![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الانحراف هو أهم ظاهرة شعرية. فهو الجسر الذي يعبره الشاعر من اللغة الفصحى العادية إلى اللغة الشعرية الجميلة التي من خلالها لكل شاعر أسلوبه الخاص وتجربته الفريدة. الحكم على التجربة الشعرية يعتمد بشكل أساسي على مدى انحراف الشاعر عن الدرجة الصفرية في الكلام، ونسبة هذا الانحراف وطبيعته بالنسبة للمعيار الذي يقيسه فاروق شوشة، حيث استطاع تشكيل ملامح شعره في ضوء الانحراف المستمر على المستويات الإيقاعية والتركيبية والتصويرية، وما يرتبط بهذه المستويات من التكوين المعجمي والتأثيرات الدلالية الناتجة. حاولت هذه الدراسة إثبات أن الانحراف الأسلوبي في شعر فاروق شوشة يمثل آلية تعبيرية مقصودة ذات أبعاد وظيفية رؤية. كما أثبتت أنه شاعر مقتدر وله عالمه الشعري الخاص به، ولديه وعي واضح بوسائل الانحراف وآثاره على اختلاف مستوياته. إنه يميل إلى الحداثة، ولا ينسى الأشكال الموروثة في نفس الوقت. علاوة على ذلك، فهي مليئة بالرؤى الإنسانية والوطنية والعاطفية المتجسدة. تستند هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول، تسبقها مقدمة، تليها خاتمة. أما في المقدمة فقد تناولت حياة الشاعر وتأثيراته، ومقدمة نظرية لظاهرة الانحراف الأسلوبي. يتناول الفصل الأول انزياح مستوى الصوت وتأثيره على بنية التعبير، بدراسة انحراف الإيقاع الثابت وانحراف الإيقاع المتغير. تناولت في الفصل الثاني انحراف المستوى البنيوي وتأثيره على بناء الجملة والنص، حيث يتم إدخال الإزاحة وتأخيرها، مع الإشارة والحذف، وانحراف التخصيص، والانحراف بالإشارة، والربط، والاعتبار، ومعارضة. يتناول الفصل الثالث الانحراف التصويري وأثره على تكوين الصورة، ويحتوي على الانحراف المجازي والرمزي والدرامي للصورة. تتضمن الخاتمة أهم نتائج الدراسة. أخيرًا، أرجو أن أكون قد أجبت على أسئلة هذا البحث التي قد تثار فيما يتعلق بظاهرة الانحراف في شعر فاروق شوشة. بالإضافة إلى ذلك ، آمل أن تكون الدراسة قد ألقت الضوء على جانب مهم من شعره كدليل نظري وعملي لدراسات أخرى مماثلة. |