الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 259 |  |  |
| | | from | 259 | | |
المستخلص
لقد جاءت الرسالات السماوية لتؤكد على قدسية الحياة ، فإن الحياة البشرية فى ذاتها تحمل سمة القدسية ، والتى يجب حمايتها واحترامها فى كل الأوقات ، حيث جاءت المسيحية لتؤكد على هذه القدسية، وقد جاء الإسلام ليؤكد بكل وسائل التوحيد على قدسية الحياة التى هى هبة الله وملكه وحده ، فالحياة تلك النعمة العظيمة التى منحها الله للإنسان واستأمنه عليها وعظم حرمتها وجعل أمرها بيده سبحانه ، بل جعل حفظ الحياة والنفس مقصداً من مقاصد الشريعة العليا التى جاءت من أجلها لعمارة الأرض وصلاح الناس ، وهى حفظ النفس والعرض والمال والدين والعقل . ومن وصايا النبى وخلفائه من بعده فى الحرب للمقاتلين ألا يقتلوا امرأة ولا شيخاً كبيراً ولا طفلاً ولا فلاحاً فى حقله ، ولا يقاتلون إلا من يقاتلهم ويعتدى عليهم ، ولا يمثلوا بالجثث إذا اضطروا للقتل دفاعاً عن النفس ، ولا يقطعوا شجرة مثمرة ، ولا يحرقوا نخلاً ولا يذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا للأكل . وبالنسبة للقوانين ليس لها موقف واحد إزاء عمليات القتل الرحيم ، فقد أجازته قوانين بعض البلدان واعتبرته بلدان أخرى جريمة من الجرائم ، ولكن البلدان التى أقرته وضعت له عدة ضوابط مثل موافقة المريض. وبالنسبة للبعد الأخلاقى فيرفض تماماً هذا الفعل بأى صورة من صوره ويلزم الطبيب بالمحافظة على حياة المريض بكل الطرق والوسائل ، ولا يمكن تجاهل رأى المريض مهما كانت الظروف ومهما طالت مدة المرض ، إذ أن الحكم بالموت ليس حق الطبيب أو والديه أو حتى المجتمع . ولازال هناك صراع بين الطب والدين حول موضوع إجراء التجارب على الأجنة ، حيث يرى الدين أن الجنين هو كل شئ ، ويرى الطب أنه لا شئ ... لكن هناك بعض الأديان شجعت مثل هذه التجارب ، مثل اليهودية والبروتستانتية . ولقد أكدت الرسالة على ضرورة احترام الحياة والمحافظة عليها وبيان الضوابط التى يجب أن تتبعها المجتمعات للحفاظ على هذه القدسية.