Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أعيان العصر وأعوان النصر لصلاح الدين الصفدي توفي(764ه) :
المؤلف
سلمان. كرم محمد عبد الكريم.
هيئة الاعداد
باحث / كرم محمد عبد الكريم
مشرف / سهام راشد عثمان
مشرف / محمد عبد العال جبالي
مناقش / محمد عبد العال جبالي
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
233 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/10/2020
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 406

from 406

المستخلص

مقدمة:
الحمد لله الذي شرفنا بنعمة الإسلام، وهدانا إلى الإيمان والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين بعثه الله من بين العرب للناس أجمعين، أما بعد
فإنّ الاشتغال بالعلم من أعظم الطاعات وأفضل القربات، لذا خصّه الله تعالى بعناية فائقة فأثنى على العلماء بقوله تعالى” إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ”.
وإنّ الأدب العربيّ بما ضمّه من رموز شاعرة وناثرة جدير بأن نستقرئ منه ما تيسّر لنا من هذه الرموز، وبخاصة من أغفلتهم الأقلام وأهملتهم الأبحاث ومنهم الشعراء والنُثَّار. كما أن الحضارة العربية الأدبية امتازت وتباينت من عصر إلى عصر، فسمت في عصر واستقرّت في آخر.
وإن المكتبة العربية عامرة بكتب التراث التي تحتاج إلى من يكشف كنوزها الأدبية وينشر ما فيها من وقفات أدبية ونقدية يحتاج إليها المهتمون بالدراسات الأدبية والنقدية، وقد وقع اختياري على مصدر مهم من مصادر القرن الثامن الهجري، وهو كتاب (أعيان العصر وأعوان النصر) لصلاح الدين الصفدي ت (764 هـ - 1362م)، ذلك المصدر المهم الذي يترجم للأعلام الذين أدركهم الصفدي أو لقيهم في حياته، أو أخذ عنهم، أو كانوا في زمنه في جميع أنحاء الخلافة الإسلامية وقد ضم الكتاب بين دفتيه كثيرًا من الشعراء والأدباء والعلماء في تلك الفترة.
ورأيت بعد القراءة المتأنية لهذا الكتاب أنه مصدر مهم لتلك الفترة من تاريخنا العربي، وهو أيضًا مصدر مهم لشعر الصفدي وأدبه؛ فقد أورد فيه قدرًا كبيرًا من أشعاره ومساجلاته وألغازه وموشحاته ورسائله وتوقيعاته، كما أنه بث فيه كثيرًا من آرائه النقدية وملاحظاته على الشعراء والأدباء، مما يظهر منهجه النقدي ويكشف بعض جوانبه.
وأردت من خلال هذا الكتاب أنه أظهر جانبًا من الأدب في العصر المملوكي الذي طالما تعرض له المدعون بالنقد والتجريح، وألصقوا به كثيرًا من التهم، وكانت أحكامهم تتسم بالتعميم، فقد وصف بأنه أدب الصنعة والزخارف، والنكتة والتحسين مع العلم بأن العصر المملوكي كان عصر الموسوعات، وحركة احتضان التراث العربي والإسلامي؛ خوفًا من ضياعه، وانطماس الهُوِيّة بعده إثر سقوط بغداد على أيدي التتار, وضياع الأندلس وانهيار دولة الإسلام بها.
ومن هنا جاء اختياري لكتاب (أعيان العصر وأعوان النصر) لصلاح الدين الصفدي المتوفى 764ه – 1362م لدراسته دراسة أدبية نقدية .
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
تنبع أهمية البحث من كونه يتطرق لموضوع جديد لم يدرس من قبل - في حدود علمي – فمن خلال البحث والتقصي عرفت أن كتاب أعيان العصر لم يدرس من الناحية الأدبية والنقدية.
ومما دفعني لاختيار هذا الموضوع :
1. الحاجة إلى الكشف عن خزائن كتاب أعيان العصر الأدبية والنقدية.
2. رغبتي في التعرف على العصر المملوكي لا سيما الناحية الأدبية من خلال التعرض لأحد أعلامه وهو صلاح الدين الصفدي وكتابه أعيان العصر.
منهج الدراسة: تقوم هذه الدراسة على المنهج الوصفي فسوف أقوم بعرض المادة الأدبية في الكتاب ثم تحليلها .
محتوى الدراسة:
وقد جاء البحث في : تمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة .
أما التمهيد فعرضت فيه عصر صلاح الدين الصفدي، وأعطيت صورة للوضع السياسي، والاجتماعي، والثقافي، ودور العلماء، والسلاطين ، والمدارس والمساجد في إثراء الحياة الثقافية، والعلمية .
وتناول التمهيد حياة صلاح الدين الصفديّ من حيث اسمه، ولقبه، ونسبه, وكنيته، وأخلاقه، وصفاته، وتدينه، وميلاده، ونشأته، ورحلاته العلمية، وشيوخه، وتلاميذه، وثقافته، ومكانته، وأقوال العلماء فيه، ومؤلفاته، ووفاته .
وتناول التمهيد أيضًا التعريف بكتاب أعيان العصر وأعوان النصر من حيث اسم الكتاب، وموضوعه، ومنهج الصفدي في تأليفه، ومنهجه في الترجمة، ومصادر الكتاب، ومنزلة الكتاب ومزاياه .
وجاء الفصل الأول بعنوان : شاعرية الصفدي وآراؤه النقدية من خلال كتابه أعيان العصر، وكان في مبحثين : المبحث الأول دار حول شاعرية الصفدي وأغراض شعره؛ من مدح، وهجاء، ورثاء، وفنون مستحدثة كالموشحات، والمكاتبات، والمواليا، وآراء النقاد في شعره، والخصائص الفنية لشعره .
والمبحث الثاني دار حول وقفات الصفدي النقدية في كتاب أعيان العصر وتضمنت وقفاته النقدية اللفظ والمعنى، واللغة، والتضمين والاقتباس، والقافية.
وجاء الفصل الثاني بعنوان : النثر وفنونه عند الصفدي من خلال كتابه أعيان العصر، وكان في مبحثين : المبحث الأول دار حول الرسائل الديوانية وأنواعها وهي : التقاليد، والتواقيع، والمراسيم، والمناشير، والبشارات .
أما المبحث الثاني فدار حول الرسائل الإخوانية، والتي اشتملت على رسائل الشوق والحنين، ورسائل التهنئة، ورسائل المدح والشكر والسرور، ورسائل التعزية، وأجوبة التعازي، والعتاب والاعتذار، والألغاز، والإجازات، ورسائل الوصف، والتقاريض، وكتب الصداق .
وجاء الفصل بعنوان : الدراسة الفنية لنثر الصفدي، وكان في مبحثين :
المبحث الأول بعنوان : التناص وتوظيف التراث، ودار حول توظيف التراث في النص النثري، وتضمّن تناص القرآن الكريم، وتناص الحديث النبوي، وتناص الشعر الجاهلي، وتناص الأمثال، وتناص الأعلام والبلدان .
أما المبحث الثاني فدار حول جماليات النص النثري عند الصفدي، وقد شمل البديع من طباق، وسجع، وموازنة، وجناس، وكذلك اللغة والأسلوب، والصورة والخيال، وأساليب فنية أخرى .
الخاتمة وتتضمن نتائج وأهم التوصيات .
وبعد ... فهذه محاولة قمت بها جادًا مخلصًا، فإن تكن نافعةً فالحمد لله على ما هدى وأعان، وإن كانت غيرَ ذلك فالخيرَ أردتُ، والجهدَ بذلتُ، ونيةُ المرءِ خيرٌ من عمله، وأستغفرُ الله العظيم، والحمد لله أولًا وآخرًا، وعليه سبحانه قصد السبيل .
مستخلص البحث باللغة العربية
حاولت في هذا البحث دراسة كتاب أعيان العصر، وأعوان النصر، لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفديّ، المتوفى 764ه ، من الناحية الأدبية والنقدية، وهو من المصادر المهمة في القرن الثامن الهجري، وقد ضم بين دفتيه كثيرًا من الشعراء، والأدباء، والعلماء، وهو مصدر مهم لشعر الصفدي وأدبه؛ فقد أورد فيه قدرًا كبيرًا من أشعاره، وموشحاته، ورسائله، وبث ّفيه كثيرًا من آرائه النقدية، وملاحظاته على الشعراء، والأدباء، مما يظهر منهجه النقدي، ويكشف بعض جوانبه.
- غلبة النزعة الموسوعية على كتاب أعيان العصر، وأعوان النصر؛ تلك النزعة التي كانت سائدة في ذلك العصر, والتي أدت إلى حفظ آثارنا، وتراثنا العربي والإسلامي في ذلك العهد العصيب .
- موهبة الصفدي الشعرية، ومكانته، رغم تعرضه للطعن، والتجريح في بعض الأحيان، إلا أن ذلك دليل على علو قدره، وارتفاع منزلته .
- أجاد الصفدي في كثير من الفنون الشعرية كالمدح، والهجاء، والرثاء، وبعض الفنون المستحدثة كالموشحات، والمكاتبات، والمواليا، وغيرها .
- اهتم الصفدي بالألفاظ في صياغة شعره، وقد كانت ألفاظه تتسم بالسهولة، والسجع .
- أدرك الصفدي أهمية الوزن والقافية؛ فالوزن أعظم حد الشعر، والقافية من لوازم الشعر العربي، وجزء من موسيقاه .
- اتسمت القصيدة عند الصفدي بالوحدة الموضوعية؛ ولعل ذلك راجع إلى أن شعره في مجمله كان عبارة عن قصائد قصيرة، أو مقطوعات، وهذا القصر لا يناسبه تعدد الموضوعات .
- جاء في شعر الصفدي ما يسمى بالجناس المركب أو الملفق، وهو نوع من التكلف المذموم في الشعر، إلا أن النقاد برروا هذا النوع من النظم على أنه كان رياضة ذهنية، وتدريبًا تعليميًا، وليس تعبيرًا شعريًا عن معنى أراده الشاعر.
- تجلّت موهبة الصفدي النقدية من خلال وقفاته النقدية مع بعض النصوص الأدبية يَدُلُ على مواطن القوة، والضعف في النص الأدبي، وقد كانت معظم آرائه في هذا الكتاب حول اللفظ، والمعنى، واللغة، والتضمين، والاقتباس، وعيوب القافية .
- تبين من خلال البحث تَبَحُّرُ الصفدي وتمكنه في كتابة الرسائل الديوانية، والإخوانية بأنواعها .
- الرسائل الديوانية تُعدُّ نافذة مطلّة على الحياة الإدارية والسياسة، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية في الدولة المملوكية، كون تلك الرسائل تعالج هذه الأمور مجتمعة، وفوق ذلك تشير الفروق الدقيقة في إنشاء مثل تلك الرسائل إلى دقّة النظام المتبع في ديوان الإنشاء .
- الرسائل الإخوانية، هي تسجيل لعواطف ومشاعر وأحاسيس الكاتب، يودعها تلك الكتب، ويرسلها إلى أصدقائه، وللصفدي العديد من الرسائل الإخوانية، التي أودعها كتابه أعيان العصر وأعوان النصر، وسجّل فيها مشاعره، وعواطفه، وشوقه إلى أصدقائه، ومعارفه، ولمّا كان الصفدي كثير الرحلة، لذا فقد ترك في كلّ بلدٍ زارها صديقًا بل أصدقاء، ولهذا غلبت على رسائله سمة الشوق والحنين.
- أكثر الصفدي من تناصه لحلِّ المنظوم لرواجه في عصره.
التوصيات :
- يُوصَى الباحثون في مجال الأدب بضرورة الكشف عن خزائن كتب التراث الأدبية في العصر المملوكي .
- يُوصَى الباحثون في مجال الأدب بأن يتوسعوا في مجال البحث حول علاقة الأدب بكل العلوم؛ حتى يظهر فضل الأدب ، وأنه شامل لتلك المعارف .
- يُوصَى الباحثون للعلوم غير الأدبية بأن يأخذوا من الأدب بنصيب كافٍ؛ حتى يكون الأدب وعاءً لتوصيل معارفهم إلى الناس بأسلوب جميل .
- يُوصَى الباحثون لعلم اللغة بدراسة الكتاب من الناحية اللغوية؛ فهو مصدر مهم وردت فيه ألفاظ ومسميات وأساليب مختلفة، لا سيما التي جاءت بلهجتها العامية في سياق الحوار والأزجال الشعبية، مما يفتح الباب للباحثين ليخرجوا منها بدراسات ونتائج ذات قيمة بارزة.