الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تثبت وقائع التاريخ أن ظاهرة العنف وإستخدام القوة في المجتمعات البشرية سواء بين أفراد الأسرة الواحدة ، أم بين أعضاء المجتمع في مؤسسة الدولة ، هي قديمة قدم الإنسان ذاته و لصيقة بطبيعة وجوده الإجتماعي أو هي مكتسبة للإنسان ونكاد نجد العنف موجوداً في أي مجتمع عندما يكون الإنسان فيه محتقناً إجتماعياً أو معبأ نفسياً أو فارغاً ثقافيًا . وتأكيداً لهذا العمق الإجتماعي التاريخي لفعل العنف هناك مثال ديني واضح ومعلوم على استخدام العنف حيث قتل قابيل أخاه هابيل مع أول وجود وإشراق الإنسان على سطح هذه الأرض ، فهذا ليس من الحياد والعدل العلمي أن نميز بالمطلق بين تاريخ ظاهرة العنف ضد المرأة وتاريخ العنف ضد الرجل على أساس أن للمرأة تاريخاً مستقلاً عن تاريخ العنف ضد الرجل. بل في نظري أن تاريخ البشرية في جميع حقائبُه يضمن أمراً واحداً ، لذا فإن الأصل هو تاريخ العنف ضد الإنسان فالتاريخ يوضح أن تعامل المجتمع الإنساني لطائفة من الناس وهم العبيد ، الرقيق ، والخدم لم يكن فيه فرق واضح بين المرأة والرجل في شغل هذه الوظائف ومع هذا لا يمكن أن ننكر أنه هناك نوع آخر من تاريخ ممارسة العنف ضد المرأة في المجتمعات القديمة سواء من الناحية الإجتماعية أم القانونية وبالأخص من جانب أهليتها القانونية في مباشرة حقوقها الأنسانية . |