Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المنشآت المدنية والتعليمية بحي محرم بك بمدينة الإسكندرية في عصر أسرة محمد علي /
المؤلف
محمد، محمد ثابت أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد ثابت أحمد محمد
باحث / محمد ثابت أحمد محمد
مشرف / إبراهيم مُحمد أبو طاحون
مشرف / إبراهيم مُحمد أبو طاحون
مشرف / محمد مُحمد مرسي
الموضوع
الاثار الاسلامية.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
140 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية الاداب - الآثار والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 319

from 319

المستخلص

حي محرم بك هو أحد أهم وأشهر الأحياء فِي مدينة الإسكندرية، ويقع وسط الإسكندرية على بعد بضعة أمتار من محطة سكك حديد مصر، وأُطلق عليه هَذَا الاسم نسبةً إلى محرم بك، صِهْرُ مُحمد علي باشا، وكان حينها يشغل منصب محافظ الإسكندرية حَتَّى وفاته عام 1263هـ/ 1847م وخلد الحي اسمه تقديرًا لمجهوداته فِي المحافظة.
ويمتاز الحي بثرائه التاريخي وأعلامه من الفنانين والكتاب والشعراء، وكان حَتَّى وقت قريب أشبه بضاحية راقية مستلقية على ضفاف ترعة المحمودية، حيث نزحت إليه صفوة المجتمع من البارونات والأمراء بعد القصف البريطاني سنة 1299هـ/ 1882م للحي الأوروبي فِي المنشية،
كما ولدت به «رباعية الإسكندرية» للكاتب البريطاني الشهير لورانس داريل (Lawernce – Durrel)، حيث أقام فِي منزل عائلة إمبرون أثناء الحرب العالمية الثانية، وفيه تعرف إلى الفنانة كليا بدارو وهام بها، وأُطلق اسمها على واحدة من «رباعيات الإسكندرية» الَّتِي أصبحت علامة فارقة فِي تاريخ الأدب الروائي العالمي.
وفي عهد مُحمد علي أيضًا تم تخطيط المنطقة المطلة عَلَى الميناء الشرقي وهي المنطقة الممتدة من ميدان مُحمد علي إلى محطة الرمل (ميدان المنشية) وشيدت به المنازل عَلَى الطراز الأوروبي وتركز به عدد كبير من الأجانب وسكن به بعض قناصل الدول الأوروبية الكبرى (ميدان القناصل) وقد ساعد إتمام حفر ترعة المحمودية فِي مطلع عام 1236هـ/ 1820م عَلَى تغير معالم الإسكندرية سكنيًا وعمرانيًا حيث إنَّ حفر الترعة كان سببًا فِي تحول التجارة إلى الإسكندرية بدلاً من مدينة رشيد وكان هَذَا سببًا فِي نشأة حي محرم بك فيما بين عامي (1237 هـ – 1253 هـ)/ (1822 م – 1838 م).
مظاهر الاهتمام بحي محرم بك واتساع العمران به:
زادت أهمية الحي تدريجيًا بمد خطوط السكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية فِي عام 1272هـ/ 1856م وقد كان لهذا أثره فِي عمران مدينة الإسكندرية بوجه عام وحي محرم بك بوجه خاص وازدياد ثراء الحي وجعله ملتقى التجار والأثرياء من كل صوب وفي عهد إسماعيل تم العمل عَلَى إكمال تخطيط المدينة وأنيرت الشوارع بغاز الاستصباح وبدأ العمران يمتد إلى حي الرمل فأنشأ به إسماعيل قصر الرمل ووهب الأراضي إلى الأجانب فأقاموا عليها القصور والفيلات ونتيجة هَذَا التطور فِي عهد إسماعيل ارتفع عدد الأجانب بمدينة الإسكندرية فِي عام 1284هـ/ 1868م إلى أربعين ألف أجنبي منهم عشرة ألاف يوناني وثمانية ألاف إيطالي وستة ألاف فرنسي وأربعة ألاف وثماني مائة إنجليزي، كما قام الخديوي إسماعيل بمنحهم الإمتيازات الأجنبية والإعفاء الضريبي لمشترياتهم ولقد كان لهذا الأثر الأكبر فِي حي محرم بك فِي بناء قصوره والمدارس والعمائر السكنية به بوجه خاص ومدينة الإسكندرية بوجه عام.
كما أنَّ ضرب الإسكندرية خاصة حي المنشية أثره الجلي فِي نزوح الكتلة السكانية من المنشية وتراجعها قليلاً إلى الجنوب إلى حي محرم بك فكان هَذَا إذانًا بالنضج المعماري لحي محرم بك الَّذِي أصبح ملجأ أمانًا لكل التجار والطبقات الأرستقراطية فِي المجتمع السكندري بعد أن ذاقت قذائف الأسطول البريطاني مرارة الهدم لكثير من المنشآت فِي منطقة المنشية وميدان القناصل وشارع شريف وشارع الرمل والعطارين وشارع البوسطة الإيطالية وشارع توفيق.
ولقد تطور قسم محرم بك بدرجة عالية من السرعة أدى إلى أن يصبح واحدًا من أهم المناطق بمدينة الإسكندرية خلال فترة لم تتجاوز 64 عامًا منذ عام 1299 هـ/ 1882م إلى عام 1372 هـ/1952م هَذَا التطور الَّذِي يظهر جليًا فِي عمارة قسم محرم بك، وَالَّتِي كانت خليطًا معقدًا من الطرز الأوروبية ذات مسحة مرتبطة بالذوق المحلي. فالعمارة ما هي إلاَّ مردود سياسي واجتماعي واقتصادي يظهر هَذَا بوضوح بقسم محرم بك حيث إنَّ الحرب العالمية الأولي فِي أوروبا كان لها أكبر الأثر فِي نزوح كثير من المعماريين من أوروبا إلى مصر خاصة الإيطاليين (أنطونيو لاشاك- ماريو روسي) (Antonio Lasciac – Mario Rossi) وغيرهم الذين وجدوا بيئة خصبة بمصر لإرضاء نهمهم المعماري بيئة اجتماعية صالحة لاحتواء كل ما هو جديد بيئة ساهم مُحمد علي باشا فِي إنشائها بإرسال البعثات التعليمية إلى أوروبا مجتمع لم يكن شعاره سوي يحي الهلال مَعَ الصليب مَعَ احتواء الأقليات اليهودية مَعَ وجود بيئة اقتصادية مترعرعة مكوناتها التجارة وأموال الأثرياء من الجاليات الأجنبية واليهودية وأبناء الطبقة الحاكمة.
ويتكون حي محرم بك حالياً مثل غيره من أحياء محافظة الإسكندرية من مجموعة من الشياخات الَّتِي تحدد أبعاده بكل دقة وسوف أقوم بتحديد تِلْكَ الشياخات سالفة الذكر من خلال قرار إنشاء حي وسط التابع إليه محرم بك والتقسيم الإداري له.