الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تدور هذه الدراسة حول شكل العلاقات التجارية بين بلاد المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء في عصر الدول المستقلة ببلاد المغرب حتى قيام الدولة الفاطمية, وما نتج عنها من تأثير متبادل بين بلاد المغرب وبلاد السودان, ولم يقف أتساع نطاق الصحراء عائقاً في وجه هذه العلاقات التجارية. فنجد حركة القوافل التجارية والدعاة الفاتحين, عابرين الصحراء وحاملين معهم بذور الحضارة الإسلامية إلى الشعوب السودانية. ولعل أهم ما توصلت إليه هذه الدراسة أن: ذهب السودان كان الهدف الأساسي وراء رحلة القوافل الشاقة من الشمال إلى الجنوب, لما حققت لأصحابها من ثروات طائلة, والذي نتج عنه الاهتمام بالطرق والمنافذ الصحراوية التي أصبحت مجال للصراع بين هذه الدول المستقلة. كما كشفت الدراسة أن العامل الحاسم وراء الأحداث السياسية والعلاقات الخارجية للدول المستقلة بالمغرب آنذاك كان اقتصادياً بالدرجة الأولى؛ إذ أثبتت الدراسة أن أغلب مناطق الصراع بين الدول المستقلة كانت مناطق إستراتيجية تتحكم في طرق التجارة مع بلاد السودان. وان العامل الاقتصادي وتوافق المصالح خفف من حده الصراع السياسي والمذهبي بين الدول المستقلة ببلاد المغرب. وأظهرت الدراسة أن التجارة مثلت عصب العلاقات بين الشمال والجنوب, وان التجارة عبر الصحراء كانت جادة ومنتظمة, فنجد مدي اهتمام أهل السودان بالملح؛ لأنه سلعه نادرة في المناطق الواقعة جنوبي الصحراء, والذي وصل أنه أُستُبدل بالذهب, فأصبحت قيمة الملح تضاهي قيمة الذهب وهو السلعة الأكثر أهمية بالنسبة لبلاد المغرب. |