Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الهرمـنيـــوطيقــــا علم ــا عنـد بـول ريكــو ر /
المؤلف
احمد، ريهام محمود صديق.
هيئة الاعداد
باحث / ريهام محمود صديق احمد
مشرف / محمد امين شاهين
مشرف / فاطمة يونس محمد
مناقش / صلاح محمد عثمان
الموضوع
الفلسفة.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
200ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
13/4/2017
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - فاسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 215

from 215

المستخلص

تعد الهرمنيوطيقا من أهم المسائل التي فرضت نفسها على الساحة الفكرية المعاصرة، نظرا
لأنها تتقاطع مع مصطلحات تمس الإنسان في وجوده ،قيمه، ومعرفته مثل: ”التفسير” ”التأويل”
”الشرح” و ”قر اءة النص”. كما ترتبط في الوقت نفسه بمسألة ”إنتاج المعنى” .يقول عنها نصر
حامد أبو زيد: أنها قضية قديمة وجديدة في نفس الوقت، من حيث اهتمامها بقراءة النص من
قبل المتلقى/ القارئ. وهى بذلك قضية تمس التراث الإنسانى في مجمله، نظرا لتنوع التساؤلات
حول قراءة النص الواحد. فقد دفعنا هذا إلى التساؤل: هل المقصود بالنص هو ذلك الكيان
اللغوى الموجود على الورق؟ أم أن ذلك النص هو ما يوجد في ذهن كل متلقى/ قارئ له؟ نال هذا الموضوع اهتمام الفلاسفة واللغويين، وهم أكثر المشتغليين بمسألة النصوص
وتأويلها، والمعنيين بتحديد مفهومات القراءة وتقنيين أساليبها. وعلى ذلك نجد الدكتور حسن
حنفى يتحدث عن مصطلح ”قراءة النص” ويقصد به البحث عن المعنى إذا يرى أن كلمة ”قراءة”
تشمل معنى ”التفسير” ”التأويل”، وعندما تضاف إلى كلمة النص فيقال ”قراءة النص” ،تكون
بمعنى فهمه وتتضمن تفسيره وتأويله. فإذا أستعصى الفهم المباشر للنص نشأت الحاجة إلى
التفسير، اعتمادا على منطق اللغة وا ذا ما أصطدم التفسير بمنطق اللغة والقوى التي توجه
النص، وفرضت ضرورة الموقف نفسها وعمت روح العصر، ظهرت الحاجة إلى التأويل،
بإعتبارها إخرجا للفظ من معناه الحقيقى إلى معنى ”مجازى”. إذن القراءة هى البحث عن المعنى من خلال الاعتماد على رموز موجودة في النص، وعلى
قرائن توجه دلالة هذه الرموز، ولابد في القراءة من إدراك المعنى اللازم لهذه الرموز، هذا الإدراك
هو التفسير، ثم الانتقال بعد ذلك إلى مرحلة أعلى وهى مرحلة المقابلة بين المعانى والقرائن ثم
استنباط المعنى الكامن وراء النص المكتوب أو قل استنباط المعنى المجازى تلك العملية هي ما
تعرف بالتأويل. ونجمل القول بأن التأويل بشكل أو أخر هو تحصيل المعنى. وهنا لزما أن أفرق بين النص
الأدبى والنص الفلسفى، فالمعنى ليس هو الغاية المقصودة في النص الأدبى، لأن جودة الأدب
II
لا تقاس بمقدار ما يحمل من معان، بل ما يحويه من جمال. إذن ”الجسد النص” وما فيه من
جمال هو موضع العناية في النص الأدبى، أما النص غير الأدبى فموضوع العناية فيه هو
المعنى. لأن المعنى فى الأدب مسخر لخدمة ”الجسد النص” ،أما النص غير الأدبى ”فالجسد
النص” هو الذى في خدمة المعنى. من هنا، كانت محاولة بول ريكور محاولة جادة فى فهم مشكلة المعنى وا نتاجه، إلا أنها محاولة
يكتنفها الغموض، ونظرا لأن بول ريكور ليست له فلسفة خاصة كما أقر هو بذلك يمكن أن نعثر
عليها فى أحدى مؤلفاته، بل جاءت أفكاره منثورة فى مؤلفاته المختلفة. هذا ما دفعنى إلى وضع خطه / استيراتيجية فى معالجة أفكاره بحيث تخدم إسهامه فى كيف يتم إنتاج معنى جديد؟ ولقد جاءت تلك الخطه أو الاستيراتيجية لتضع إطارا تصوريا فى معالجة هذا الموضوع. وينقسم إسهامه إلى مرحلتين:- المرحلة الأولى:- الإلتفاف حول التأويل أو بمعنى آخر، التعرف على
الأسئلة الكبرى للهرمنيوطيقا؟ ما الفهم؟ ما التأويل؟ ما هى العلاقة بين الكتابة والقراءة؟ وقد
تمثلت هذه المرحلة فى مؤلفاته ”الإرادى واللاإرادى” وذلك عام 1950 ،”رمزية الشر”1960 ،”فى التأويل” 1965. المرحلة الثانية:- فهى تمثل نقلة فكرية فى تطور أفكار بول ريكور، وتمثلت
تلك النقلة فى السؤال التالى: كيف يتم إنتاج معنى جديد؟ فى عام 1969 فى مؤلفه ”صراع التأويلات” ومؤلفه ”الاستعارة الحية” عام 1975، تبدأ هذه المرحلة فى مؤلفه ”الذات عينها كأخر” عام 1990. فى المرحلة الأولى: استخدم بول ريكور الرمز كمفتاح لقراءة النصوص، مما أتاح له رؤى
متعددة ومختلفة لإدراك العالم من حوله، بل إن الرمز المتضمن فى الأشكال الثقافية هو ما فتح
له الطريق إلى التأويل، ولذا جاءت أولى اهتماماته بالأرادة وتسائل عن ماهية الأرادة الحرة؟
ماذا يعنى فعل أراد؟ ما هى حدوده؟ وما هو الجانب اللاإرادى؟ وقد ربط ذلك بمسألة الشر و ظهر ذلك فى كتابه ”الأرادى واللاأرادى”. وقد اتضح ذلك فى مؤلفه ”رمزية الشر”، حاول فى هذا المؤلف أن يعالج مسألة الخطاب
الرمزى كما هو موجود فى التراجيديا اليونانية، وأسطو رة آدم فى التوراة و أساطير أرض الرافدين
أنطلاقا من أوغسطين وكانت لمعالجته الجانب الأرادى واللاأرادى، دورا مهما فى قربه من
التحليل النفسى، وعلى وجه الخصوص، التحليل النفسى عن الأسطورة. وهذا يوضح تقاربه مع
III
فرويد فى هذه الفترة، فاهتم بموضوع التفكير فى حدود الوعى وفى اللاوعى وبذلك أصبح هناك
إتصالا واضحا بين بول ريكور والتأويل، كما إرتبط التأويل عنده بتنامى أو أختزال المعنى وقد رد
ذلك إلى نوعية التأويل وقد ظهر ذلك فى مؤلفه ”فى التأويل”. فالمرحلة الأولى تبدأ من 1950 وتنتهى 1965 وفى هذه المرحلة، تأتى ما راح إليه أصحاب التحليل النفسى وعلى رأسهم فرويد، كما جاءت الموضوعات التى اهتم بها فى هذه الفترة، تتلائم مع طبيعة المرحلة، حيث اهتم بالخطاب الرمزى فى الأساطير، ومسألة الشر. هذا الاهتمام أدى إلى تركيز ريكور على مسألة التأويل الأمر الذى جعله يربط بين المعنى والتأويل. أما المرحلة الثانية، فقد جاءت اهتمامات ريكور بصورة أكثر عمقا ونضجا، فبدأ فى معالجة موضوع الأبداع الدلالى أو قل أختلاف التأويل، وقد ظهر ذلك فى مؤلفه”صراع التأويلات” والذى ظهر عام 1969، ومن ثم أزدادت معالجته أكثر دقه وأتخذ من المنهج التحليلى آداة له للوصول إلى صوغ المفهومات فى دقة أكثر، وفى هذه الفترة، تركز اهتمامه حول موضوع كيف يتم إنتاج المعنى؟ وقد فرق هنا بين إنتاج المعنى عن طريق السرد\ الحكى، وا نتاج المعنى عن طريق الأستعارات. ثم قام بمعالجة الموضوعين فى مؤلفه ”الاستعارة الحيه” وخصصه لإنتاج المعنى غير القابل للاختزال والمتمثل فى الاستعارات أو اللغة الشعرية. وأنتهى فى معالجته لهذا الموضوع إلى أن يكون الإنسان فى العالم من خلال اللغة .بهذا الموقف أقترب مما راح إليه مارتن هيدجر- يعنى أيضا أن الإنسان قادر على إنتاج المعنى من خلال تجاوز ما هو سردى
إلى ما هو مجازى أيضا فى هذا الكتاب أوضح أهمية اللغة السردية التى يقول عنها: أنها أكثر
أنتشارا أو شعبية. كما أنها تتيح فى الموقف نفسه الكشف عن الروابط العميقة بالحياة والمجتمع وأنتهى فى
هذا الموضوع إلى أهمية السرد، حيث أكد على أن ”السرد كنز لا يفنى” فالسردى يكشف علاقته
بالزمن، فما هو سردى يحكى من خلال الزمن. ولقد أجمل ريكور من وجهة نظرى فى مؤلفه ”الذات عينها كأخر”، من خلال إعادة طرح ملفاته الأساسية والتى تم تناولها من قبل وهى ملفات: اللغة، الفعل والحكى، من خلال تساؤل جديد ألا وهو ماذا أستطيع؟ وأجاب عن هذا السؤال من خلال اللغة (أستطيع الكلام) وأستطيع الفعل وأستطيع الحكى.
IV
وبناءا على هذا التحليل، أمكن القول، إن كان لبول ريكور فلسفة خاصة به، فإنها لم تظهر
إلا فى مؤلفه ”الذات كأخر” وقد ظهر ذلك لنا، من خلال إعادة طرح الملفات السابقة من منظور
مشترك أو خيط متصل يربط بين اللغة والفعل والحكى، ألا وهو ”المقدرة” والتى تتجلى فى اللغة
ماذا أستطيع؟ أستطيع الكلام، أستطيع الفعل، أستطيع الحكى. بقى نقطة مهمة يجب أن نشير إليها وهى مسمى تلك الدراسة ”التأويل علما عند بول ريكور”
أهى محض خيال أم أن هناك محاولات جادة للوقوف على المعنى المجازى/ الخفى بطريقة
علمية؟. بالطبع هناك محاولات متعددة في التراث الإنسانى بمجمله حاولت جاهدة أن تصل إلى
المعنى الواضح وكيف يتم إنتاجه وبلوغه سواء كان في التراث الغربى أم في التراث العربى. في التراث الغربى ما نجده عند فرديناند دى سو سير ى1857-1913 والذى نظر إلى كل شيء في هذا الكون بإعتباره علامة لها معناها الواضح والذى يتكون من الدال والمدلول. فالمعنى عند سوسير هو إرتباط/ إتحاد الدال والمدلول إذن كيفية إنتاج المعنى كانت الهم الاكبر عند دى سوسير. فنجده يقول: ”إن كل وسيلة من وسائل التعبير التي يستخدمها المجتمع- في
جوهرها- سلوك جماعى أو شيء يشبه ذلك يقوم على ”العرف convention أو الإصلاح” فأساليب اللياقة مثلا- وأن كانت تحمل مميزات طبيعية للتعبير (مثل إنحناء المواطن الصينى
لإمبراطورة تسع مرات ملامسا الأرض)- تخضع لقواعد ثابتة/ اللغة، وليس القيمة الذاتية
للعلامة، هي ما تجعل الفرد يستخدمها”.(1) كما يمكن إعتبار المحاولات البنيوية تدور في نفس الفلك وهى قضية إنتاج المعنى، بل على
الأكثر من ذلك يمكن القول بأن معظم الأتجاهات الفلسفية المختلفة هي بحث عن المعنى وكيفية
إنتاجه والأستثناء في ذلك للمدرسة التفكيكية. أما فى التراث العربى أيضا فهذه الرؤية لم تكن غائبة فى الفكر العربى المعاصر، فها هو ”تمام
حسان” يقدم لنا نظرية عربية حديثة فى فهم المعنى من المبنى النصى، نظرية تعد إمتداد للفكر
اللغوى لسوسير حول اللغة والكلام وحول العلاقة الإعتباطية بين الدال و المدلول، وحول السياق

(1) حنان محمد سالم: قضية المدلول بين فرديناند دى سوسير وجاك دريدا ”دراسة مقارنة”, رسالة ماجستير غير منشورة، تحت أشراف أ.د/ محمد أمين شاهين، جامعة قناة السويس، 2014, ص88.