الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يُعتبر الزواج أساس تكوين الأسرة التي تبنى عليها كافة العلاقات الأسرية، وهو رابطة بين شخصين مختلفين في الجنس والأصل والنوع، وهذه الرابطة الدائمة تشمل إنجاب الأطفال، وهو من الناحية النفسية والتكوينية وسيلة شرعية تقوم على أساس الإشباع الجنسي، وحفظ النوع، ووجود السكينة والمودة والاستقرار، وكذلك التكامل في الحقوق والواجبات، وفي العصر الحالى تفشت ظاهرة الطلاق، وأصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا للمجتمع المصري خاصة، وللمجتمع العربي عامة (الكومي، 2007). ولا تخلو الحياة الزواجية خاصة في بدايتها من وجود مشكلة أو أكثر تعترض طريقها إلى السعادة والتوافق الزواجي، ومن أمثلة هذه المشكلات عدم وضوح الأدوار الاجتماعية لكلا الزوجين، ومحاولة التسلط وفرض السيطرة من أحدهما على الآخر، وتجاهل حقوق أي منهما على الآخر وواجباته نحوه، واعتزاز أي من الطرفين بمستواه الاجتماعي أو الثقافي أو المادي أو العلمي أو تأثره بأفكار وآراء خاطئة لبعض الزملاء والأهل (عمر، 1992، 460). ويُعد الاهتمام بدراسة التوافق الزواجي اتجاهًا علميًا حديثًا، جاء مع ظهور التغيرات الاجتماعية التي أصبحت تركز على الجوانب النفسية وما تتضمنه من سمات الزوجين لاحتواء مشكلات سوء التوافق الزواجي, فالأزواج المتوافقون يجنون ثمارًا إيجابية تتمثل في قدرتهم على تحمل المشاق والضغوط الحياتية، ويتغلبون على الأزمات فيكونون أكثر سعادة، ويوظفون طاقتهم وقدراتهم للقيام بالأدوار المنوطة بهم بأكثر فاعلية (Piowsky et al, 2008, 11). وأكدت دراسة كل من (الصبوة؛ السيد، 2004) أن الاختلال الزواجي ينشأ نتيجة عجز الزوجين عن مواجهة ما يعترضهما من مشكلات واختلافات في أساليب حلها وعجزهما عن التفاهم، وإيجاد أرضية مشتركة من التفاعلات الاجتماعية الحميمة المستمرة، وتظهر آثار هذه الاضطرابات في شكل انخفاض التواصل بين الزوجين، وعدم اندماجهما في نشاط مشترك، وعدم الرضا عن العلاقة الزواجية بشكل عام. وأعلن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن هناك 710 ألف حالة طلاق، 850 نسمة، تزيد الإناث المطلقات بنسبة 64.9% عن الذكور بنسبة53.1%، لعام2017 (الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، 2017). وتعد استراتيجيات المواجهة ضرورة قصوى خاصة في عالمنا اليوم؛ لأن الأفراد يواجهون بشكل متزايد مواقف ضاغطة عدة ومعقدة، واستراتيجيات المواجهة عبارة عن مجموعة من الجهود السلوكية والمعرفية التي يستعملها الفرد لمواجهة هذه الضغوط سواء كانت داخلية أو خارجية، ويسعى الفرد دائمًا لتجاوز مختلف الأحداث الضاغطة التي يتعرض لها في حياته اليومية، وذلك بلجوئه لاستراتيجيات المواجهة (هلال، 2018، 38). وقد تختلف أساليب المواجهة فمنها ما يركز على المشكلة، ومنها ما يركز على الانفعال، وهذا ما يجعل الفرد مطالبًا باكتساب الطريقة والكيفية الملائمة في حل مشكلاته اليومية، وهذا بقصد التوافق الداخلي والخارجي، فكلما أدرك الفرد. |