![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن البيئة المحيطة به لأنه بطبيعته اجتماعى لذلك يعتبر التفاعل الاجتماعى أساساً لعملية التنشئة الاجتماعية حيث يتعلم الفرد أنماط السلوك المختلفة التى تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد وهذا السلوك الفردى ماهو إلا ظاهرة تنتج عن التفاعل المستمر مع الآخرين وبذلك تعتبر المهارات الاجتماعية أحد العوامل المهمة والمحددة لتفاعل الفرد مع الآخرين وقدرته على الاستمرار فى هذا التفاعل حيث تعتبر من القضايا التربوية الهامة التى تشغل آراء العاملين مع الأطفال بصفه عامه والأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بصفه خاصه شأنهم فى ذلك شأن أقرانهم العاديين يحتاجون إلى مزيد من الدعم والرعاية إلى أن تتاح لهم فرص التعليم والصحة والمعيشة وكل ما يحتاجون إليه وفقا لمتطلباتهم واحتياجاتهم . لذلك فإن جميع الدراسات والأبحاث التى اهتمت بدراسة هذه الفئة أوصت بضرورة تنمية المهارات الاجتماعية لديهم حتى يستطيع التفاعل والتواصل مع البيئة المحيطة. وأن المهارات الاجتماعية تحتل مكانة بالغة الأهمية فى البرامج التدريبية التى تقدم للأطفال ذوى الإعاقة الفكرية ؛ لأن هؤلاء الأطفال شأنهم شأن باقى أفراد المجتمع لهم حقوق على المجتمع. وقد أوضحت سعاد فرحات ( 2014 ، 107 ) أن المهارات الاجتماعية من المهارات ذات الأهمية فى حياة الإنسان عامة ؛ حيث هى التى تساعد على أن يتحرك نحو الآخرين فيتفاعل معهم ويشاركهم فيما يقومون به من أنشطة. وأكدت الدراسات فى هذا المجال على الارتباط بين القصور فى المهارات الاجتماعية والعديد من الاضطرابات السلوكية والوجدانية كالسلوك العدوانى والإكتئاب ؛ لذلك يجب عمل برامج متعددة ومتنوعة لتنمية تلك المهارات ؛ لأن ذلك يساعد فى تقليل الصعوبات والمشاكل التى تواجههم فى التعامل مع المحيطين بهم ، وحتى لا يكون خطراً على نفسه وعلى المجتمع مثل دراسة أميرة طه بخش ( 1997 ، 2001 ) ودراسة انشراح المشرفى ( 2005 ) ودراسة فان ( 2008 ) ، ودراسة هانى مصيلحى ( 2014 ) ؛ لذلك يجب تدريب وإكساب الأطفال المعاقين فكرياً على تلك المهارات التى تساعدهم على التكيف مع المجتمع. ولكن تدريب هؤلاء الأطفال يحتاج إلى استراتيجيات متنوعة ومتعددة ؛ لأن صفات وخصائص هؤلاء الأطفال تجعلهم يحتاجون إلى اكتساب المعلومات والمهارات بطرق مختلفة ومتنوعة تتفاعل أكثر مع حواسهم مثل ما أشار إليه ماكسيلان ( 1977 ) بأن درجة التذكر ترتبط بالاستراتيجية التى تتم بها عملية التعلم ، فكلما كانت الاستراتيجية أكثر تفاعلاً مع الحواس كلما زادت القدرة على التذكر ( إبراهيم سويلم ،2013 ، 3 ، 4 ). لذلك سوف يتم استخدام استراتيجية القصص متعددة الحواس فى إكساب الأطفال ذوى الإعاقة الفكرية بعض المهارات الاجتماعية ؛ حيث أوضحت الدراسات السابقة مثل دراسات زياد بدوى ( 2011) ،Halfens (2011) ، عبدالفتاح مطر( 2012) ، هانى سعيد ( 2014) ، Seray Gul ( 2015 ) ، أن القصة من أحب الاستراتيجيات وأفضلها فى إكساب وتنمية بعض المهارات والسلوكيات للأطفال ذوى الإعاقة الفكرية. فالقصص محببة للجميع بصفة عامة وللأطفال بصفة خاصة ؛ حيث نجدها تدرب الأطفال على حياة الأسرة والجماعة وتتيح لهم حرية التعبير عن رغباتهم ( رحاب عبدالسلام ، 2008 ، 4 ). وتوظيف هذه الاستراتيجية التدريسية بشكل مبكر قد يساعد على اكتساب المهارات الاجتماعية لما لها من أهمية بالغة فى حياة الفرد المعاق فكرياً منذ الصغر تماشياً مع أحد استراتيجيات التدخل المبكر المرتكزة على الطفل المعاق نفسه ، وتهتم هذه الاستراتيجية بالعمل على تزويد الأطفال بالخدمات العلاجية والنشاطات التى تستهدف الاستثارة الحسية لتطوير مهارات الطفل ومساعدته على النمو السليم ( إبراهيم السويلم ، 2013 ، 4 ). |