الفهرس 
مشكلة البحث وخطة دراستهايوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 473 |  |  |
| | | from | 473 | | |
المستخلص
يعد التعلم الإلكترونى استجابة فعالة للثورة الإلكترونية والمعلوماتية الحديثة فأصبح من القضايا الأساسية التي اهتم بها القائمين على مجال التعليم بوجه عام وبمجال تكنولوجيا التعليم بوجه خاص، لقدرته على استغلال جميع المستحدثات التكنولوجية من أجهزة الحاسوب، وشبكات الإنترنت، والوسائط متعددة وآليات للبحث سواء عن بعد، أو داخل الفصل الدراسي؛ مما ساعد على تقديم المعلومات للمتعلمين في أي وقت وأي مكان وبأقل مجهود وتكلفة.
وبدوره ساعد على ظهور بيئات تعليمية إلكترونية تقدم أشكالاً جديدة من الاتصال، وطرقاً جديدة في حل المشكلات واتقان المهارات، وتقوم على تطبيقات وأدوات تفاعلية تتمركز حول المتعلم في العملية التعليمية، كبيئات التعلم التكيفية والتي أصبحت تعد مطلباً من المتطلبات لمواكبة العصر الحالي، حيث تتسم بكونها ببئة ذكية ومتكاملة تلبي احتياجات المتعلمين وفقًا لقدرات وتفضيلات كل طالب على حده، فهي تهدف إلى مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين من خلال تقديم التعلم المناسب لكل متعلم على حده وفقاً لاحتياجاته التعليمية وخصائصه وقدراته؛ وبالتالي تمكنهم من القيام بالمهام التعليمية بكفاءة وفعالية، فتؤدي إلى تحسين جودة التعلم.
فيعتمد تصميم بيئات التعلم التكيفية على العديد من العوامل والأساليب التي تحدد احتياجات المتعلمين ويختلف بناء نموذج المتعلم داخل هذه البيئات باختلاف هذه العوامل والأسس، ويمكن تحديدها فيما يلي (القدرة الذهنية، الأساليب المعرفية، القدرات المعرفية، أساليب التعلم، المعرفة السابقة، القلق، الذكاءات المتعددة، دافعية التحصيل) وتعد المعرفة السابقة أحد العوامل الهامة التي يتم الاعتماد عليها بشكل كبير في تحديد التكيف داخل بيئات التعلم التكيفية فمن خلالها يتم الوقوف على المعلومات والمهارات السابقة نحو موضوع الدراسة ومنها يبدأ المتعلم في التعلم وفقاً لهذه المعرفه السابقة واحتياجاته للتعلم، كما اعتمدت عليها العديد من الدراسات السابقة كأسلوب تعلم في تلبية احتياجات المتعلمين.
كما تعد التغذية الراجعة من أهم العوامل البنائية لتصميم بيئات التعلم الإلكترونية عامة، وبيئات التعلم التكيفية خاصة ؛ فالتغذية الراجعة بمختلف مستوياتها حازت على اهتمام البحث العلمي في الفترة الحالية لتعليم العديد من المهارات والمعارف والسلوكيات والقيم والاتجاهات، وذلك لأنها تهدف إلى تقديم المعلومات للمتعلم عن أدائه واخبار المتعلم بمستوى أدائه الفعلي ومقارنته بالأداء المطلوب، فالتغذية الراجعة تعد ركناً هاماً من أركان العملية التعليمية في كونها تعالج السلبيات، وتدعم الاستجابات الصحيحة، وتمكن المتعلم من التعرف على أخطاءه بشكل مستمر، وتقديم العلاج الصحيح له.
ومن هنا نجد أن استخدام الحاسوب لم يعد مجرد وسيلة تعليمية؛ بل هو عبارة عن عدة وسائل في وسيلة واحدة كونه يقوم بوظائف جديدة يعجز عن تحقيقها بأي أسلوب أخر فمن خلاله يمكن توفير بيئة تعليمية تفاعلية الكترونية تكيفية، ومن هنا حازت مجالات الحاسب الآلي وتوفير الأمن، والحماية لها، والقدرة على حل المشكلات التي تهدد أمنها المعلوماتي والشبكي دون اهدار للوقت والأجهزة اهتماماً ملحوظاً في قطاع التعليم، والاهتمام بتخريج كوادر بشرية قادرة على التعامل مع هذه التكنولوجيا الرقمية.
ولاحظت الباحثة في الدراسات التي تناولت مستويات التغذية الراجعة وزمن تقديمها أن لها دورها الفعال ومدى أهميتها في دعم بيئات التعلم التكيفية لتنمية المهارات المختلفة، على الرغم من التضارب واختلاف النتائج حول أفضل مستويات التغذية الراجعة وزمن تقديمها في تنمية التحصيل ومعدل الأداء، بالاضافة إلى ندرة الدراسات التي تناولت تنمية مهارات أمن البيانات وتوظيف بيئات التعلم التكيفية في التعليم الجامعي، كما أثبتت الدراسة الاستكشافية عدم قدرة الطالب على مواجهة مشكلات تأمين وحماية نظم وبرامج وبيانات الحاسب الشخصي له، وكذلك المشكلات التي تتعلق بالخصوصية عند التعامل مع شبكة المعلومات، فهذا يشير إلى ضعف الأداء في مجال أمن البيانات وحماية الحاسب لدى الطلاب الخرجين في تخصص تكنولوجيا التعليم، وفي ضوء ما تقدم سوف تقوم الدراسة الحالية بتصميم بيئة تعلم تكيفية قائمة على التفاعل بين مستويات التغذية الراجعة وزمن تقديمها لتنمية مهارات أمن البيانات لدى طلاب تكنولوجيا التعليم بكلية التربية النوعية.