل، وليس تغييراً لمجرد التغيير، ويمكن أن يشمل التغيير المدخلات والعمليات والمخرجات ،وقد يشمل ايضاً التخطيط الاستراتيجي من حيث الرسالة والأهداف والاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بإدارة الموارد البشرية أو التسويق أو الانتاج والعمليات أو الادارة المالية.
ولهذا يهدف هذا البحث إلى دراسة دور القيادة التحويلية في إدارة التغيير ، حيث يحاول البحث أن يبرهن أن مفهوم القيادة التحويلية من أكثر مفاهيم القيادة ملاءمة لقيادة التغيير ، ولذا يتم تقسيم البحث إلى أربعة أجزاء رئيسة .. ويتناول الجزء الأول إدارة التغيير، بينما يتناول الجزء الثاني القيادة التحويلية، ثم الجزء الثالث يتم استعراض دور القيادة التحويلية في إدارة التغيير، وفى الجزء الرابع يتم عرض الخاتمة .
مشكلة البحث
إن إهتمام الباحثين والمختصين في مجال الادارة بشكل عام والقيادة الإدارية بشكل خاص ينصب عادة على استحداث نظريات ونماذج وأساليب حديثة تمكّن القادة من تطوير منظماتهم وبعث حياة جديدة فيها. وهم في سبيل ذلك يسعون باستمرار إلى خلق نظريات جديدة أو تطوير نماذج قائمة أو إحياء نظريات قديمة من أجل الوصول لمفاهيم وطرق تعزز من قدرة المنظمات الحديثة لمواجهة المتغيرات الحديثة والتحديات المستمرة. لذلك وفي ظل التحديات التي تواجهها المنظمات -سواءً كانت داخلية أو خارجية-فإنها بحاجة لنمط قياديّ معين قادر على إدارة المواقف واستثمار الفرص بما يحقق أهداف المنظمة ويعزز من قدرتها على مواجهة هذه التحديات بفعالية (جاد الرب، سيد محمد ،2005).
وتعد نظرية القيادة التحويلية من بين أبرز مداخل وأنماط القيادة المعاصرة ( Stoner et al.,2004 ) ويؤيد ذلك ما أشارت إليه العديد من الدراسات الحديثة من أن القادة التحويليون هم أكثر فعالية في المواقف غير المتكررة أو البيئات المتصفة بالتغيير وعدم التأكد لذلك، لا غرابة أن تكون القيادة التحويلية عاملاً رئيساً ومهماً في الفترات الحرجة من حياة المنظمات التي تتسم بالتعقيد وعدم الاستقرار Maranville ,1995)).
في هذا السياق، يمكن القول أنه من أهم ما يميز القيادة التحويلية - التي ظهرت كنتاج للعديد من المتغيرات والتطورات الحديثة - هو قدرتها على قيادة المنظمة في مواجهة هذه التحديات، وذلك من خلال التأثير في سلوكيات المرؤوسين وتنمية قدراتهم الإبداعية ومبادراتهم الابتكارية وفتح المجال لهم وتشجيعهم على مواجهة المشاكل والصعوبات التي تواجه منظماتهم (Eisenbach et al., 1999)
أضف إلى ذلك، أنها ترتكز على مبدأ التغيير الجذري في فكر وثقافة المنظمة عن طريق إقناع الأفراد وتوجيه اهتمامهم إلى ما هو أبعد من مصالحهم الذاتية وهو تعميق مستوى إدراكهم ووعيهم بضرورة تحويل اهتماماتهم الذاتية لتكون جزءً ومكوناً أساسياً من الرسالة العليا للمنظمة ( (Bass, 1990 . بعبارة مشابهة، القائد التحويلي – كما يرى Bass (1985) – هو من يحفز المرؤوسين لأداء مهام وأدوار فوق ما هو متوقع منهم.
بناءً عليه يمكن القول بأن القائد التحويلي يتسم بالخصائص التالية
يمتلك رؤية ثاقبة تمكنه من مواجهة المشكلات ووضع الحلول لها بدقة.
يزرع الثقة في الآخرين من خلال ممارسة التمكين بشكل واسع.
يستثير جهود المرؤوسين الفكرية ويعزز من استثمارها
يتسم بالنشاط واليقظة والمبادرة نحو تحديد خطورة المشكلات الطارئة وسرعة تبينها.
يهتم بالمرؤوسين فرادى وجماعات.
يخلق التحديات في الأعمال والمهمات بما يحقق أهداف المنظمة بفعالية.
يتسم بطرح الأفكار الابتكارية وينمي مصادرها لدى الآخرين.
يسعى الى بناء الاجماع بين التابعين وإدامة العلاقة معهم.
تشجيع التابعين على الاستقامة وتجسيد القيم الأخلاقية (Yukl, 1999)
إن مفهوم القيادة التحويلية ودورها في إدارة التغير جدير بالبحث والدراسة ولكن التحدي الحقيقي الذي يواجه القيادات الإدارية في المنظمات علي إختلاف أنواعها يتمثل في كيفية وضع هذا المفهوم موضع التطبيق ، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن فعالية القيادة التحويلية يعتمد علي توافر مجموعة من العناصر الأساسية .