Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تعميم التعليم الأساسي في مصر في ضوء الأهداف الدولية للتنمية المستدامة (2015- 2030) :
المؤلف
أبوسليمان، فرج رجب فرج.
هيئة الاعداد
باحث / فرج رجب فرج أبوسليمان
مشرف / نادية حسن السيد
مناقش / أحمد غنيمي مهناوي
مناقش / إلهام محمود مرسي
الموضوع
التعليم برامج. التعليم طرق التدريس.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
233 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
Multidisciplinary تعددية التخصصات
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية النوعية - قسم أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 235

from 235

المستخلص

أكدت المؤتمرات والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية على الدور التنموي للتعليم، وأصبح هناك اتفاق تام حول ضرورة أن يكون التعليم حقًا للجميع لا يصدهم عنه عجز مالي أو اجتماعي، باعتباره من المكونات الجوهرية للتنمية بأشكالها المختلفة. ونظرًا لأن التعليم الأساسي يعتبر الركيزة الأساسية في السلم التعليمي ويتوقف نجاح النظام التعليمي ككل على ما سيقدمه هذا النوع من التعليم من مخرجات للمراحل التعليمية التالية، وهو ما دفع الدول المتقدمة والنامية إلى الاهتمام بهذا التعليم والسعي إلى تعميمه.
من هنا أضحي تعميم التعليم الأساسي ضرورة تفرضها مقتضيات التنمية المستدامة؛ وتعميم التعليم الأساسي ليس فقط تمكين جميع الأطفال من الالتحاق بالتعليم الأساسي في السن الرسمي، إنما أيضًا ضمان بقائهم حتى إتمام هذه المرحلة وإكسابهم المهارات الأساسية والتي من أهمها الإلمام بالقراءة والكتابة وذلك من خلال ضمان التعليم الجيد والمنصف للجميع.
ويمكن اعتبار تعميم التعليم الأساسي وسيلة لتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة إضافةً إلى أنه يمثل في الوقت ذاته أحد الأهداف التنموية الرئيسية للألفية، تلك الأهداف التي أصبحت منذ بداية الألفية الثالثة تمثل أولوية من أهم الأولويات على جدول أعمال الأمم المتحدة، وذلك في ظل الاعتراف العالمي المتنامي بأهمية وضع أهداف تنموية مشتركة.
 أولًا: مشكلة الدراسة:
على الرغم أن تحقيق تعميم التعليم الأساسي يبدو بسيطًا في ظاهره ولكنه يطرح قضايا معقدة تتمثل في قضايا تتعلق باستيعاب جميع الأطفال في سن التعليم الأساسي، وقضايا تتعلق بمدي قدرة النظام التعليمي على الاحتفاظ بالتلاميذ حتي إتمام مرحلة التعليم الأساسي، وقضايا تتعلق بجودة التعليم والإلمام بالقراءة والكتابة وغيرها من القضايا، ولا تزال ثروة الأسرة تشكل عاملًا هامًا في تقرير احتمال ذهاب الطفل إلى المدرسة، ومما يثير القلق أيضًا أن هناك أوجه تباين واسعة بين الأطفال الفقراء والأطفال الأغنياء في إكمال التعليم الأساسي وتحصيلهم الدراسي.
وبناءًا على ما تقدم فقد تحددت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:-
” كيف السبيل نحو تحقيق تعميم التعليم الأساسي في مصر في ضوء الأهداف الدولية للتنمية المستدامة ؟”
ويتفرع من هذا السؤال التساؤلات الفرعية التالية:
1. ما الأسس الفلسفية للتنمية المستدامة؟
2. ما واقع تعميم التعليم الأساسي في مصر؟
3. ما العوامل المؤثرة في تحقيق تعميم التعليم الأساسي ؟
4. ما التصور المقترح لتعميم التعليم الأساسي في مصر في ضوء الأهداف الدولية للتنمية المستدامة 2015-2030؟
 ثانيًا: أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى تحقيق تعميم التعليم الأساسي في مصر في ضوء الأهداف الدولية للتنمية المستدامة وذلك من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية:
1. التعرف على انعكاسات الأهداف الدولية للتنمية المستدامة على تعميم التعليم الأساسي.
2. التعرف على فلسفة تعميم التعليم الأساسي في ضوء الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.
3. التوصل إلى العوامل المؤثرة في تحقيق تعميم التعليم الأساسي.
4. تقديم تصور مقترح لتحقيق تعميم التعليم الأساسي في مصر في ضوء الأهداف الدولية للتنمية المستدامة (2015- 2030).
 ثالثًا: منهج الدراسة
استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي لملائمته لهذه الدراسة، إذ يتعدى المنهج الوصفي مجرد جمع بيانات وصفية حول الظاهرة إلى التحليل والربط والتفسير لهذه البيانات وتصنيفها وقياسها واستخلاص النتائج منها.
 رابعًا: نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى وجود مجموعة من العوامل المؤثرة في تعميم التعليم الأساسي والتي يمكن مواجهة سلبياتها من خلال تحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة وهي:-
1. العوامل الاقتصادية:- وتتمثل في الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئة والتي تعمل على قتل الطموح لدي التلميذ؛ حيث يؤكد الواقع أن الفئة المحرومة من حق الالتحاق بالتعليم الأساسي أو مواصلة الدراسة هم في الغالب أبناء الأسر الفقيرة وذوي الدخل المنخفض الذين لا يستطيعون تحمل نفقات التعليم، كما أن أسرهم في حاجة ماسة إلى عملهم ما يؤدي إلى اضطراب ليس فقط في إمكانية استمراره بالمدرسة وإنما أيضًا في تحصيله الدراسي. هذا إلى جانب نقص التمويل الذي يؤثر على قدرة الدولة في توفير الخدمات التعليمية ويتضح ذلك من خلال تدني نوعية التعليم.
2. العوامل الاجتماعية:- وتتمثل في انخفاض المستوي التعليمي للوالدين والذي يعكس عدم وعيهم بأهمية تعليم الأبناء كما أن الأطفال الذين يعيشون في بيوت لا يتوافر للكبار فيها مهارات القراءة والكتابة يكونون أكثر عرضه للـتأخر المعرفي واللغوي وبالتالي الدراسي، هذا بالإضافة إلى أنه مع زيادة عدد أفراد الأسرة يقل الدعم العاطفي والمادي الذي يتلقاه الطفل من والديه مما يؤثر بالتالي على صحتهم وتحصيلهم الدراسي، إلى جانب عدم الاستقرار الأسري ووفاة أحد الوالدين أو كليهما والذي قد يسبب اضطرابات سلوكية لدي الأطفال والتي تعتبر من الأسباب غير المباشرة المعرقلة لإرسال بعض الأطفال إلى المدرسة أو الاستمرار فيها.
3. العوامل السياسية:- يظهر تأثير هذه العوامل في الحاجة إلى وجود تشريعات تحدد تمويل وإدارة المؤسسات التعليمية وتوجيه الأولويات نحو الاهتمام بتحقيق تعميم التعليم الأساسي. ويتطلب ذلك تحقيق الاستقرار السياسي وقرار سياسي داعم وتخصيص موازنات كافية ووجود سياسة تعليمية ثابتة وواضحة وطويلة الأمد، قد يبدو ذلك صعبًا خاصة في ظل التضخم السكاني وصعوبة تحقيق مجانية التعليم وانتشار الفساد والذي كان من أهم مظاهره الدروس الخصوصية.
4. العوامل التعليمية:- يظهر تأثير هذه العوامل عندما تكون المدارس مكتظة بالتلاميذ أو غير ملائمة أو بعيدة، وعندما يفتقر المعلمون إلى مهارات التدريس الأساسية إلى جانب سوء معاملة التلاميذ من قِبَل بعض القائمين على التدريس، ما يؤدي إلى كراهية التلميذ للدراسة علاوة على عدم جاذبية المناهج الدراسية وانخفاض نوعية التعليم، هنا تقل على الأرجح احتمالات استمرار الأطفال بالمدارس وإتمام مرحلة التعليم الأساسي، حتي إذا كان الحصول على التعليم ممكنًا.
5. العوامل الثقافية:- وتتمثل في العادات والتقاليد السائدة لدي بعض الأسر والتي تَعتبر أن التعليم أصبح لا يحقق المردود المالي والاجتماعي، ما أدى إلى انخفاض اهتمام الأسر الفقيرة بتعليم أبنائها مع التأكيد على أهمية البيئة التي ينشأ فيها الطفل في سنوات ما قبل الدارسة. هذا بالإضافة إلى التأثيرات السلبية لأجهزة الإعلام على العملية التعليمية والتي أظهرت القائمين على التعليم وخاصة المعلم بصورة غير لائقة، إلى جانب العولمة وما ينتج عنها من تكريس الفوارق بين الدول وتؤدي إلى زيادة البطالة والتكتلات الاقتصادية، والثورة التكنولوجية والمعرفية وما ينتج عنها من ضعف الفلسفة والأهداف التربوية لكل دولة.
6. العوامل الصحية:- وتتمثل في أن الاهتمام المبكر بعلاج المشكلات الصحية والغذائية المنتشرة بين تلاميذ التعليم الأساسي يسهم في زيادة نشاط وفاعلية وتركيز واهتمام التلميذ مما يقلل من نسب رسوبه وتسربه، ومن جهة أخري فإن الاهتمام بالحالة الصحية للمعلمين تعينهم على القيام بمهمتهم الصعبة وتزيد نشاطهم وتقلل من نسب غيابهم عند الإصابة بالمرض، ومن جهة ثالثة فإن الاهتمام بصحة الوالدين تنعكس بشكل غير مباشر على التلاميذ فمن ناحية قد يصاب التلميذ بالمرض نتيجة نشأته في بيئة غير صحية ومن ناحية أخري قد يلتحق التلميذ بالعمل في سن مبكر لتوفير احتياجات الأسرة وعلاجها، هذا إلى جانب أن المرض قد يمنع الوالدين من متابعة الابن بشكل جيد.
7.العوامل البيئية:- يظهر تأثير هذه العوامل بوضوح في البيئات الريفية الفقيرة أو البدوية أو العمالية التي تشغلها هموم الحياة عن مجرد التفكير في التعليم، حيث تحتاج هذه الأسر إلى تشغيل أبنائها لتوفير ضرورات الحياة. هذا إلى جانب معاناة ساكني المناطق العشوائية من سوء الظروف الصحية والمعيشية نتيجة نقص الخدمات الأساسية ووجود صعوبات نفسية تنجم عن شعور التلاميذ سكان تلك المناطق بالدونية وأنهم أقل من أقرانهم من ساكني المناطق الأخرى، هذا إلى جانب أن التلوث البيئي يؤثر على صحة الأطفال وتحصيلهم.
ويمكن للأهداف الدولية للتنمية المستدامة مواجهة السلبيات الناتجة عن تلك العوامل عن طريق زيادة معدلات النمو الاقتصادي بما يسمح بتوفير الموارد المالية اللازمة لتعميم التعليم الأساسي ومن خلال القضاء على الفقر وما يترتب عليه من حرمان، إذ أن رفع المستوي الاقتصادي الاجتماعي وتعزيز الصحة وتحسين التغذية والمحافظة على البيئة من التلوث وغيرها من الأمور التي تسعى إلى تحقيقها تلك الأهداف تعد من أهم متطلبات تحقيق تعميم التعليم الأساسي.
خامسًا: توصيات ومقترحات الدراسة:
وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج أوصت الدراسة بمجموعة من الإجراءات لتحقيق تعميم التعليم الأساسي في مصر وهي:
1.الإجراءات المجتمعية:- وقد تمثلت في رفع المستوي الاقتصادي الاجتماعي والاهتمام بالصحة والتغذية والاهتمام بمرحلة ما قبل المدرسة وتنمية مشاركة المجتمع لتحقيق تعميم التعليم الأساسي، وهي تعكس الأبعاد الثلاثة للأهداف الدولية للتنمية المستدامة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية) والتي من شأنها خلق الظروف البيئية والصحية والاجتماعية الملائمة والتي تزيد من نسب بقاء التلميذ بالمدرسة وتحصيله وتقلل من نسب رسوبه وتسربه.
2.الإجراءات التعليمية:- وتتمثل في تكوين المعلم الكفء وإعداد المنهج المناسب وإيجاد البيئة التعليمية الملائمة وتوفير التعليم الفعال. ويجب التأكيد على أن هذه العناصر مترابطة ولا ينبغي النظر إلى أي عنصر بمعزل عن الآخر، وهذه الإجراءات التعليمية من شأنها الوصول إلى التعليم الجيد والذي يسعي إليه الهدف الرابع من الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.