الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الملخـــــص يعتبر العقل اللاوعي قوّة كامنة هائلة ضخمة تسيطر على الجانب الأكثر غموضًا وتأثيرًا على الإنسان، وقد اتجهت الدراسات الحديثة لفهم تلك القوّة الكامنة ودراستها ومعرفة طريقة عملها؛ لفهم كيفيّة التأثير عليها، واستخدامها، ومحاولة تسخيرها في الكثير من الأمور؛ كالإعلان، والطب وغيرهما؛ فالعقل الباطن له قوانينه وله أساليب لبرمجته، وإذا ما تم دراسة فهم تلك القوانين والأساليب ودراسة كيفيّة عمله؛ أمكن ذلك عند تسخير تلك القوّة لكل ما هو إيجابيّم. وقد اتجهت الدراسات الحديثة في مجال الدعاية والإعلان إلى دراسة العقل البشريّ، ومخاطبة العقل الباطن للمستهلك، وليس مخاطبة غرائزه فقط؛ وذلك لتمرير الرسائل الإعلانيّة إلى وعيه الباطن؛ ومن ثمَّ اقتنائه المنتجم. ولم يكن دخول العقل الباطن في الإعلان دخولًا مفاجئًا؛ فقد ظهر العقل الباطن منذ عقود مضت في الفنّ؛ في كثير من المدارس الفنيّة، وكانت «المدرسة السيرياليّة» الأكثر ظهورًا بين تلك المدارس، ومن هنا توالى الاهتمام بذلك الفنّ الخارج عن المألوف، والبعيد عن المنطق، وقد نفذ ذلك الفنّ من خلال الخيال والخيال السيرياليّ، ومن خلالهما ظهر كل إبداع وابتكار؛ وصولًا للإعلان، وظهور الفانتازيا الإعلانيّة، واختلاف أساليبها؛ لإيصال الرسائل الإعلانيّة المستهدفة، وكل ذلك من خلال الأساليب الإعلانيّة المختلفة؛ والتي يؤثر العقل الباطن -من خلالها- في لفت الانتباه، وطبع الصورة الذهنيّة؛ وصولًا للاستجابة الشرائيّة المرجوة والمستهدفة. وقد تعددت العلوم والدراسات في مجال الإعلان الحديث؛ للوصول للعقل الباطن للمستهلك؛ فالعقل الباطن هو أهم الاكتشافات الحديثة، وهو أساسٌ لكل نجاح إعلانيّ؛ فكل نجاح وصل إليه أسلوب جديد في الإعلان يؤثر على حواس المتلقي، أو يثير عاطفته وخبراته السابقة؛ هادفًا منه إثارة تساؤل، أو طبع صورة ذهنيّة، أو توجيه فكرة جديدة غير مألوفة؛ فهو -أولًا وأخيرًا- يهدف إلى توصيل العقل الباطن لمرحلة اقتناء المنتج؛ مرورًا بالعديد من المراحل الشعوريّة أو غير الشعوريّة؛ مثل جذب الانتباه، والإدراك، والإقناع، وتكوين الصورة الذهنيّة، وتصديق الفكرة أو الرسالة الإعلانيّة؛ وطبعها داخله؛ ثم اتخاذ القرار الشرائيّ، واعتبارها حاجة من حاجاته؛ فبمجرد طبعها وجب تنفيذها -سواء طالت الفترة قبل الاستجابة أو قصرتم. |