الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يزخر تراثنا الإسلامي بصفة عامة والتراث اليمنى بصفة خاصة بالكثير من الشخصيات الفكرية التي لها إسهاماتها في شتى الفنون والمعارف، والتي تحتاج إلى وقفة علمية تميز غثها من ثمينها، وأصيلها من دخليها، وحقيقها من بالها، وذلك إذا أردنا أن نستلهم منها قيم روحية وفكرية وعقائدية ملائمة لبيئتنا ومنسجمة مع حضارتنا، ومحافظة على هويتنا الإسلامية في كافة جوانبها العقائدية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، والإمام القاسم بن إبراهيم الرسِّي (ت 246 هـ/860 م) – شخصية بحثنا – واحد من هذه الشخصيات الإسلامية العربية اليمنية التي امتزج في فكرها الغث بالثمين والدخيل بالأصيل والباطل بالحقيقي. لذا فهذا البحث في أحد جوانبه يقوم بغربلة آرائه وتمييز خبيثها من طيبها. وقد جاء اختيارنا لهذه الشخصية لبحثنا هذا، ليس فقط من أجل ما لها من إسهامات فكريه، ولكن أيضا من حيث أن هذه الشخصية واحدة من أكبر علماء المذهب الزيدى، ومن مؤسسى المذهب باليمن، وسنحاول أن نعالج هذا البحث بطريقة موضوعية، من حيث أن طبيعة القرآن والسنة تدعونا إلى هذه الموضوعية باعتبارها الميزان الذى ينبغي أن يلتزم به كل باحث يبتغى إصابة الحق، ولذلك سنرى أن هوة البعد بين أهل السنة والجماعة وشخصية بحثنا ستضيق بقدر ما تحمله أفكار الرجل من أراء تتماشى مع القرآن الكريم والسنة المطهرة. |