Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الفينومينولوجيا عند جان فرانسوا ليوتار :
المؤلف
نجيب، ريموندا سمير.
هيئة الاعداد
باحث / ريموندا سمير نجيب
مشرف / محمد يحيى فرج
مشرف / نشوى صلاح محرم
مناقش / قدرية إسماعيل
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
281ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
19/11/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - قسم الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 281

from 281

المستخلص

الفينومينولوجيا عند جان فرانسوا ليوتار
”دراسة تحليلية نقدية”
لقد تناولت هذه الدراسة تأثير الفينومينولوجيا على الفيلسوف الفرنسي ما بعد الحداثي جان فرانسوا ليوتار، وتكمن أهمية هذه الدراسة في أن الفينومينولوجيا أثرت بصورة كبيرة في الفكر ما بعد الحداثي عامة، وفى فكر ليوتار تحديدا، ويقدم ليوتار قراءة جديدة للفينومينولوجيا من منظور ما بعد حداثي، وهى قراءة تبرز التأثير الأساسي للفينومينولوجيا في الفكر ما بعد الحداثي، وتكمن أهمية هذه الدراسة أيضاً في أنها تقدم لنا فهما أعمق للفينومينولوجيا، كما تتيح لنا التعرّف على دور الفينومينولوجيا في تقديم حلول لأزمة العلوم الإنسانية في مطلع القرن العشرين، وتوضح لنا هذه الدراسة أهمية الفينومينولوجيا في فكر ليوتار، وتهتم بتوضيح دور الفينومينولوجيا في فلسفته ككل في مراحلها المختلفة. وهو ما سيتضح من خلال تحليل ومناقشة العديد من الباحثين ومن خلال قراءتنا الخاصة للفينومينولوجيا عند ليوتار.
وتهدف هذه الدراسة إلى: أولا: إلقاء الضوء على تأثير الفينومينولوجيا في الفكر ما بعد الحداثي،وتحديدا عند ليوتار. ثانياً: توضيح علاقة ليوتار الجدلية بالفينومينولوجيا بين التأثير والرفض، الاستخدام والتجاوز. ثالثاً: توضيح الجوانب ما بعد الحداثية في الفينومينولوجيا (التى استفادت منها ما بعد الحداثة عامة من خلال نموذج ليوتار). رابعاً: التعرف على الجوانب التي استمرت مع ليوتار في تأثره بالفينومينولوجيا حتى مرحلة الخلاف.
وقد تحققت هذه الأهداف من خلال الخطوات الآتية:
المقدمة، وتناولت أهمية الدراسة وأهدافها وإشكالياتها والمنهج الذي اتبعته.
التبويب، والذي اشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: ”ليوتار بين الفينومينولوجيا وما بعد الحداثة”، ناقش هذا الفصل علاقة ليوتار بالفينومينولوجيا من منظور ما بعد حداثي، والخصائص العامة للفينومينولوجيا، وتحديداعند هوسرل، باعتباره مؤسس الفينومينولوجيا، كما بيّن مساهمة الفينومينولوجيا في تشكيل الفكر ما بعد الحداثي.
الفصل الثاني: ”علاقة ليوتار بالفينومينولوجيا: بين التأثير المعرفيّ والنقد السياسيّ”، تناول هذا الفصل قراءة ليوتار لفينومينولوجيا هوسرل من خلال كتابه الأول ”الفينومينولوجيا”، وتناول أيضاً أهمية الفينومينولوجيا بالنسبة للعلوم الإنسانية، ليبين كيف حاولت الفينومينولوجيا أن تتجاوز أزمة تلك العلوم، كما ناقش كيف استخدم ليوتار الفينومينولوجيا ليتجاوز الماركسية.
الفصل الثالث: ”تحليل الرؤية البنيوية للغة وتفكيك الخطابي بالتصويري”، ناقش هذا الفصل مشكلات اللغة عند سوسير، وموقف ليوتار منها من خلال الجانب الوجودي للغة عند ميرلوبونتى،كما تناول الخطاب عند ليوتار، وكيفية تفكيكه بالتصويري في كتاب ”الخطاب،الصورة” متأثراً بفينومينولوجيا ميرلوبونتي.
الفصل الرابع:”تحليل لدور الفينومينولوجيا في تأسيس فلسفة ليوتار عبر مراحلها المختلفة”،تناول هذا الفصل دور الفينومينولوجيا في تشكيل مراحل فلسفته المختلفة، وبالتحديد مرحلة الخلاف.
خاتمة البحث: قدمت الخاتمة مدى تأثير الفينومينولوجيا على فلسفة ليوتار،وعرضت لما توصلنا له من نتائج. بالإضافة إلى ثبت المصادر والمراجع العربية والأجنبية.
وفيما يلى بعض النتائج التي توصلت إليها الدراسة:
أولاً: توصلت الدراسة إلى استفادة ليوتار من الفينومينولوجيا في رفضها للثنائية، إذإنه ينظر إلى كافة الثنائيات بوصفها سطحا واحدا كثيفا يشكل شبكة من العلاقات بين الخطابي والتصويرى في ”الخطاب،الصورة”، أو بين التشكيلات والتوقدات في ”الاقتصاد الليبيدي”، أو بين أنواع الخطاب المتغايرة والمتصارعة في ”الخلاف”.كما رفض الثنائيات أيضاً لأن الذات موجودة دائماً داخل موقع تنطلق منه لا يمكّنها من أن تكون حيادية تجاه الموضوع. لكنه تجاوز الفينومينولوجيا، لأنه رأي فيها أنها تمحو الاختلاف،وتدعو إلى الوحدة والمركزية في حين إنه يدعو إلى الاختلاف واللامركزية.
ثانياً: استفاد ليوتار من الفينومنولوجيا في فكرة ”البدء من جديد”، إذ إن المرء دائماً في حالة بداية مستمرة، وليس هناك كلمة نهائية بصدد موضوع ما، وذلك بالطبع لأن ليوتار يرفض كل ما هو نسق ونهائي غير قابل للتغير، إذ إنه يرفض الوصول إلى حقيقة نهائية مطلقة تكون بمثابة ”حكاية كبرى” كالمنطق عند هيجل مثلاً، لكنه تجاوز الفينومينولوجيا إذ إنه رفض أن تكون طريق ثالث يلغي أو ينفي أو يتجاوز الخلاف والتعددية، بالإضافة إلىإنه رفض الحكايات الكبرى لأنها تقترف ظلم بشأن ”الحدث” لأنها تطمس خصوصيته وتفرده داخلها.
ثالثاً: توصلت الدراسة إلى أن ليوتار انتقد العلامة البنيوية الخاصة بالخطاب التمثيلي بوصفها تمثل وحدة مجردة، وأنها محددة وتقوم على الاستبعاد، وطرح بدلاً منها العلامة التوقدية، وهي وحدة من حيث هي تشكيلة تمثل نظامًا ما، ولكنها تتشكل من خلال توقدات أو عواطف ورغبات متعددة ومختلفة تسري أو تدور خلالها. وإذا كانت العلامة البنيوية تتأسس من خلال نظام يستبعد التوقدات، فإن العلامة التوقدية يتلاقى عليها النظام أو البنية، متمثلاً في التشكيل واللانظام، والتشتت متمثلاً في التوقدات، دون أية أولوية أو إخضاع أحدهما للآخر. إذن، فالعلامة عند ليوتار تتسم بالإزدواجية بدلاً من الثنائية.
رابعاً: استخدم ليوتار أيضاً تصور المرئي عند ميرلوبونتي كمقابل للفضاء النصي الآفقي ثنائي الأبعاد، الذي يمثله الخطاب وفقاً للرؤية البنيوية، حيث يتميز الفضاء المرئي للعالم بالتعقيد،وتعدد الأبعاد، والعمق. واستفاد ليوتار من التداخل بين المرئي واللامرئي عند ميرلوبونتي في العلاقة بين الخطابي والتصويرى عنده، إذ إن المرئي، عند ميرلوبونتي، لديه جزء لا مرئياً، كالمكعب مثلاً، عندما أرى أحد أوجهه لا أرى الوجه الآخر، واللامرئي لا يظهر إلا داخل المرئي، فهو يسكن فيه ولا نعرفه إلا من خلاله. وأيضاً فالعلاقة بين الخطابي والتصويري هي علاقة تداخل وتغاير، ويتمثل التداخل في تأسيس التصويري على الخطابي من ناحية وظهور التصويري فقط من خلال الخطابي من ناحيةأخرى.
وتجاوز ليوتار ميرلوبونتي من خلال البحث في فرويد وفكرة الرغبة اللاواعية، وتكمنأهمية فرويد بالنسبة لليوتار في أن كتاباته عن الرغبة تقدم نموذجاً قوياً للتصويري. فالتصويرى يعمل داخل الخطابي عند ليوتار، كما يعمل اللاوعي داخل الوعي عند فرويد.
خامساً: أما فيما يتعلق بدراسة ليوتار للعلاقة الوثيقة بين الفينومينولوجيا والعلوم الإنسانية ”علم النفس، علم الاجتماع، التاريخ”. فقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:
فى مجال العلاقة بين الفينومينولوجيا وعلم النفس، رأي ليوتار أن الفينومينولوجيا تصر على إمكانية الانعكاس مقابل الاستبطان النفسي، لأن الانعكاس يضمن إمكانية وجود موضوع داخل تيار الوعي، وبالتالي يتحقق شرط القصدية وإلغاء الثنائية. كما تضع الفينومينولوجيا القصدية مقابل السلوك، وبالتالي تتجنب فخ الحتمية السلوكية، لأنها تسعى إلى التركيب بين الذات والموضوع.
أما عن علاقة الفينومينولوجيا بعلم الاجتماع، فقد توصلنا، من خلال هذه الدراسة، إلى أن الفينومينولوجيا عند ليوتار لا تقترح علم اجتماع معين، إنها بالآحرى تقترح إعادة تفسير نقدى وبنائي للبحث الاجتماعي، فليس هناك علم اجتماع فينومينولوجي،بل هناك فلسفة تتحدث مثل علم الاجتماع عن العالم والبشر والعقل فقط. كما رفض ليوتار تناول الاجتماعي على أنه موضوع، وينبغي علينا أن ندركه على أنه تجربة معاشة.
أما عن العلاقة بين الفينومينولوجيا والتاريخ، يرى ليوتار أن التاريخ، بالنسبة للفينومينولوجيا، لا يقترح على الإنسان معناه، بل أن الإنسان هو الذي يقترح هذا المعنى على التاريخ. فالإنسان ليس مجرد مستقبِل للمعنى الذي يحدده التاريخ، بل يشارك أيضاً في صنع تاريخه. والفينومينولوجيا هنا أقرب إلى الوجودية في رؤيتها بأن وجود الإنسان سابق على ماهيته. وبالإضافة إلى ذلك، يرى ليوتار أن تاريخ الذوات الإنسانية، مثله مثل الفينومينولوجيا لم يكتمل بعد، ذلك لأنه تاريخ إنساني، ولأنه إنساني ليس له موضوعا يقبل التحديد الدقيق، ولأنه إنساني ليس عديم المعنى. فمعنى الذوات الإنسانية عند ليوتار لا يمكن تحديده بصورة نهائية بل هو معنى مفترض مازلنا نبحث عنه، وهذا لأن مستقبلنا غير محدد نسبياً، ولان سلوكنا لا يمكن لعالِم النفس التنبؤ به، بسبب إننا أحرار.
وأخيراً، فعلى الرغم من محاولة العلوم الإنسانية استعادة الإنسانية ذاتها، يقرر ليوتار إنها لم تستطع تحقيق ذلك، لأنها حاولت تطبيق قوانين هذه العلوم على الذات الإنسانية، غافلة عن أن طبيعة الذات الإنسانية تختلف تماما عن طبيعة الذات كما تتصورها تلك العلوم.
سادساً: لعبت الفينومينولوجيا دوراً بارزاً في تشكيل فكرة الحدث عند ليوتار، الذي هو المحور الرئيسى لفلسفته ، إذ إنه أقرّ بالبداية المستمرة في تحديد الحدث، وإنه ما زال البحث عنه, كما إنه رفض فهم الحدث وفق معيار محدد سابقا، وبالتالي رفض الأحكام السابقة التي تخص الحدث. فالحدث عند ليوتار هو لحظة مفتوحة، وغير محددة، ولا يمكن التنبؤ بها، ويجب علينا الانصات للحدث دائماً، أي ”البدء من جديد” دائماً في قراءة الحدث، وعدم وجود حكم نهائي يفسره، وذلك لأن الحكم تبعاً لمعايير سابقة يؤدى إلى طمس تفرد الحدث وتغايره.
لقد استخدم ليوتار مفهوم الوثنية في ”دروس في الوثنية” و”عن العدل” بمعنى إيجابي من حيث إنها ترفض الأنساق الكلية والشمولية من خلال قولها بتعددية العدالات،أي القبول بالتعددية. وهنا أتضح لنا تأثر ليوتار بالفينومينولوجيا في فكرته عن العدالة حيث أن الفينومينولوجيا كانت ترفض الأنساق الكلية والأفكار السابقة، لكنه تجاوزها في قوله بتعددية العدالات لأن الفينومينولوجيا كانت ترغب في علم صارم تحتكم إليه كافة الحالات المختلفة.
كما استخدم أيضاً تصور ”ألعاب اللغة” في كتابه ”الوضع ما بعد الحداثى” محاولة منه للحفاظ على تغاير ألعاب اللغة المختلفة، وعدم طمس خصوصية ألعاب اللغة المتعددة، وسيطرة أحدها على الأخرى، لأنه يرى أن كل لعبة لغة هي ”حدث” له تفرده وخصوصيته، وينبغى علينا التعامل معه من خلال ذلك التفرد. ولذلك رفض ليوتار وجود معيار مشترك نحكم به على كافة ألعاب اللغة. وهنا تجاوز ليوتار الفينومينولوجيا في محاولتها لجعل الفلسفة علما دقيقا نحكم من خلاله على كافة ألعاب اللغة المتعددة والمتغايرة.
يكمن تأثر ليوتار بالفينومينولوجيا، في مرحلة الخلاف، في رفضه للأحكام السابقة، وعدم إمكانية وجود قاعدة عامة أو معيار موحد للحكم على أنواع الخطاب المتغايرة، فقدحاول إكتشاف قواعد الخطاب الخاصة به دون إفتراضها مسبقاً، وبذلك ينكر إمكانية حل الخلاف بين أنواع الخطاب المتعددة والمتغايرة بناءً على أحكامه السابقة أو قواعده ومعاييره الخاصة. كما تأثر بها أيضاً في قوله بالتداخل بين أنواع الخطاب عند قولها بقصدية الذات والموضوع، ولكن تكمن إضافته في تأكيده على تمايزها إذ إن كل نوع خطابي له تفرده وخصوصيته، وأنه من الظلم سيطرة نوع خطابي ما على الآخر بحجة أنه يمتلك الحقيقة بمفرده، كسيطرة الخطاب الأدراكى مثلاً على أنواع الخطاب الأخرى في الفلسفة الغربية، لكن هذا التفرد لا يمنع تداخل أنواع الخطاب فيما بينها.
كما استفاد من الفينومينولوجيا في رفضه لوجود كلمة نهائية، وقاعدة عامة بصدد موضوع ما، لكنه تجاوزها من خلال رفضه لفكرة ”الأصل” في مفهومه عن ”العبارة”، حيث أن العبارة يسبقها عبارة ويليها عبارة أخرى، وإننا دائماً وسط عبارات، على عكس الفينومينولوجيا التي كان هدفها الرئيسى الوصول إلى ”أصل” الشيء أو حقيقته.