![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كانت الثورة الكوبية وهي على بعد عشرات الأميال فقط من ساحل فلوريدا قد جسدت نموذجًا خاصًا جدًا للثورة الوطنية التي تكتسب بعدًا سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيًا واضحًا، وإتخذت طبيعة خاصة تتمثل في حرب العصابات وهو النموذج الذي اتبعته قيادتها وأدى إلى إسقاط النظام رغم تمتعه ببنية عسكرية نظامية قوية ودعم أمريكي غير محدود، وقد مثلت هذه الثورة خطرًا على الولايات المتحدة ،لأنها نجحت بالفعل في فتح ثغرة في نصف الكرة الغربي وقد إتخذت الولايات المتحدة منذ بداية الثورة وحتى نجاحها موقف العداء،وذلك للأهمية الإستراتيجية والإقتصادية لكوبا بالنسبة للولايات المتحدة، وخاصة أنّها تقع في منطقة نفوذ تقليدية للولايات المتحدة.وبعد نجاح الثورة إتخذت الولايات المتحدة إستراتيجية للتعامل مع النظام الكوبي الجديد، اشتملت على إجراءات سياسية وإقتصادية ودعائية حتى انتهت إلى التدخل العسكري في كوبا عام 1961م ثم الحصار البحري في أزمة الصواريخ عام 1962م. وقد كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه الثورات عمومًا والثورة الكوبية خصوصًا، مما دَفَعَنى لدراسة السياسة الخارجية تجاه كوبا في أوج عمر الثورة وبداياتها، ومن هنا جاء إهتمامي وقناعتي بدراسة هذا الموضوع وحتى أحاول فهم سياسة الولايات المتحدة تجاه الثورة التي تهدف إلى الخروج من إطار التبعية للولايات المتحدة، وأحاول دراسة المراحل التي تمر بها الثورة الناجحة وما يقابلها من عقبات ومصاعب وخاصة من الدول الكبرى المناوئة للثورة، أضف إلى ذلك دراسة أثر الثورة الكوبية على النفوذ الأمريكي في القارة اللاتينية. |