Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاختيارات الفقهية لأبي الحسن اللخمي المالكي في المسائل الخلافية عدا العبادات :
المؤلف
شلاش، عوض يحيى عوض.
هيئة الاعداد
باحث / عوض يحيى عوض شلاش
مشرف / عزت شحاتة كرار
مناقش / محمد شرف الدين خطاب
مناقش / بشير محمد محمود
الموضوع
الفقه الاسلامي.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
365 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الشريعة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 372

from 372

المستخلص

تظهرُ أسبـابُ اختيـار الموضـوع في أهميتـه وثمرتـه وقيمتـه العلميّـة , وتظهــر أهميته في نقاط أبرزها :
1/ إن الاختيارات الفقهية للإمام أبي الحسن اللخمي مما ذاع واشتهر دون وقوف على حقيقتها أو إلمام بمعرفتها , وقد تناقلها العلماءُ المتأخرون من المــالكية في كتبهم , فربما عبّر من لا درايـة له بمشـهور المــذهب المـالكي بها عن مشـهور المــذهـب فيـقع فـي اللــبس والاخـتـلاط , لذلـك كــان مــن الضــروري إخراجها واستخلاصها في هذا السّفر الخاص بها .
2/ أنّ اختيارات الإمام أبـي الحســن اللخمـي كثـُر الحديـثُ عنهـا مـا بيــن مؤيــد ومعارض لـذلك اختيـار الموضـوع جـاء للوقـوف علـى حقيقتهـا , وبيـان الأهــم منهـا ومعرفـة الأدلـة التـي استند إليـهـا ومعـرفـة مـقــدار الموافـقـة للمـذهــب , ومدى المخالفـة فيـها .
3/ أنّ اختيــارات الإمــام أبــي الحســـن اللخمـي قـــد خـرجــت فـي أكثـرهـا عــن مشــهور المذهب .
4/ كون الإمام أبي الحسن اللّخمي المالكي أحـد كبار علماء المغاربـة المــعروفين في مذهب الإمام مالك بن أنس .
5/ الرّغبة في التّعرف على الفقه المالكي دراسةً وممارسـةً مـن خلال العمـل فـي تحقيق كتاب من أهم كتبه ومرجع من أهم مراجعه .
6/ احتياجُ المكتبـة الإسلامية بصفـة عامـة والمكتبـة الفقهيـة بصفـة خاصـة إلـى مثل هذا العمل الكبير .
النتائج :
يُعـد القـرن الخامـس الهجري قـرن مفصلي في تاريخ العالم الإسـلامي , وكثيراً ما اتخذتـه الدراسـات الحديثـة كحـد زمنـي , إمـا كنهايـة لمعالجـة موضـوع ما يتعلـق بالحضارة العـربية الإسلامية , أو كبـداية . كما أن المسلميـن أنفسهم جعلـوا منه نوعاً من الحد الزمني بين مرحلتين مرّت بها حضارتهم , إذ استقـر عنـدهم أنه مع هذا القرن الخامس أغلـق باب الاجتهاد , ولم يأت بعـده إلا مقلّـد . ويعكس مثل هذا الغلق فيما يعكسه عقلية تريد المحافظة على المكتسبات أمام خطورة التهديدات من ناحية , وعدم الثقة في القدرة على مسايرة التغيرات .
إن المدرســة المالكيـة - عمــوماً - وفـي هـــذه الحقبــة الزمنيـة بالــذات - القـــرن (5هـ /11م) - مجتهـدة غيـر مقلـدة , مجـددة غيـر جامـدة , بل متميـزة في جوانب عديدة من اجتهاداتها , وفي ذلك دلالة على رحابة المذهب المالكي وتنوّع مـدارسه
واتساع أفـق فقهائه , فلا تكاد نجـد من يعاتـب أو يُخطئ غيـره داخل هذه الجامعة الفقهية الكبرى التي غرست شجرتها في المدينة المنورة وامتدت أغصانها شـرقاً حتى أقاصي آسيا وغرباً حتى أدغال إفريقيا .
هذا هو إجمالاً حـال القرن الخامـس الهجري , القـرن الـذي عاش فيه أبو الحسن اللخمي , فضلاً عن مكانته العلمية مـن حيـث التفكيـر والإنتاج والتأثير , وإن لـم يكـن يكتـب اللخمي كثيراً إلا أنـه قـد تـرك لنا كماً هاماً مـن الفتاوى عملت مصادر مختصة على الاحتفاظ بها , واحتوت من القضايا والأجوبة ما يمثل ثروة حقيقية للتعـرف على جوانـب مختلفة مـن حياة الذيـن عاشـوا ذلـك القرن . هـذا إضافة لما احتواه كتابه الشهير , كتاب ”التبصرة” .
ويعـدّ اللخمي مـن الفقهاء القلائـل الذيـن تناولوا فـروع المذهـب بالنقد , وإن لــم يكن شاملاً , وإنما تناول قضايا معينة ومسائل متفرقة . وإذا كان اللخمي قد ظهر في عهـد كان فيـه المذهـب قـد أشـرف علـى الخـروج مـن مـرحلة التطبيـق إلى مـرحلة التنقيح , فـإن طريقته النقـدية المبنية أساساً على دراسـة فروع المذهـب في ضـوء عـرضـها علـى أصــوله وقـواعـده جعلتـه يكاد يلتحق بالأئمـة الأوائـل المشهـورين بالاجتهاد في المذهب .
كما يعدّ اللخمي من الرواد الأوائل الذين اهتموا بالخلاف الداني أو الصغير وذلـك بتتبع الآراء والأقوال داخل المذهب وتدقيقها وتمحيصها والترجيح بينها , ليختار ما وافق الدليل وأيّدته مقاصد الشريعة , مما أولى كتابه ”التبصرة” مكانة عالية عند الفقهاء .
و ”التبصرة” كتاب مهم حفظ لنا نقولاً كثيـرة مـن الكتـب المعتمـدة فـي المذهـب
كـ (المجمـوعة , والواضحة , والموازية , والمبسـوط ...) حيـث يعـد مــن أجـلّ
الكتب الفقهية المعتمدة لدى السادة المالكية , وأعظمها قدراّ فقد كانـت اختيارات اللخمي عماداّ مـن عُمـد ”مختصر خليل” , ولا تخفى مكانـة هـذا المختصـر عند متأخـري فقهاء المالكية , حيـث صـاروا عليـه معتمديـن وإليـه راجعيـن , وعنه صادرين . ولقد مضى على تأليف ”التبصرة” أكثر من تسعة قــرون ونصف , وهي لاتزال محط أنظار الباحثين والدارسين .
تميّـز اللخمي فـي مجـال اختياراته الفقهيـة بالمنهـج العلمـي المبنـي على أسـس
معتبرة بعيدة عن التشهي والأهواء .
استطاع اللخمي في اختياراته الفقهية أن يـزاوج بين النقل والعقل , وبين النص
وتنزيله في الواقع , وهذا يعد من أفضل العلوم وأجلّها .
رصـدت الدراسـة جملـة مـن اختيـارات اللخمـي وتوجهاته الفقهية التي تنم عـن
سعة علمه , وتحرره من التعصب , ونبذه للتقليد , وقدرته على الاجتهاد .
إن معنى الاختيار الـذي ذهـب إليه أبو الحسن اللخمي هو ما ترجّح عنده الدليـل
أو وجه تعلّل به .
إن مخالفـة اللخمـي لما هـو مقـرر فـي المذهـب - أي المذهـب المالكي - لا يعـد
انتقاصاً من المذهب أو حظّاً من مكانته , وليسـت هي تمـزيقاً للمذهـب بقـدر ما
هي تجديد وإثراء له وتطوير .
انفـرد الإمام أبـو الحسـن اللخمي ببعـض الاختيـارات التـي لـم يوافقـه فيها أحـد
مطلقاً.
كما أن أسلـوب الاستـدلال والتوجيه والتعليل الذي اتبعه أبو الحسـن اللخمي في
اختياراته قـد خلـت منه كتـب المالكيـة غالباً , فيعـد ذلـك مـن الإمـام أبي الحسن
اللخمي إسهاماً منه في التوضيح والبيان لكثير من مسائل المذهـب المالكي .
وفي النهاية يمكن القول : أن هذه الدراسة تعد إسهاماً في إحياء التراث الفقهي
الذي تـركه لنا أبو الحسن اللخمي , وكشـف عنه منهجـه في اختياراته الفقهيـة
التي هـي أقــرب إلـى أن تكـون نقـداّ لـروايـات ”المدونـة” والترجيـح بيـن آراء
المتقدمين فيها وفي غيرها , كما يبرز هذا الموضوع جهود عالم فذ مـن علماء
المالكية - أي اللخمي - التي قام بها في مجال نقد الآراء والأقوال داخل المذهب.
ثانياً : التوصيات :
1/ النظر في آراء الفقهاء واختلافهم في المسائل الاجتهادية والتبصر في أدلتهم
وحججهم , فقــد اشتهـر عـن أئمـة الفقـه قـولهم ”لا ينبغي للرجـل أن يفتي حتى
يعرف اختلاف الفقهاء فيختار منها على علمه الأحوط للدين والأقوى باليقين” .
2/ مزيد من الاهتمام بدراسة كتاب ”التبصرة” من حيث إبـراز المنهج الفقهي ,
أو القواعد الأصولية والفقهية , أو التطبيقات المقاصدية ...
3/ كثيــر مــن المصـادر التـي اعتمـدها اللخمـي فـي كتابـه ”التبصــرة” لا تـزال مخطوطة تنتظر المنقذ لها من أن تأكلها الأرضة , ويخرجها لترى النور, وتثري المكتبات .
4/ ملاحظة وجوب تغيـر الأحكام بتغيـر الأزمان في المسائـل التي بنيـت أحكامها على العوائد والأعراف عند تبدلها وتغيرها .
5/ مزيـد من الاهتمام بالعلماء الذيـن تعرضـوا للخـلاف الداني أو الصغيـر داخـل المذهــب المالكـي , ودراسـة مناهجـهم , وإبـراز خصائصـها ومقـوماتها ومــدى تطورها .
6/ دراسـة الخـلاف الداني داخـل المذهــب المالكـي , دراسـة تاريخية تبيّن مـدى تطــور هـذا المنهـج انطـلاقاً مـن الاتجـاه الجدلي عنـد المالكيـة العـراق , مـروراً بالاتجاه الأثري عنـد ابن عبـد البـر ووصـولاً إلى الاتجـاه التعليلي عنـد اللخمي , وعوامل تطور هذا المنهج .
7/ تشجيع مراكز البحوث والجامعات على نشر ثقافة إحياء التراث والعمـل على إعداد الأكفاء لذلك مع تطويرهم.