الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص مباني الرعاية الصـحية هي المكان المسـئول عن اسـتعادة وإصـلاح صـحة البدن أو العقل وتشـمل نوعيات عديدة منها (دور الرعاية الأولية – مراكز صـحة الاسـرة – الوحدات الصـحية – المسـتشـفيات بأنواعها – المراكز الطبية المتخصـصـة – وخلافه)، ووظيفتها الأسـاسـية هي علاج الانسـان من الأمراض الجسـدية والنفسـية، وتتحكم المعايير الوظيفية في تصـــميم مباني الرعاية الصـــحية بشـــكل كبير، إذ أنها من أنماط المباني مركبة الوظـائف، والتي يتعـامـل معهـا فئـات مختلفـة من المســــتخـدمين، حيـث تنظم تلـك المعـايير الوظيفيـة العلاقـات والمسـارات والأنشـطة المختلفة المطلوب تأديتها داخل مبنى الرعاية الصـحية، آخذة بالاعتبار ضـرورة الحفاظ على بيئة داخلية معقمة للحد من انتشـــار العدوى، إذ أنها من أكثر أنواع المباني تعرضـــا لمســـببات الأمراض وتزداد فيها احتمالية انتقال العدوى بين المســـتخدمين، لذا يتم اتخاذ مجموعة من الاجراءات والتدابير التي من شــأنها أن تحد من ظاهرة انتقال العدوى، بعض من تلك الاجراءات تتعلق بإجراءات إدارية وأســاليب الحماية الشخصية، وكلن ما هو دور التصميم المعماري في مكافحة انتقال العدوى وما علاقتها بالاستدامة. إن الإجراءات والحلول المتبعة لمكافحة العدوى والتي لها علاقة بعمارة المسـتشـفيات تتركز حول الحفاظ على بيئـة داخليـة مغلقـة ومعقمـة ومعتمـدة على الحلول الميكـانيكيـة للإضــــاءة والتهويـة والتحكم في ضــــغط الهواء ودرجات الحرارة، وذلك في العديد من أقسـام المسـتشـفى، الأمر الذي يجعل منها مباني مسـتهلكة بشـكل كبير للطاقة ومنتجة لكميات عالية من الانبعاثات الضــارة الملوثة للبيئة، وهذا ما فتح المجال للبحث في كيفية تحقيق الاســــتـدامـة في ذلـك النوع من المبـاني، إذ أن الاســــتـدامـة كهـدف وغـايـة تنـادي بـالحفـاظ على البيئـة والموارد ومصـادر الطاقة، وتشـجع على اسـتخدام حلول وتقنيات مسـتدامة تحد من اسـتهلاك الطاقة وتعتمد بشـكل أكبر على المصـــادر الطبيعية للتهوية والاضـــاءة، ومن هنا أفترض البحث أنه ثمة تعارض قد يحدث بين متطلبات الأداء الوظيفي لمباني المسـتشـفيات ومن ضـمنها إجراءات مكافحة العدوى وبين متطلبات تحقيق الاسـتدامة، ووضــع البحث هدفا رئيســيا وهو كيفية الوصــول إلى مبنى رعاية صــحية مســتدام دون الإخلال بالمتطلبات الوظيفية له. |