الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عاش المجتمع الطرابلسي في العهد العثماني الثاني بكل زخم التاريخ الماضي بكل ما يحمله تبعاً لارتباطاته متمسكاً بأفضل ما فيه من الخصال غير رافض لأسوأ ما فيه, فهو مجتمع مختلط تحكمه زمرة غريبة عنه, ولكنه مع ذلك مجتمع بسيط متسامح عاش حياته العادية وثبت على العادات العربية الأصلية وقاوم بغريزته العديد من العادات السيئة. استغرق التمهيد الإيطالي لاحتلال طرابلس سنوات كانت الحكومة الإيطالية فيها تخطط لتسهيل احتلالها لليبيا, واستفادت إيطاليا من التجارب الاستعمارية للدول الأوروبية في المنطقة كالاستعمار الفرنسي في تونس والجزائر, والاستعمار البريطاني في مصر, من حيث تشابه الأساليب الاستعمارية للسيطرة على المنطقة. بنهاية الحرب العالمية الأولى اتخذ الليبيون خطوة جريئة بإعلان الجمهورية الطرابلسية في عام 1918م, والمطالبة بالحكم الذاتي في بلادهم, ولذلك اتبعت إيطاليا سياسة تعسفية تجاههم, تمثلت في تعذيب وتشريد ومصادرة أملاك كل من يعاديها من الطرابلسيين. مثل سكان إقليم طرابلس في هذه الفترة وحدة يجمع أهلها سلالة البحر الأبيض المتوسط المتفرعة من الجنس القوقازي, وقد نشأت هذه السلالة في الجزيرة العربية, ثم انشرت في أسيا وأفريقيا, وتفرع منها شعبان لكل منها ثقافة خاصة وهما الشعبة السامية وينسب إليها العرب المحدثون (بني سليم وبني هلال), والشعبة الحامية التي ينتمي إليها العرب القدماء (البربر) . عاش إقليم طرابلس بناء طبقي فصل الناس وحدد علاقاتهم وفق درجات وضعهم الاقتصادي ومقامهم الاجتماعي, ففي المستوى المتوسط كان يوجد العمال والمزارعون في الأرياف, وصغار التجار والصناع والحرفيون في المدن, وفوق الطبقة العمالية كانت هناك طبقة التجار ومالكي الأراضي وتسيطر على تجارة الأقاليم داخلياً وخارجياً وهؤلاء كانوا يعيشون في بيوت أنيقة في المدن إلى جانب العلماء والقضاء. تردى الوضع الصحي في إقليم طرابلس بصفة عامة نتيجة الاحتلال الايطالي, مما انعكس سلباً على المجتمع الطرابلسي فانتشرت بعض الأمراض كالدرن الرئوي والأمراض المعدية, بالإضافة إلى عدم وجود وسائل علاج فعالة, وانعدام التشريعات اللازمة لحماية المواطنين الطرابلسيين من تلك الأمراض. |