Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
اتجاهات التجريب في الرواية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين :
المؤلف
محمد، مروة فيض عبد الرحمن.
هيئة الاعداد
باحث / مروة فيض عبد الرحيم محمد
مشرف / أحمد يوسف خليفة
مشرف / بهاء محمد محمد عثمان
مناقش / عبد الرحيم محمد عبد الرحيم
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
290 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/11/2019
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 296

from 296

المستخلص

إن الرواية العربية جنس أدبي قابل للتطور والتغيير لذا لم تتوقف عند مرحلة معينة من التطور، والبحث عن صيغ جديدة على مستوى الأساليب الفنية، والتقنيات الجمالية يتحقق من خلالها عمل يتسم بالمغايرة والاختلاف عما تعارف عليه من أشكال الكتابة الروائية في السابق ومرت الرواية العربية عامة والمصرية خاصة منذ نشأتها بمراحل تطورت فيها تطورًا كبيرًا، وغيرت من شكلها وأساليبها الفنية ورؤيتها للواقع وموضوعاته، ويعد التجريب هو الدافع وراء هذا التغير والتطور الذي أصاب الرواية؛ ويرجع ذلك إلى مرونتها ورغبة الكتاب الروائيين أنفسهم في التجاوز والبحث عن كل ما هو جديد، فالرواية العربية شأنها كشأن أي جنس أدبي يتصف بالمرونة في تعاملها مع كافة الفنون، وبالتالي فإنها تتأثر بها وتؤثر فيها؛ أي أن الرواية قابلة للخرق والاقتحام من كافة الفنون الأدبية المختلفة، فهي تجذب إليها جميع العلوم وتستمد منها قدرتها على التحول والتطور مما أكسبها صفة التجدد الدائم الذي يجعلها أكثر هذه الفنون شبابًا ونضجًا؛ لأن التطور أمر مهم لكافة العلوم والآداب؛ لأنه شكل من أشكال الاستمرار وخاصة إذا كان الكاتب يمتلك رؤية واضحة وموضوعًا جديدًا ومختلفًا وآليات فنية ممتعة تؤثر في القارئ وتجعله يستمتع أثناء قراءة العمل الذي بين يديه، لذا كانت مهمة الروائي أصعب؛ ولذا ظهر مصطلح التجريب الذي اقترن بمعاني الخروج عن السائد والتجديد والإبداع والتجاوز والاختبار والتجربة والمغامرة.
وكان بداية ظهور التجريب في الرواية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين وخاصة في الستينيات بعد النكسة التي مثلت منعرجًا حاسمًا في مسار الرواية العربية، والتي أحدثت تحولاً كبيرًا لدى الكتاب، فاتخذ الكتاب التجريب مسارًا لكتاباتهم الروائية، وحاولوا البحث عن واقع جديد بعيدًا عن الهزائم المتكررة التي خلخلت منظومة القيم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وظهرت أشكال جديدة من الكتابة لم تكن معروفة من قبل، وتم إنتاج عددًا كبيرًا من الروايات التجريبية نتيجة رغبة الكتاب في الثورة على كل الكتابات التقليدية، وخلال هذه المرحلة قام مجموعة من الكتاب المصريين والعرب بتقديم كتابات مختلفة، ومنهم صنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني ويوسف القعيد ورؤوف مسعد وإدوارد الخراط وعبد الحكيم قاسم وعبده جبير وصبري موسى وبهاء طاهر، وغيرهم الكثير من الكتاب الذين استطاعوا أن يجعلوا الرواية المصرية تتجاوز مستوى الاتجاه الواقعي، وتعددت طرائق السرد فيها فوجدنا أشكالاً مختلفة للروايات، وقاموا بعمل إنجاز تاريخي وإبداعي في مجال الرواية المصرية
مستخلص الرسالة
لقد اختلف معظم النقاد والأدباء في وضع تعريف محدد للتجريب، وقد تعددت المفاهيم التي وضعت لتعريفه وتحديد معناه، ويعود ذلك لحداثة هذا المصطلح.
وظهر هذا المصطلح على يد إميل زولا الذي يعد أول من ربط كلمة تجريب بالرواية في كتابه المعروف الرواية التجريبية، وكان قبل إميل زولا يرتبط بالحقل العلمي، ثم استخدمه الكتاب في الرواية الغربية وسرعان ما انتقل إلى الرواية العربية، واستطاع الكتاب إحداث ثورة هائلة على كل أشكال الكتابة التقليدية من خلال أعمالهم الأدبية التي أسهموا من خلالها في تطور فن الرواية في مصر وذلك عن طريق تطعيم أعمالهم الأدبية بتقنيات حديثة وعناصر جديدة تتماشى مع متغيرات العصر حيث إن الكتابة الروائية والتحولات التي طرأت عليها، أسهمت بشكل واضح في خلق واقع إبداعي جديد في مصر، وخرجت عن تلك الكتابات المألوفة، فبدأت الكتابات التجريبية محدودة التجربة، ثم تطورت، وأصبحت التجارب الأدبية أكثر نضوجًا، وأكثر تطورًا، وبرزت على سطح الرواية المصرية نماذج كثيرة تمتهن التجريب ضمن معمارها الإبداعي، وتنوع التجريب على المستوى الشكلي والمستوى الموضوعي وقاموا بتكسير للميثاق السردي، وتعدد الأصوات، واستطاع الكتاب من خلال الموضوعات الجديدة الغوص داخل مصادر التراث المختلفة والأخذ منها، كالحكايات الشعبية والسير، والأساطير والمصادر التاريخية ومستجدات الواقع الاجتماعي، لجأ الكتاب إلى التاريخ والأسطورة والرمز والتصوف والحكايات الشعبية وذكر تفاصيل الحياة اليومية، وتوظيف المقالات الصحفية، والشهادات التوثيقية للحديث عن الأزمات التي يمر بها الوطن والهزائم المتكررة التي أصابته، وأصبح السرد لا يسير على حكاية نمطية أي متسلسلة الأحداث، وأصبحت الرواية تستوعب كافة الأجناس والعلوم والجزئيات، ويشمل التناقضات على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فكل كاتب استطاع أن يوظف أشكالا فنية متطورة جديدة معتمدًا على حس المبدع الذي يمتلكه، فخرجت أعمال روائية أصبحت محطات مهمة في مسار الرواية في مصر.